878428
878428
مرايا

«في ضيافة كتاب» يشجع القراءة في المجتمع

28 ديسمبر 2016
28 ديسمبر 2016

يتم عقده أسبوعيا بمدرسة عفراء الأنصارية -

مراسل مرايا -

مما لا شك فيه بأن حياة الإنسان قائمة في الأساس على قدرته على التعلم ليضمن الاستمرار والتفوق والتميز في هذه الحياة، وبالتالي فان إحدى أهم وسائل حصوله على هذا العلم منذ أقدم الأزمنة هي قدرته على القراءة والاطلاع، فهي الطريقة الناجعة لمزيد من الحصول على المعلومات والأفكار التي تضمن له القدرة على الإبحار بأمان في محيط هذا العالم، ولا تقتصر أهمية القراءة على زمن محدد بل هي موجودة بوجود الرغبة في التعلم، ويظل الكتاب هو الأساس مهما تطور واختلف شكله وطريقته الذي من خلاله يكمن سر القراءة، من هنا جاءت فكرة مشروع (في ضيافة كتاب) المنفذ من قبل مركز مصادر التعلم بمدرسة عفراء بنت عبيد الأنصارية بولاية صحم ليكون دليلا آخر على استمرارية منهج القراءة لتكون أسلوب حياة.

وعن فكرة المشروع وأهميته لغرس أسلوب ومنهج القراءة تحدثنا فاطمة بنت سعيد المقبالية أخصائية مصادر التعلم وصاحبة فكرة المشروع قائلة: المشروع هو مجموعة من التربويين جمعهم حب القراءة والوعي بضرورة فاعليتها بالمجتمع، كي ترتقي بالإنسان وبوعيه ولتثري عقله وفكره. تلتقي في ضيافة كتاب لتناقشه ولتتجول بين سطوره، كي تعيد للكتاب نبضه بقراءته واستخلاص القيم من أفكاره، كما تهدف لتشجيع الفرد على جعل القراءة عادة ذات أهمية في حياته من خلال مشاركته بالنشاطات والنقاشات الفعالة التي تنظمها المجموعة وتتبناها وبذلك ننهض بالفرد فكرا وأخلاقا وبالمجتمع وعيا وثقافة.

وتضيف المقبالية: (في ضيافة كتاب) فكرة نابعة من رغبتي في تحقيق أبرز أهداف المركز والمتمثل في ضرورة غرس وتشجيع القراءة؛ فالقراءة هي عالمي الذي أعيش وأتعايش معه؛ رغبت أن أجعل للكتاب مساحة أوسع وجمهورا أرحب، وأن أعيد للكتب أهميتها في زمن أضحت تغيب فيه عن ساحات العلم وأيادي طلابه، وبما أن القراءة من أهم الوسائل التي يتم بها تحصيل العلم والمعرفة وإهمالها من أسباب الجهل والتخلف، رغبت في أن يحفل مركز مصادر التعلم بالزوار، وليس أي زائر، وإنما القراء الذين سأمنحهم فرصة التعبير عن حبهم للإطلاع ومنح غيرهم فكرة عما قرأوا، من هنا جاءت الفكرة وهنا كانت البداية.

أما عن الأهداف التي وضعتها لتحقيق نتائج واقعية لهذا المشروع فقد لخصتها في النقاط التالية: تشجيع القراءة وتعزيزها في المجتمع بمختلف فئاته العمرية، والتأكيد على ضرورة التمسك باللغة العربية وأهميتها في ارتقائنا ثقافيا، وكذلك تفعيل دور المكتبات العامة والمنشآت الثقافية وتشجيع الأشخاص على زيارتها والانتساب لها، وأيضا تنمية مهارة المناقشة الفعالة وتفعيل الحوار البناء واستثمارها بتحقيق الأهداف ولتنعكس بالإيجاب على المجتمع، إلى جانب الخروج بتوصيات ونشرات كحصاد للنجاح الذي حققته المجموعة.

آلية المشروع

وعن الطريقة التي ينفذ بها المشروع وآلياته والفترة الزمنية لتنفيذه توضح قائلة: «في ضيافة كتاب» لقاءٌ أسبوعي ينظمه مركز مصادر التعلم بالمدرسة، ويسعى لإعادة النبض لكتاب ما بمناقشته والتجول بين سطوره وانتقاء قيّم أفكاره من خلال استضافة قارئ أو مؤلف كتاب ليقدم لنا عرضا موجزاً مشوقا ومختصرا عن كتابه وما يحويه ومدى الاستفادة منه بالطريقة التي يراها مناسبة والتي تعكس شخصيته وبصمته الخاصة، وقد بدأ تنفيذ المشروع من العام الدراسي المنصرم، وما زال مستمرا هذا العام ٢٠١٧/‏‏‏‏٢٠١٦م

ولا شك أن لمثل هكذا مشروع بهذا التميز من الأهداف والتطلعات نتائج على ارض الواقع سواء في المجتمع المدرسي أو خارجه، فهو في الأساس يهدف لنشر وتشجيع الفرد على القراءة أينما كان بغض النظر عن وظيفته أو عمله، من هنا كان لقاؤنا بمديرة المدرسة رباب بنت باقر الفراقي للحديث عن انطباعاتها عن هذا المشروع فقالت: المشروع رائع بروعة النشاط المتميز لمركز مصادر التعلم بالمدرسة، فهو القلب النابض للمدرسة اسما ومعنى؛ فهذا المشروع انطلق لينشر المعرفة في ربوع المدرسة ولمختلف الفئات سواء كانوا معلمين أو طلبة أو أولياء أمور وأيضا كمجتمع محلي وتربوي؛ مشروع اقل ما يوصف انه يعانق أشباه الكمال في فكرته وفي تنفيذه وفي استمراريته وفي عموم فائدته؛ فالكل استفاد ويستفيد منه، ذلك لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه هو الأساس الذي تقوم عليه المنظومة التربوية بصورة عامة.

