untitled-3
untitled-3
مرايا

دمى «كايتيه كروسه» لا تزال تنثر السحر والافتتان بين محبيها

28 ديسمبر 2016
28 ديسمبر 2016

أكثر عرائس الأطفال شهرة في العالم -

ظل اسم «كايتيه كروسه» لعدة أجيال من البنات الصغيرات موازيا لحلم الطفولة في امتلاك ذات يوم دمية كروسه الأصلية من ألمانيا التي قد تكون أكثر عرائس الأطفال شهرة في العالم، غير أن هذا الحلم كانت تواجهه دائما عقبة ما كبرى، وعلى سبيل المثال أن تكون الدمى باهظة الثمن بحيث لا يستطيع الأبوان شراءها لابنتهما، وربما تمثلت العقبة في أن صادرات الدمى توقفت خلال الحرب العالمية الثانية، وانتهى الحال بالمصنع الأصلي لعرائس كروسه الكائن بمدينة باد كويسن بألمانيا الشرقية إلى أن يقع في منطقة تخضع للاحتلال السوفييتي بعد انتهاء الحرب، وبالتالي تم بناء مصنع جديد في ألمانيا الغربية بمدينة دوناوفورت التي تقع على مسافة تقطعها السيارة في نحو ساعة من ناحية الشمال الغربي لميونيخ.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) فقد صارت دمية كروسه جزءا من قصة نجاح المعجزة الاقتصادية لألمانيا الغربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبمرور الزمن أصبحت أكثر القطع الفنية طلبا من جانب هواة جمع الأشياء الجميلة في جميع أنحاء العالم، ولا تزال هذه الدمية تفتن بجاذبيتها الكثير من الناس. وتشير عمليات البحث في المواقع الإلكترونية الخاصة بهواة جمع الدمى إلى أن دمية كروسه يمكن أن تعود على حائزها بمئات إن لم يكن بآلاف الدولارات في المزادات التي تجرى على الإنترنت، أو عن طريق بيعها للأفراد بشكل خاص.

وفي بيت مزادات فيندل تشرح أنكه فيندل الخبيرة في عرائس كروسه السبب في ارتفاع قيمة الدمية وتفردها بقولها: « إن هذه الدمى تتمتع بقيمة التميز، كما أنها تعد عملا فنيا مترابطا مصنوعا من مصدر واحد من الألف للياء». وفي مزاد أقيم عام 2014 بيعت إحدى هذه الدمى بمبلغ 2600 يورو (2900 دولار)، وتقول فيندل: إن هذا السعر ليس استثنائيا، وليس من النادر أن ترتفع أرقام المزايدة لشراء واحدة منها لتتجاوز ثمانية آلاف يورو، ولأن هذه العلامة التجارية لم تنخفض قيمتها أو أسعارها على الإطلاق فيبدو أن قيمة دمى كايتيه كروسه ستظل ثابتة.

ومع ذلك لا ينصح توبياس مينتس من مجلة «بوبين وشبلزيوج» الألمانية المتخصصة في الدمى الناس بشراء هذه الدمى على أمل الحصول على ربح، ويقول «إنني لا أنظر حقيقة إلى هذه الدمية كمصدر للاستثمار، والسبب الرئيسي للإقبال عليها هو الارتباط الشخصي بالدمية للراغب في جمعها»، وتأتي شعبية دمى كروسه من أنها تجمع بين النواحي الجمالية والعواطف المتعلقة بذكريات الطفولة.

وهذا بالضبط ما يفسر حالة كاترين فين من هامبورج التي تهوى جمع دمى كروسه، وكل ما تقوله فين هو «إنك تراها فتحبها»، وكانت تريد بشدة الحصول على دمية كايتيه كروسه عندما كانت بنتا صغيرة، ولكنها كانت غالية الثمن لدرجة أن أبويها لم يستطيعا لفترة طويلة أن يشترياها لها، ونظرا لضيق ذات اليد اضطرت كاترين وشقيقاتها إلى الاستعاضة عن الدمية الشهيرة بقص صورها من الكتالوجات التي نشرت فيها.

وعندما جاءت الاحتفالات بأعياد الميلاد عام 1960م وجدت كاترين فين تحت شجرة الكريسماس دمية تنتظرها تسمى «تومبلينا» أخذت من حكاية خرافية لكاتب الأطفال الشهير هانز كريستيان أندرسون تحمل نفس الاسم، وكانت هذه الدمية الصغيرة هي الأولى في مجموعة كبيرة تكونت لديها، ولا زالت تثير فيها الإعجاب والحماس مثلما كان الحال في طفولتها، بل إنها تمتلك مجموعة تطلق عليها أوركسترا تومبلينا الخاصة بها، وتضم 55 دمية من كروسه، وتقول فين: « لم يمر علي يوم واحد في حياتي لم أشعر فيه بالافتتان بكايتيه كروسه».

وفي دوناوفورت يدشن متحف دمى كايتيه كروسه عدة معارض لاستكشاف سبب ولع الناس بهذه الدمى، ويفسر مدير المتحف توماس هيتلي هذا الولع بقوله: «إن دمية كايتيه كروسه ببساطة تمسك بتلابيبك، وهي تقول للأطفال يمكنني أن أكون لك في أي شكل تريده مني».

وكانت كايتيه كروسه (1883-1968) تريد أن تصبح ممثلة، ثم تزوجت من نحات يدعي ماكس كروسه وولدت بنتا عام 1902م، وبعد ذلك ببضعة أعوام وضعت بنتا ثانية، غير أن البنت الأولى واسمها ماريا قالت: إنها أيضا تريد أن يكون لديها «طفل رضيع». وذهب الأب ماكس لشراء دمية، ولكنه لم يجد واحدة تثير إعجابه، ويقال: إنه طلب من زوجته كايتيه أن تصنع واحدة بنفسها، وهو ما فعلته الأم بعناية وحرفية لتخرج إلى الوجود أول دمية كروسه، وكان ذلك بداية لما سيصبح بعد سلسلة من إنتاج الدمى في باد كويسن، وبعد ذلك قام ابنها ميشائيل بتأسيس وحدة لإنتاج الدمى بعد انتهاء الحرب داخل مصنع قديم للأحذية في دوناوفورت، حيث يتم إنتاج دمى كروسه إلى يومنا هذا.

ويوجد متحف آخر في باد كويسن التي تقع جنوب غربي برلين على مسافة تقطعها السيارة في ساعتين، ولكن هذا المتحف مخصص للحياة الرائعة اكايتيه كروسه، ويقول عنها مدير المتحف سيجفريد فاجنر: « إن كايتيه كروسه كانت على الدوام نموذجا للابتكار بالنسبة للألمان».