881634
881634
الرياضية

وليد السعدي بطل نصف الموسم يحكي لـ« عمان » أسرار التفوق والتحول الفني

27 ديسمبر 2016
27 ديسمبر 2016

مدرب «معلم» .. يقهر رياح الإقالة ! -

العمل الجماعي والتخطيط المبكر كلمة السر.. وخطتي تستهدف شباك الفرق المنافسة  -

لا نخشى الضغوط .. ونتعامل مع نجاحنا بواقعية .. وهذا ما نفكر فيه للدور الحاسم -

أجرى الحوار : ياسر المنا -

بات الاستمرار في تدريب أي فريق من فرق بطولة دوري المحترفين لمدة موسم كامل أشبه بالمعجزة ومنذ إطلاق المنافسة الجديدة ارتبطت بعادة اقالة الأندية للمدربين لتحطم كل الأرقام القاسية وأصبحت المواسم تنافس نفسها في قرارات الاستغناء عن المدربين.

وسط هذا الكم الكبير من فرمانات الاستغناء التي اعتادت الإدارات على إصدارها يبرز اسم المدرب الوطني الشاب وليد السعدي مدرب نادي الشباب يجسد معنى مخالفا لزملائه في مجال التدريب بصموده على دفة قيادة الفريق الأخضر لأكثر من موسم ولا يزال مستمرا في عمله تحيطه الثقة الكاملة التي تشير الى فرصته الكبيرة في إتمام الموسم الثاني بعد النجاحات الكبيرة التي حققها وجلوس فريقه على صدارة الترتيب في الدور الأول من منافسات بطولة دوري المحترفين. لفت السعدي الأنظار وحصد الكثير من شهادات التقدير والثناء على ما قدمه من جهد كبير وعمل مميز قاده الى ان يكون المدرب الأفضل في الدوري بالنتائج والمقاييس الفنية وهو ما يرشحه الى ان يكون أفضل مدرب في الموسم إذا ما حافظ على النجاحات ومضى في طريق التألق والإبداع.

استفاد السعدي من خبراته كمعلم وتربوي ليمزج تجاربه الفنية والتعلمية والتربوية معا وينجح في ان يصنع منها (خلطة) تمنحه مواصفات النجاح وتسهل مهمته لشق طريقه في مهنة تحيط بها الصعوبات والعقبات الكبيرة.

نجح السعدي في ان يكون مدربا برتبة معلم قياسا بما حققه من تفوق في مهنة التدريب وقيادته لفريقه للصدارة منتصرا على الظروف والترشيحات وقاعدة بيانات الاحتمالات التي تعتمد على تصنيف الفرق قبل بداية الموسم.

قاد المدرب الشاب فريقه من منطقة القاع في الموسم الماضي ليقفز به الى الصدارة في هذا الموسم في واحدة من الإشراقات التي لا تحدث كثيرا في الدوري ليقدم دليلا على ان ما تحقق لم يأت عبر باب الصدفة بل نتيجة جهود وعمل وتخطيط ورؤية فنية صائبة أدت لتجهيز الفريق بالصورة التي قادته ليخطف الأضواء ويجلس على الصدارة بامتياز.

التقينا المدرب الشاب في حوار (الأسرار) لمعرفة وصفة أسباب القفزة الفنية الكبيرة لفريق الشباب والتي أحدثت تغييرا كبيرا في مشهد النادي ينعكس في عودة الجماهير للمدرجات بعد أن كانت غائبة ولا حس لها أو خبر في مباريات الفريق. خلال الحوار تحدث مدرب فريق نادي الشباب عن تقييمه لما تحقق في النصف الأول من الموسم والتحديات التي تنتظرهم في الشوط الثاني وحكى عن اهم أسباب القفزة الفنية التي قادت الفريق من الصراع للبقاء في الموسم الثاني للصدارة في هذا الموسم.

■ كيف حدث هذا التحول الفني لفريق الشباب بين ليلة وضحاها من فريق ينافس في الموسم الماضي على البقاء لفريق يجلس في قمة الدوري وبطل الشتاء؟

أمران فقط اعتمد عليهما نادي الشباب في فترة التحضيرات للموسم الجديد بعد ان تعرض للمعاناة في الموسم السابق الأمر الأول يتمثل في العمل الجماعي والثاني في التخطيط المبكر للموسم الجديد.

وقمنا بالعمل على تصنيف اللاعبين الذين شاركوا الموسم الماضي حتى نبقي على العناصر المجيدة ونبحث عن لاعبين جدد في الوظائف الشاغرة وتم ذلك عبر عمل جماعي بين الإدارة والجهاز الفني وأثمر عن تعاقدات جديدة مؤثرة منحت الفريق الإضافة الفنية الإيجابية وساعدته على تحسين صورته.

■ كل الفرق تعتمد تقريبا على العمل الجماعي ويكون هناك تنسيق فني إداري وتقوم بدعم فرقها باللاعبين المحلين أو الأجانب لابد ان هناك أمورا أخرى قادت فريقك لهذا التحول الفني الكبير.؟

المهم دائما في العمل التدريبي ان يوفق المدرب في معرفة قدرات لاعبيه وان يختار الطريقة التي تناسبهم وتساعدهم ليقدموا أفضل ما عندهم من عطاء ويمكن القول إننا وفقنا في الجهاز الفني في معرفة قدرات عناصرنا واختيار الطريقة التي تناسبهم لنصل الى مرحلة البناء السليم والذي كان يتطلب الصقل والتجهيز وهو ما حدث عبر التجارب الودية العديدة التي لعبناها قبل بداية الموسم وساعدتنا كثيرا في ان نصل الى الجاهزية الفنية والبدنية وان ندخل الموسم الجديد بقوة وطموحات كبيرة.

