كلمة عمان

عام خير وسعادة على جلالتكم وكل عمان

31 ديسمبر 2016
31 ديسمبر 2016

بالأمس طوى عام 2016 صفحاته ، ورحل ليتخذ مكانه في سجل التاريخ ، ومع إشراقة عام 2017 ، بما يحمله من فرص وآمال وتطلعات وتفاؤل بأن يكون عام خير لدول وشعوب المنطقة والعالم من حولها ، فإنه يشرفنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بهذه المناسبة ، داعين الله عز وجل أن يعيدها على جلالته والشعب العماني الوفي أعواما عديدة بالرفعة والسؤدد ، وان يمنح جلالة السلطان المعظم الصحة والعافية والعمر المديد ، وان يكون هذا العام والأعوام القادمة ، أعوام خير وسعادة وازدهار لعمان وطنا ومواطنين في كل المجالات .

وبالنظر إلى أن أحداث اليوم ، هي بطبيعتها امتداد بشكل أو بآخر للأمس وتفاعلاته ، فإن انضمام عام 2016 الى سجل التاريخ لا يعني انتهاء تأثيره ، ولذا فإن عام 2016 سيظل موجودا ومستمرا لفترة غير قليلة ، وذلك بفعل تأثيراته ، وبما تركه من نتائج وآثار وجراح وخلافات ، ومواجهات عانت وتعاني منها الكثير من دول وشعوب المنطقة . ومع ذلك فإن الدخول اليوم الى عام 2017 ، يحمل بالضرورة أملا وتفاؤلا ، عربيا وإقليميا ودوليا أيضا ، بأن العام الجديد ، يمكن أن يحمل معه فرصا و إمكانات أكبر للاستقرار ، ولاحتواء ما عانت منه المنطقة على مدى السنوات الست الماضية .

وفي الوقت الذي تنطلق فيه مسيرة التنمية العمانية الحديثة بقيادة جلالة القائد المفدى أعزه الله لتحقق مزيدا من التقدم والإنجاز في جميع المجالات ، وعلى كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية ، والإنتاجية والخدمية ، باتساع الوطن ، وذلك بفضل حكمة وبعد نظر سياسات السلطنة ومواقفها ، وما تنعم به من أمن وأمان ، وعلاقات طيبة ووثيقة مع الأشقاء والأصدقاء على كل المستويات ، فإنه من المأمول ان يكون التزام الدول المنتجة للنفط من داخل أوبك وخارجها ، باتفاق خفض الإنتاج الذي تم التوصل إليه في جنيف قبل شهر تقريبا ، والذي يدخل حيز التنفيذ العملي اليوم ، خطوة إيجابية لدفع أسعار النفط نحو التحسن ، وهو ما بدأت تظهر مؤشراته في أسواق النفط العالمية في الأيام الأخيرة .

من جانب آخر فإن التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة وفصائل المعارضة السورية - باستثناء داعش وجبهة النصرة السابقة والمجموعات المرتبطة بها - وهو الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ بجهود روسية تركية ، في اليومين الماضيين ، وإن ظل صامدا برغم بعض الاشتباكات المتفرقة ، هو خطوة إيجابية أخرى تشير إلى أن فرص السلام في سوريا يمكن أن تتحقق على الأرض ، إذا التزمت مختلف الأطراف المعنية ، سوريا وإقليميا ودوليا ، بالخطوات الضرورية لوقف أعمال القتال والمواجهة ، والدخول في مفاوضات بناءة ، من اجل السير نحو الحل السلمي ، بعد أن أثبتت سنوات الحرب والدمار أنه لا حل في سوريا سوى الحل السلمي ، وباتفاق ومشاركة مختلف الأطراف المعنية أيضا .