أفكار وآراء

تجربتي مع «تنفيذ» ردود أفعال

24 ديسمبر 2016
24 ديسمبر 2016

سالم بن سيف العبدلي -

على مدار حلقتين متتاليتين سلطنا الضوء فيهما على تجربة نادرة وطموحة ألا وهي البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي والذي أطلق عليه اسم “تنفيذ” وقد تطرقنا فيه إلى بعض الملاحظات المهمة التي سجلناها أثناء مشاركتنا في البرنامج بمرحلتيه الثانية والثالثة وهما مرحلة المختبرات التي استمرت لستة أسابيع متتالية ومرحلة الأيام المفتوحة والتي كانت لمدة 3 أيام وقد تلقينا العديد من ردود الأفعال والآراء التي قد تساهم في تنفيذ المبادرات والمشاريع المقترحة ضمن البرنامج ونظر لأهمية تلك الملاحظات رأينا من الأهمية بمكان تخصيص مقال منفصل لها.

وقد تلقينا العديد من الآراء والمقترحات من القراء الكرام الذين أرسلوا لنا عن طريق الواتساب أو عبر صفحتنا في الفيس بوك ونعتقد أن ملاحظاتهم مهمة للغاية وقد تساهم في نجاح البرنامج الوطني إذا ما تم الأخذ بها، ولأمانة الكلمة فإننا سوف نستعرض بعض منها حسبما جاءت دون زيادة ولا نقصان لعلها تصل إلى متخذي القرار والذين لا شك أنهم مهتمون كل الاهتمام بمعرفة مختلف الآراء ونجزم بأن الجميع يحرص على مصلحة الوطن فكلنا نسير في قارب واحد فقط سوف نحذف كلمات الشكر والثناء والتي نشكرهم عليها.

أحد القراء يقول: “مع غياب الإرادة والتجرد لخدمة الوطن ..وعدم إشراك العديد من مؤسسات المجتمع .. وعدم توفر القيادة الصحيحة بين المسؤولين ..فإن هذا البرنامج سيتبع البرامج السابقة في غياهب الجب ..ما هو مصير القرارات التي صدرت عن ندوة سيح الشامخات؟، وتم عقد ندوة متابعة تنفيذ هذه القرارات مع بداية العام الماضي وصرفت الآلاف من الريالات عليها ..يكفينا إعلام وبهرجه ..أتمنى أن نرى شيئا عمليا يطبق على الواقع لخدمة هذا البلد الطيب بقيادته الحكيمة”

قارئ آخر يقول: “تم الحديث عن الحكومة الإلكترونية والذي يفترض هيئة تقنية المعلومات تقوم به منذ إنشائها من خلال تطبيق برنامج الحكومة الإلكترونية لكافة الجهات الحكومية وخاصة الخدمية منها ..تركوا كل جهة تتخبط وتصرف مبالغ مالية للشركات بدون جدوى ويقول: “انظر من كم سنة ويتحدثون عن الحكومة الإلكترونية .. يمكن جهتان أو عدد محدود من الجهات التي تعمل وتفعل وسائل التواصل الاجتماعي مثل شرطة عمان السلطانية“.

ويستدرك نفس القارئ بالقول: “الملاحظات الأخرى تبسيط وتسهيل الإجراءات للمستثمرين المحليين والقادمين من خارج الدولة ..التنسيق وتكامل الجهود بين الجهات الحكومية وإلغاء الروتين العقيم في الدوائر الحكومية خاصة الخدمية منها” وكما ذكرت سابقا مرتبط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني ..وسائل التمويل محتاجة الى مرونة وتقليل البيروقراطية للحصول على تمويل ..استثمار أموال صناديق التقاعد في بعض هذه المشاريع لتعزيز ملاءتها المالية .. مثلا صندوق تقاعد الخدمة المدنية ..أين استثماراته..؟”

أحد القراء يقول: “عدم الاكتراث بالمستفيدين من شرائح المجتمع ..هدف بعض المنفذين جني المال بأي وسيلة ..لا رقيب ولا عتيد ..محتاجين الى وضع الثقة في الكفاءات الوطنية مع الرقابة والمحاسبة. بعض الشركات الحكومية مثل عمان تل ..توظف الأجانب وتُهمَّش الكفاءات الوطنية” ويستطرد قائلا : “على الرغم من أن الإدارة العليا من العمانيين. لكن مع وجود المحسوبية وعدم التجرد لخدمة مصلحة الوطن ..وغياب الثواب والعقاب تظهر لنا هذه السلبيات “، قارئ آخر يقول في تعليقه :”أتمنى إخلاص النية لخدمة الوطن والتفاني والتجرد من أي مصالح أو نوازع شخصية أو فئوية ...”

قارئ آخر يقول: “مثل هذا البرنامج كان ينبغي أن يكون قبل 20 سنة ويؤكد على أهمية اختصار الإجراءات الحكومية وتسهيلها على المستثمر بحيث يكون لا ضرر ولا ضرار ويشير الى أن عامل الوقت مهم جدا وهذا الذي جعل العديد من المستثمرين يهربون، إضافة الى أهمية توفر المعلومات في بوتقة واحدة لجميع المشاريع” واختصر أحد القراء تعليقه بالقول “إن تنفيذا يحتاج إلى تنفيذ”.

وأخيرا نقول إن السلطنة مرت بأزمات اقتصادية سابقة كأزمة انهيار أسعار النفط في منتصف 1986 وكذلك أزمة الأسعار في عامي 1997 و1998 واستطاعت أن تتجاوزها وإن كانت هذه الأزمة تختلف عن الأزمات السابقة لعدة اعتبارات أهمها أن متطلبات هذه المرحلة تختلف عن متطلبات المراحل السابقة إلا أننا نقول: إننا قادرون على تجاوزها والمضي قدما في برامجنا التنموية والتي من أهمها البرنامج الوطني “تنفيذ” إذا ما تكاتفت كافة الجهود وتم إجراء التعديلات الهيكلية المطلوبة وضخ دماء جديدة قادرة على استيعاب المرحلة القادمة والتي تحتاج منا جميعا الى تضحيات كبيرة، وينبغي أن نقر بأن شهر العسل قد انتهى وانتهت معه حقبة الصرف بدون حدود وبدون حساب، وهذا ينطبق حتى على المستوى الشخصي فكل منا ينبغي أن يعيد ترتيب أولياته وحساباته.