كما تحدثنا شريفة بنت سالم الفارسية معلمة لغة عربية بالمدرسة، وإحدى المشاركات في المشروع عن تجربتها ومدى استفادتها قائلة: في ضيافة كتاب مثل بالنسبة إليّ إضافة كبيرة في مجال القراءة والمعرفة بأهم الكتب ومؤلفيها، استقطب كتّابا معاصرين وأتاح لنا فرصة للتعرف عليهم وعلى كتبهم عن كثب، هو مجال للتنافس المثري، حيث يسعى كل من شارك أن يقدم للجمهور أفضل ما قرأ فينفع، كما انتفع، هو التفاتة جميلة للكتاب جعلت له جوا وحضورا وجمهورا في زمن تكاد فيه الكتب لا تغادر الرفوف، استفادتي من المشروع عظيمة وأتمنى أن يستمر لسنوات أخرى قادمة.

وعن الأثر الذي تركه هذا المشروع في حبها للقراءة تحدثنا هدى الخالدية قائلة: قدم لنا مشروع في ضيافة كتاب إضافة أخرى في حياتنا العملية جعلنا نتلهف لليوم الذي سيطرح فيه الكتاب المقروء، كما بلا شك قدم لنا حيوات متعددة فتح أمامنا بصائر جديدة.

مشروع ناجح جدا جعلنا نستشعر قيمة القراءة وأهميتها في الرقي بمستوى شخصية الفرد ثقافيا وفكريا واجتماعيا، أما عن مستوى الفائدة شخصيا جعلني أتحمس لقراءة كتاب وللبحث عن شيء جديد أقرأه، دفعني هذه المشروع في الخوض ببحر قل مرتاديه، وها أنا اليوم بفضل الله ومن ثم هذا المشروع الذي تفضلت به علينا أختنا فاطمة المقبالية أخصائية مصادر التعلم بالمدرسة، صرت أقتني كتبا وأزور مركز مصادر التعلم للاطلاع على ما لديها من الكتب.

خارج المدرسة

ولم تقتصر المشاركة في تقديم قراءة الكتب على النطاق المدرسي بل حاول المشروع استقطاب مؤلفين لكتب من خارج المدرسة ليقدموا تلخيصا لكتابهم وليكون هنالك نوع من التكامل في هذا الجانب، ولأن الهدف أن يصل المشروع لمختلف الفئات في نطاق المجتمع التربوي بصورة عامة، وعن تجربته في المشاركة في هذا المشروع يحدثنا الدكتور عبدالرحمن البلوشي مدرب مادة بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة شمال الباطنة قائلا: يعد مشروع قراءة في ضيافة كتاب المطبق في مدرسة عفراء بنت عبيد للتعليم الأساسي التابعة للمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة شمال الباطنة من المشاريع الرائدة والتي تعنى بتحليل الإصدارات الحديثة والاستفادة منها في جوانب العملية التربوية وهو تطبيق عملي للأمر القرآني في الآية الكريمة (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وهذا يؤدي إلى إيجاد جيل قارئ على مستوى المجتمع سواء من المعلمات والهيئة الإدارية والطلبة وأولياء أمورهم في مختلف التخصصات بناء على اهتماماتهم المختلفة.

ويتمنى الدكتور أخيرا أن يدعم هذا المشروع من قبل القيادات العليا في المديرية والوزارة لما له من أثر طيب يعود على الطلبة في كل المراحل الدراسية، وبالتالي يؤدي إلى رفع المستويات التحصيلية لهم وجعلهم في اطلاع دائم عن المعرفة الجديدة والاحتكاك المباشر مع مؤلفي تلك الكتب والمشاركة في النقاشات والحوارات حول مضامين تلك الكتب، وبالتالي امتلاك الثراء اللغوي واكتساب مهارات الاتصال والتواصل والحوار الفعال، وربما فتح المجال أمامهم لتأليف الكتب وهم صغار على مقاعد الدراسة من خلال التشجيع وإثارة دافعيتهم لذلك من خلال المشاركة في تلك القراءات.

إن وجود حوافز معنوية ومادية من جهات الاختصاص هي إحدى السبل التي يمكن من خلالها أن تكتب شهادة استمرارية لمثل هكذا مشاريع تسعى بكل ما أوتيت من إمكانيات أن تجعل للتعليم معنى وفائدة وان تغرس في نفوس الجميع حب القراءة بصفتها الوسيلة التي يمكن من خلالها اكتساب العلم.