■ ماهي طموحاتكم التي دخلتم بها الموسم الجديد.؟

تمثلت طموحاتنا الفنية والتي حرصنا على ان تتسم بالواقعية في ان يتقدم الفريق في الترتيب ولا يواجه نفس صعوبات الموسم الماضي وان لا يبتعد عن المركز الخامس أو السادس وهذا بالاتفاق مع الإدارة وعلى ضوء الجهود التي بذلت وإمكانات النادي بجانب ان هذا يمثل التطور الطبيعي للمستوى الفني للفريق بالتقدم خطوة ثم خطوة حتى يمضي بخطوات واثقة وثابتة نحو هدفه.

■ خططتم للمركز الخامس أو السادس ولكن ما حدث ان وجدتم أنفسكم في المركز الأول لتستحقوا صدارة الدور الأول من الدوري؟.

هذا صحيح خططنا لأن نكون في مركز متقدم وقدمنا كل ما لدينا منذ البداية لننجح ونحقق النتائج الإيجابية ومنذ أول مباراة جمعتنا مع فريق النصر خارج ملعبنا بدأنا نرى إمكانية تحقيق تقدم فني للفريق وان تتبدل الصورة في هذا الموسم عن سابقه ومع استمرار المنافسة كنا ضمن فرق المقدمة وهو ما منحنا المعنويات وعزز من ثقة اللاعبين بأنفسهم وجذب الجماهير للمدرجات وكانت الصورة العامة تشير الى ان تغييرا كبيرا يتم في فريق الشباب.استمر الفريق في المنافسة واستغل ظروف بعض الفرق التي بدأت الدوري دون مستواها المعروف خاصة فنجاء البطل والسويق الوصيف واغتنم الشباب الفرصة ليكون ضمن ثلاثة فرق تحافظ على المراكز الأولى بجانب ظفار والعروبة.وخلال المباراة الأخيرة في الدور الأول والتي جمعتنا بظفار المتصدر نجحنا في الفوز عليه لنزيحه من الصدارة وننهي الدور الأول بهذا النجاح الذي يمثل للجميع في النادي مسؤولية كبيرة للحفاظ عليه في الدور الثاني.

■ هل تفكرون للفوز باللقب في هذا الموسم أم ترى ان الأمور ستتبدل في الدور الثاني الحاسم من الدوري.؟

الحديث عن التفكير في اللقب سابق لأوانه وقاعدتنا التي نؤمن بها في العمل تقول لكل مجتهد نصيب ومن جانبنا سنواصل العمل بكل همة ونشاط وتركيز وسنعمل على ان نستمر في تحقيق النتائج الإيجابية ولكن لن أستطيع ان القول إننا ندخل من اجل اللقب والذي تعتبر المنافسة عليه مشروعة لكل فريق في الدوري.

■ كيف ستتعاملون مع ضغوط النجاح ومطالب الجماهير بضرورة الاستمرار على ذات المنوال.؟

الضغوط موجودة دوما في كرة القدم ولكن لا أتوقع ان تكون لها تأثيرات سلبية على الفريق في الدور الثاني لأننا سنمضي على نفس النهج الحالي في التعامل مع المباريات المقبلة والتي نتوقع ان تكون صعبة جدا وإذا ما استمر الفريق في النتائج الإيجابية فهذا لن يصيبه بالغرور وإذا تراجع لن يشعر بانهيار ونملك من القدرات ما تساعدنا على الصمود في وجه الظروف الصعبة.

وثمة أمر يجب ان لا نتجاهله وهو ان فريقنا تصدر الدور الأول بفارق نقطة وحيدة والنقاط متقاربة بين جميع الفرق وهو ما يعني أي تحول وارد وبنسبة كبيرة في ترتيب الفرق مع بعض التعديلات الواردة والباب مفتوح أمام كل الاحتمالات.

■ تغيرت كل الوجوه التي تنافسها من المدربين وأصبحت وحيدا صامدا في وجه رياح اقالة المدربين لماذا هل لديك حصانة تمنع الإدارة من اقالتك.؟

لا.. الأمر لا يتعلق بحصانة ولا يوجد مدرب في العالم لديه حصانة ضد قرار التغيير الذي يعد سنة حياة المدربين وصحيح تغيرت كل الوجوه وحتى مدرب السويق عبد الرازق خيري الذي استقر في عمله من الموسم الماضي تمت إقالته في بداية الموسم الحالي والأمر في تقديري يعود للتفاهم بين المدرب والإدارة والاتفاق على خطة عمل واضحة ومحددة الأهداف ومتى ما بات من الصعب ان تتحقق هذه الأهداف يكون قرار المفارقة. وهنا أقول ان التسرع في اتخاذ قرار اقالة المدرب يمثل مشكلة كبيرة لأن الحكم بالنتائج في عدد من المباريات غير كاف لأن التحسن يمكن ان يحدث في أي وقت ويتقدم الفريق من مركز متأخر لينافس على الدوري وفي دورينا الفوز في خمس مباريات متتالية يضمن لك تقدما كبيرا في الترتيب.