883078
883078
العرب والعالم

اليابانيون يرحبون بزيارة آبي وأوباما التاريخية إلى «بيرل هاربور»

28 ديسمبر 2016
28 ديسمبر 2016

باعتبارها رسالة للرئيس الأمريكي المنتخب -

طوكيو - واشنطن - (أ ف ب - د ب أ): رحب اليابانيون أمس بزيارة رئيس الوزراء شينزو آبي برفقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى بيرل هاربور باعتبارها بادرة تاريخية لكن أيضا رسالة سياسية إلى الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب.

وبثت محطة التلفزيون الياباني الرسمية «ان اتش كي» مباشرة حوالي الساعة السابعة صباحا (الثلاثاء 22.00 ت ج) الخطاب الذي ألقاه آبي بعد زيارة نصب «يو اس اس اريزونا» الذي بني فوق حطام السفينة التي أغرقها القصف الياباني في 7 ديسمبر 1941.

وهي أول زيارة لرئيس وزراء ياباني إلى النصب الذي أقيم في بداية ستينات القرن الماضي لتكريم ذكرى 1177 أمريكيا سقطوا عندما دمر الطيران الياباني السفينة الحربية في الهجوم.

وقال البحار الياباني السابق شيزوهيكو هاراغوشي (95 عاما) الذي شاركت وحدته في هجوم بيرل هاربور قبل 75 عاما، لتلفزيون أساهي انه «تأثر كثيرا» عندما سمح تصريحات آبي الذي أشاد بالمصالحة.

من جهته أدلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتصريحات بها قال: إن التحالف بين الولايات المتحدة واليابان يبرهن على أن هناك المزيد يمكن اكتسابه من خلال السلام وليس الحرب.

وأضاف أوباما: إن «وجود رئيس الوزراء (الياباني) آبي هنا اليوم (أمس) يذكرنا بما هو ممكن بين بلدينا وشعبينا ... في السراء والضراء نحن هنا لدعم بعضنا البعض».

وقال أوباما أمام تجمع صغير في نصب يو إس إس أريزونا التذكاري: إن العلاقة بين العدوين السابقين خلال فترة الحرب باتت أكثر قوة من أي وقت مضى.

وأضاف: إنه بعد الحرب اختارت الولايات المتحدة واليابان الصداقة والسلام وساعد ذلك في تأسيس عالم جديد منع اندلاع حرب عالمية أخرى وانتشل آخرين من الفقر المدقع.

في السياق قال كونيوشي تاكيموتو (95 عاما) الميكانيكي السابق في البحرية الذي انضم إلى الأسطول الياباني عند تنفيذ الهجوم: إن الخطاب «كان رسالة جميلة تعكس مشاعر الأمريكيين واليابانيين على حد سواء».

لكنه أسف لأن تصريحات آبي «تصطدم بما يقوم به، مثل إرسال جنود يابانيين إلى مناطق نزاع في الخارج وذلك للمرة الأولى» منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وفي الواقع خاض آبي معركة لإصلاح قوانين الأمن الوطني بهدف تعديل قسم من الدستور السلمي لليابان وتوسيع الصلاحيات الخارجية لقوات الدفاع الذاتي (الجيش الياباني).

في المقابل طغت على زيارة آبي بعض الشيء، زيارة احد وزرائه إلى ضريح ياسوكوني في طوكيو، المخصص لتكريم قتلى اليابان خلال الحروب الحديثة والذي يعتبر في آسيا رمزا للتاريخ العسكري الياباني.

واعتبر هاروكو ساتو أستاذ السياسة الدولية في جامعة أوساكا حول توقيت هذه الزيارة قائلا «من المرجح أن تترك أثرا سلبيا على دبلوماسية اليابان وتمس بالصورة الإيجابية التي تركتها زيارة آبي التاريخية».

وتساءل تاكيموتو حول المرحلة التي ستلي انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي باراك اوباما الذي كان إلى جانب آبي.

والتحية التي وجهها رئيس الوزراء الياباني لضحايا الهجوم الياباني في ديسمبر 1941 وأشادته بالعلاقة بين البلدين كحليفين يعتبرها الخبراء السياسيون بحكم الأمر الواقع على أنها إشارة موجهة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

وكان قطب العقارات الأمريكي دعا في تصريحات علنية إلى إعادة النظر في بنود هذه العلاقة الثنائية التي رسمت بعد الحرب وسبع سنوات من احتلال الأمريكيين لليابان.

وألمح ترامب خصوصا إلى انه على اليابان أن تساهم ماليا بشكل اكبر في دفاعها إذا أرادت الاحتفاظ بالحماية الأمريكية.

وفي خطابه حرص آبي على شكر أمريكا على مساعدتها في إعادة إعمار اليابان أثناء خروجها من الحرب.

وقال تاكاشي ريوزاكي الأستاذ في جامعة ريوتسو كيزاي ان آبي أراد بذلك استمالة الرأي العام الأمريكي الذي انتخب ترامب وإثارة مشاعر الاعتزاز الوطنية «وبدلا من تقديم اعتذارات، اختار آبي توجيه رسالة امتنان لأمريكا».

وسيكون على آبي التعايش مع ترامب وقد بدأ بالقيام بخطوات حيث اصبح أول قائد اجنبي يلتقي ترامب بعد فوزه في انتخابات نوفمبر.

وحاول الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا الطمأنة صباح أمس قائلا «نعتقد أن العلاقة اليابانية-الأمريكية لن تتغير، رغم تولي إدارة ترامب مهامها».

وبحسب الصحافة اليابانية فإن محادثات جارية لتنظيم لقاء جديد بين آبي وترامب بعد أسبوع على انتقال السلطة.

وراقبت الصين عن كثب زيارة آبي حيث لفتت الصحف إلى تشديده على العلاقات مع الولايات المتحدة على حساب آسيا.

وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» القومية «إذا أرادت اليابان فعليا المصالحة حول قضايا تاريخية، فإن آبي اختار الوجهة الخاطئة» مشيرة إلى انه عليه زيارة نانجينغ، موقع المجزرة التي ارتكبتها اليابان في 1937 أو أماكن أخرى في الصين.

كما دعت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ إلى تقديم «اعتذار صادق» للدول الآسيوية التي عانت من التدخل العسكري الياباني.