11
11
عمان اليوم

أحمد الشكيلي: «الضب قصير الذيل» و«العضاية هدبية الأرجل» مهددان بالانقراض

28 ديسمبر 2016
28 ديسمبر 2016

«البيئة» تنفذ «أطلس الزواحف في السلطنة» -

كتبت - خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

نفذت وزارة البيئة والشؤون المناخية مشروع دراسة صون الزواحف في السلطنة بالتعاون مع معهد علم الأحياء التطوري ببرشلونة في إسبانيا منذ عام 2013م، وهدف المشروع بشكل رئيسي إلى مسح الزواحف البرية وتصنيف توزيعها على هيئة إصدار أطلس يحتوي على الاسم العلمي وصور لأنواع الزواحف، ويقدم أول تحليل مبني على خرائط باستخدام برنامج نظام المعلومات الجغرافية لانتشار الزواحف في المحميات الطبيعية والمناطق الأخرى التي شملتها المسوحات الميدانية، ومن المتوقع الانتهاء من المسودة النهائية للأطلس بنهاية النصف الأول من العام المقبل 2017م.

أنواع مستوطنة

وأوضح المهندس أحمد بن سعيد الشكيلي، مدير دائرة التنوع الأحيائي بوزارة البيئة والشؤون المناخية أنه تم توثيق 101 نوع من الزواحف البرية في السلطنة، تمثل الأفاعي 21 نوعا منها، في حين الباقي عبارة عن مجموعة من السحالي مثل عضاية الورل والضب والوزغ، والسقنقور (سمكة الرمال) والحرباء، وتم تسجيل ما يقارب من 14 نوعا من هذه السحالي كأنواع مستوطنة في السلطنة، ويختلف كل نوع عن الآخر في الحجم والشكل واللون والأماكن التي تعيش فيها، ومنها ما ينشط في الفترة النهارية، في حين يتحرك البعض الآخر في الفترة الليلية.

وأشار الشكيلي إلى تعدد أنواع الزواحف البرية المسجلة في كل محافظة من محافظات السلطنة، وقال: تشترك بعض أنواع الزواحف في الخصائص وتختلف في أنواع أخرى، وتعتبر محافظة ظفار من المواقع التي تم تسجيل أكثر عدد من أنواع الزواحف فيها، حيث وصل عددها إلى 60 نوعا من الزواحف، كما تم تسجيل 48 نوعا من الزواحف بمحافظة جنوب الشرقية و44 نوعا بمحافظة الداخلية و43 نوعا بالوسطى وضمت محافظة شمال الشرقية 42 نوعا منها، و40 نوعا بجنوب الباطنة، في حين تم تسجيل 39 نوعا من الزواحف بمحافظة مسقط، و33 منها بمحافظة الظاهرة، و28 بشمال الباطنة، و28  نوعا بمحافظة البريمي، وضمت مسندم 20 نوعا منها.

المؤثرات الطبيعية والبشرية

وهناك بعض المخاطر التي تواجه الأنواع المتعددة من الزواحف في السلطنة، حيث أوضح الشكيلي أن الزواحف تستطيع العيش في معظم البيئات وتتكيف مع المتغيرات والمؤثرات الطبيعية والبشرية، ولكن قد تتسبب التنمية العمرانية والصناعية بالإضافة إلى الأنشطة البشرية الأخرى في تدمير بعض الموائل الطبيعية للزواحف مما يعرضها للتهديد وخاصة تلك التي تعيش في بيئات محدودة وبأعداد قليلة جدا، وقال: هناك بعض التصرفات التي يقوم بها بعض الأفراد اتجاه أنواع الزواحف حيث يعتقدون أن كل أنواعها سامة فيقومون بقتلها، خصوصا أنواع الزواحف القريبة من المناطق السكنية.

وأوضح الشكيلي علاقة الزواحف بالتغيرات المناخية، مثلها مثل الكائنات الأخرى تتأثر وتتفاعل بها، حيث يمكن للتغيرات المناخية الإخلال بالتوازن الدقيق في شبكة الحياة التي تربط بين تلك الأنواع في الأنظمة البيئية المختلفة، وتعتبر الزواحف من أكثر الحيوانات شيوعا في البيئات القاحلة، ونتيجة لذلك فهي من الكائنات النموذجية الممتازة لدراسة التنوع الأحيائي والصون والبحوث المتعلقة بالتغيرات البيئية مثل التغيرات المناخية.

الاتفاقيات والقوانين

وقد أولت السلطنة اهتماما كبيرا بصون الطبيعة وحماية مفردات الحياة الفطرية التي تزخر بها السلطنة، حيث تم إصدار القوانين واللوائح التنفيذية والقرارات التي من شأنها تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، ومن أهمها قانون حماية البيئة ومكافحة التلوث الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (114/‏‏2001) وقانون المحميات الطبيعية وصون الأحياء الفطرية الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (6/‏‏2003)، كما انضمت السلطنة إلى العديد من الاتفاقيات البيئية من أهمها الاتفاقية الدولية للتنوع الأحيائي واتفاقية الإتجار الدولي في الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض وذلك من اجل دعم مسيرة الحفاظ على مفردات التنوع الأحيائي على المستوى الوطني والعالمي.

وأكد الشكيلي أن وزارة البيئة والشؤون المناخية تقوم من خلال وحدات حماية الحياة الفطرية الموزعة على مختلف محافظات السلطنة بتوعية المواطنين والمقيمين بأهمية حماية مفردات البيئة ومكافحة الصيد غير المشروع والمشاركة في البحوث والدراسات المتعلقة بصون الطبيعة وتنظيم دخول المحميات الطبيعية، وقال: تلعب المحميات الطبيعية التي تشرف عليها الوزارة دورا كبيرا في المحافظة على التنوع الأحيائي واستعادة النظم البيئية المتدهورة من خلال تطبيق الإدارة السليمة المستدامة في تلك المواقع المحمية لدعم حياة الكثير من الحيوانات الفطرية ومنها ضمنها الزواحف البرية، كما تقوم الوزارة بتنفيذ العديد من البرامج التوعوية والتثقيفية بما يخص المحافظة على الحياة الفطرية، وتنظيم العديد من المحاضرات والندوات العلمية الخاصة بدراسة الأنواع وخاصة ذات الأهمية والمهددة بالانقراض.

وتوجد الزواحف البرية في جميع المحميات الطبيعية في السلطنة، وتختلف أنواعها وأعدادها حسب الموائل التي تحتويها المحمية، ومن أهم تلك المحميات محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى حيث تم تسجيل 21 نوعا من الزواحف في المحمية، كما تم تسجيل 17 نوعا من الزواحف في كل من محمية السلاحف بمحافظة جنوب الشرقية، ومحمية جبل سمحان بمحافظة ظفار، في حين تم تسجيل 15 نوعا من الزواحف بمحمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية بمحافظة الداخلية.

وأشار الشكيلي إلى أن بعض أنواع الزواحف مهددة بالانقراض، وذلك بسبب أعدادها القليلة أو المساحات التي تنتشر فيها تلك الأنواع، وقال: من أهم الأنواع المهددة بالانقراض في السلطنة «الضب قصير الذيل» الذي يستوطن السلطنة ويوجد في بعض المواقع في جزيرة مصيرة وبالقرب من المناطق الساحلية لمحافظة الوسطى ومواقع أخرى في محافظة ظفار، كما أن «العضاية هدبية الأرجل» في محافظة ظفار من الأنواع المهددة بالانقراض عالميا بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة.