876213
876213
المنوعات

دار الكتاب العامة بصلالة تحتفي باليوم العالمي للغة العربية بعنوان «العربية بين المكانة والتحديات»

22 ديسمبر 2016
22 ديسمبر 2016

كتب – بخيت كيرداس الشحري -

876212

أقيمت مساء أمس الأول ندوة ثقافية بعنوان (اللغة العربية: المكانة والتحديات) بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية والتي تصادف الـ 18 من ديسمبر من كل عام وذلك بمكتبة دار الكتاب العامة بصلالة تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية وبحضور عدد من أصحاب السعادة ولفيف من المهتمين بالجانب الثقافي وشؤون اللغة العربية من أساتذة ومثقفين وإعلاميين بمحافظة ظفار.

وقد استهلت الندوة التي أدارها عامر بن آزاد الكثيري أستاذ بمعهد العلوم الإسلامية بصلالة فعالياتها بكلمة ألقاها مصطفى بن عبد القادر الغساني عضو مجلس إدارة المكتبة أشار فيها إلى أهمية هذه الندوة والتي تأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق سنويا الثامن عشر من ديسمبر مشيراً إلى حرص المكتبة على التفاعل مع مختلف المناسبات الأدبية والثقافية حيث تأتي هذه الندوة ضمن الاهتمامات التي تحرص المكتبة على الاحتفاء بها من خلال إقامة الندوات والمحاضرات الثقافية في المناسبات المختلفة.

وكما أشار في كلمته إلى جائزة الأستاذ عبد القادر الغساني للغة العربية التي دشنتها المكتبة منتصف هذا العام والتي تندرج في سياق المبادرات التي أطلقتها المكتبة للاهتمام باللغة العربية.

اشتملت الندوة على ثلاثة أوراق عمل بدأها الاستاذ الدكتور أحمد يوسف من جامعة السلطان قابوس بعنوان «اللغة العربية وانتاج المعرفة» تطرق فيها إلى دحض الشبهات حول عدم مقدرة اللغة العربية على انتاج المعرفة متحدثاً عن البيان والبرهان في اللغة العربية وتحدث عن اصلاح التعليم على اسس علمية وليس على أسس أيدلوجية ويرى أن ضعف التعليم الأكاديمي تسبب في تخريج طلبة بشهادات بدون معرفة حقيقية.

ونظرا لواقع اللغة العربية ومتطلبات الابداع الفكري والانتاج الحضاري أوضح الدكتور أحمد يوسف إلى أنه لا سبيل إلى تحقيق ذلك إلا بالاطلاع ع المنجزات العلمية والتقنيات الحديثة واستيعابها وتمثيلها ثم الاضافة اليها.

وأشار كذلك إلى أنه لا توجد اي تنمية بدون لغة، مضيفاً ان الدفاع عن اللغة العربية ليس بالتباكي وجلد الذات وانما بإيجاد منظومة تعليمية متمكنة مع وجود حركة ترجمة واعية واختتم ورقته بعبارة «حينما ننتج المعرفة يعود المجد للغة العربية».

وكانت الورقة الثانية في الندوة بعنوان (مستقبل اللغة العربية : الواقع والمأمول) قدمها الدكتور احمد عبدالرحمن بالخير عميد كلية العلوم التطبيقية بصلالة بدأ فيها حديثة بمقولة المفكر اليهودي ليعازر بن يهوذا الذي كان له دور كبير في إحياء اللغة العبرية لتوطين الأمة اليهودية وهو الذي قال لا أمة بدون لغة، ويرى الدكتور بالخير أن الدولة وفرت الأمن اللغوي من خلال إقرار الدستور ان اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة، وتحدث عن دور صاحب الجلالة في الحفاظ ع اللغة العربية من خلال كراسي جلالته وإنشاء كلية اللغة العربية لغير الناطقين بها. وقد تطرق كذلك إلى عبارات عدد من المفكرين العرب مثل شوقي ضيف الذي قال بوماً ما أن الفصحى تحيا في عصرنا حياة مزدهرة الى ابعد حدود الازدهار، وكذلك تطرق إلى مقولة ابن خلدون والتي تفسر حال اللغة العربية مع سطو اللغة الإنجليزية على التعليم في الوطن العربي «ان المغلوب مولعا باتباع الغالب» موضحاً ارتباط ضعف اللغة العربية بضعف الامة وعدم مقدرتها على إنتاج المعرفة.

وكما يرى الدكتور بالخير أن اللغة العربية محفوظه بالقرآن الكريم كلغة لتعليم القرآن الكريم ومعرفة قراءته، وان الله سبحانه وتعالى تعهد بحفظ الذكر وليس اللغة كمفردات، ويرى ان القران لا يحوي اللغة العربية كلها، موضحاً أن الخليل بن احمد الفراهيدي ذكر أنه توجد في اللغة العربية 12 مليون كلمة وكما تحدث عن جماليات اللغة العربية وبلاغتها ومرادفات معانيها.

أما الورقة الأخيرة في الندوة قدمها الأستاذ سعيد بخيت بيت مبارك مدقق لغوي بوزارة القوى العاملة ومحاضر بجامعة ظفار وكانت ورقته بعنوان «العربية الفصحى بين التطبيق والتجريد» موضحاً أن اللغة العربية ليست اللغة الوحيدة التي تقع بين التطبيق والتجريد فهناك لغات بتم تعلمها إما بالتطبيق وهو بالفطرة وممارستها بشكل يومي أو بالتجريد وهو تعلم اللغة بمختلف الادوات كما يتم تعلمها في المدارس والمعاهد والجامعات، مشيراً إلى ان اللغة العربية الفصحى لم تعد تكتسب بالفطرة لعدم وجود من يتحدثها في معاملاته اليومية، ويرى ان هذا اكبر عقبة يواجه اللغة العربية الفصحى بسبب عدم امكانية تعلمها بالفطرة. وكما يرى أن اللغات الفطرية اقوى اللغات تأثيرا في المجتمع وهي تلك اللغة التي يتعلمها الفرد منذ صغره وحتى العاشرة.

وأضاف خلال حديثه في الندوة أن ليست هناك لغة أصعب من لغة، ويرى ان النحو فقط هو قد يحدث فرق الصعوبة بين اللغات ولكن يرى ان الانسان يستطيع اكتساب اللغة حين يتعلمها.

وكما يرى أن اللغة أقدم من النحو فالنحو هو وصف للغة وليس كل من يجيد النحو بإمكانه ان يتحدث اللغة بطلاقة بدون ان يمارسها ويطبقها بشكل يومي، ويرى ان الفطرة تختفي بعد سن العاشرة فبعدها لا يمكن لطفل ان يتعلم شيء بالفطرة. وكما انه ذكر ان لهجاتنا تعد لغتنا الام وليس عربيتنا الفصيحة.

وفي نهاية أوراق العمل فتح المجال للنقاش والمداخلات بين الحضور ومقدمي أوراق الندوة وكما قام معالي الشيخ راعي المناسبة بتكريم المتحدثين في الندوة والمنظمين لفعالياتها.