أعمدة

نوافـذ :أحلام مؤجلة

26 ديسمبر 2016
26 ديسمبر 2016

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

كل منا يحمل أحلامه من عام إلى آخر، بعضها تتحقق وأخرى تؤجل إلى حين، أملاً في غد أكثر إشراقا وأكثر تهيئة لتحقق مرادها.

تمر الأعوام عاما بعد عام نراقب نمو هذا الوطن وتطور شعبه منذ انبلاج فجر النهضة قبل ٤٦ عاماً، ولا زال الأمل في حياة أفضل، وعيش أرحب، ووطن يستوعب الجميع وتتاح فيه الفرص لأبنائه وإيماناً بقدرات الذين يديرون مؤسساته يأتي التعامل مع المواطن على معيار المواطن، لا معيار غيره، ومن يذهب إلى أبعد من ذلك، فانه يغرد خارج السرب، هذا ما تعلمناه من قائد النهضة وأراد له أن يكون بين أبنائه.

أحلامنا كثيرة مع كل إطلالة عام هجري وميلادي، كانت تتركز على ضمان الحياة الكريمة للفرد والأسرة، وتوفير الفرص أمامه من تعليم وصحة والاستفادة من كل خدمات البنية الأساسية ودعم المهتمين بتنمية القطاع الخاص وبناء مؤسساتهم الفردية والأهلية والمشاركة في بناء الوطن، وفي إدارته المحلية، وفى تسهيل الإجراءات التي هي اليوم محك النمو الاقتصادي.

لكن هذه الأحلام ليست كلها واقعية، بل هي بعضها ضرب من الخيال، أولها تراجع تساوي الفرص بين أبناء المجتمع فلم تعد هذه الفرص كما كانت تستوعب الجميع، وثانيها الإجراءات التي يطالب العامة بتسهيلها ولا زالت تراوح مكانها، ثم ذلك الانقلاب في الفرد الذي أصبح يستغل موقعه لمضاعفة دخله، ولدينا من تلك الحالات ما هو معروف، الذي أدى إلى الفساد الفردي وبدأ يصيب المجتمع في مقتل.

من ضمن تلك الأحلام التي لم تتحقق هي الرؤية الاستراتيجية التي ترسم لنا ملامح المستقبل، يرى فيها المواطن أنها خارطة طريق تحدد ماله وما عليه وكيف سنكون عند ٢٠٥٠م.

ثم ما هي بدائل النفط الغائبة منذ عشرات السنين والتي انشغلنا عنها في تطوير البنى التحتية، وكيف يمكن معالجة أزمات النفط القادمة، إلى جانب تقويه مؤسسات الدولة وإتاحة المزيد من مساحات التفكير، والإبداع فيها لتنافس بعضها بعضاً وتطوير قدراتها وتعزيز الشفافية فيها والمصداقية والقضاء على الفساد الفردي فيها، ونقلها إلى مراحل أكثر وهجا وتطورا وأداء، إلى جانب تطوير مؤسسات المجتمع المدني ودعم دورها.

وأيضا دعم المنظومتين التشريعية والتنفيذية، وخارجياً توسيع آفاق التعاون مع الأصدقاء في بناء قاعدة صناعية تكون ركيزة في الموارد والعوائد خلال السنوات المقبلة، وابتكار طرق أكثر سهولة في إدارة الدولة.

التحدي الحقيقي هو كيف نحقق تلك الأحلام مستقبلاً، كالتي كانت مع فجر ٢٣ يوليو١٩٧٠م، اعتقد أنها أكبر منها ومما نتوقعه ، فأنت تبحر في لج عميق قد يجرفك التيار إلى مهاوي الردى، إذا لم تحسن السباحة.