874967
874967
إشراقات

د.كهلان: اللغة العربية تشتمل على خصائص بيانية أهلتها لتكون وعاء القرآن الكريم

22 ديسمبر 2016
22 ديسمبر 2016

تتسم بقابلية نقل معانيها إلى اللغات الأخرى -

874988

دعا فضيلة الشيخ د.كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة إلى الاعتناء باللغة العربية دراسة وإتقانا وتعليما، بوصفها اللغة التي شرفها الله سبحانه وتعالى بنزول القرآن الكريم. منبها من حالة انكفاء وتراجع، وبعد أبناء العربية عن العناية بلغتهم، مشيرا إلى أن اللغة التي يستخدمها النخبة من الكتاب والأدباء والمفكرين لا تزيد عن 4 % بحسب بعض الدراسات، مؤكدًا أن مسؤولية هذا الانكفاء يتحملها العرب أنفسهم والمسلمون أنفسهم لأنهم فرّطوا في لغة الكتاب العزيز.

وقد أوضح فضيلته أن هناك أسبابا وحكما عديدة من نزول القرآن الكريم باللسان العربي المبين، أهمها الخصائص الذاتية التي تشتمل عليها، من حيث أساليبها اللغوية وإمكاناتها البيانية. جاء ذلك في برنامج سؤال أهل الذكر بتلفزيون سلطنة عمان.. فإلى المزيد مما جاء في اللقاء.

وقال فضيلة الشيخ: إن اختيار الله عز وجل اللغة العربية لتكون وعاء لكتابه المجيد؛ يتجلى في جملة من الحكم أولاها: ما يتعلق باللغة ذاتها من حيث كونها لغة معبرة عن المعاني التي يخاطب بها الله تعالى عباده، وذلك من حيث أهليّة اللغة العربية لكي تشتمل على المعاني التي يخاطب الله تبارك وتعالى بها عباده في كلامه المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لكي يكون معجزا متلوا في الصلاة، فهذه اللغة هي خير اللغات المؤهلة لتشتمل على المعاني والمضامين والهدايات والمراشد، والحكم والأحكام، وكل ما يريد الله تبارك وتعالى أن يخاطب به عباده إلى أن تقوم الساعة، بمعنى أن فيها خصائص ذاتية؛ من حيث أساليبها وتنوع فنونها، ومفرداتها وقواعدها وحروفها ومفرداتها، وتراكيب جملها، وأنواع البلاغة ووجوه البيان، هي في كل ذلك مؤهلة لكي تكون خير لغة يخاطب الله تبارك وتعالى بها عباده، وهذا ما نجده فيما وصف به الله عز وجل القرآن الكريم حينما قال «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» وبيّن أنه لو لم يكن كذلك لاحتاج الناس إلى كثير من الشروح والتفاصيل، لأنه قال: «وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ..» فهذه الآية تشير إلى سبب اختيار اللغة العربية «ولو جعلناه أعجميا» أي: بغير اللغة العربية، لقالوا - والمخاطبون هنا ليس العرب وحدهم وإنما الجميع-: «لولا فصلت آياته»: أي سيحتاجون إلى كثير من الشروح والتفاصيل والتبيين.

معجزة بيانية

وبيّن الشيخ كهلان الخروصي أن الحكمة الثانية من اختيار العربية وعاء للقرآن الكريم كونه معجزة بيانية ولغوية، حيث إن الإعجاز لا يكون إلا فيما يبرع فيه القوم الذين بُعِث فيهم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فلو أن نبيا أتى قومه بمعجزة لا صلة لهم بمضمونها ومعناها؛ لما كانت فيها حجة عليها، لأنهم سيعتذرون إليه أن ذلك مما لا صلة لهم به، والله تعالى يقول «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» وقد أنزل هذا الكتاب العزيز والعرب في ذروة البلاغة والفصاحة، فلما أنزل عليهم هذا الكتاب أخرس ألسنتهم، وتوقفت قرائحهم، شدهم هذا البيان وهذا الإبداع والجمال في كتاب الله عز وجل؛ لذلك نجد أن قلوب من استجابوا إليه؛ تفاعلت مع هذا النظم القرآني، وأولئك الذين كابروا الحق، فإنهم حسدوا المسلمين وحسدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما آتاهم الله تعالى من فضله، لكنهم ما استطاعوا أن يأتوا بمثله، والله تبارك وتعالى يؤكد هذا المعنى بقوله: «وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ». وقد بعث الله تبارك وتعالى خاتم أنبيائه ورسله النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم، في أمة أمية من حيث حضارتها ومن حيث عدم معرفتها بالقراءة والكتابة خصوصا، إلا أنها كانت فيما يتعلق بآداب اللغة نظما ونثرًا بارعة؛ حيث كانت تعقد فيها الأسواق وتقام فيها المسابقات، وكانوا يحتكم إليهم في الممايزة والمفاضلة بينما يقدمه الأدباء من شعراء وخطباء وكهان وعراف وغيرهم؛ فجاء هذا القرآن الكريم منزلا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغه إياهم؛ فتقوم عليهم الحجة من هذا الكتاب نفسه، وهو المنهج هالذي كان يدعوهم إليه، لذلك ما استطاعوا مجاراته، وما تمكنوا أبدا من الإتيان بما دعاهم إلى الإتيان بمثله، وهو اقل سورة في كتاب الله عز وجل. ولو لم يكن ذلك وجاء في أمة بعيدة عن الفصاحة والبلاغة ؛ لكان للناس من بعد حجة على هذا القرآن الكريم؛ فانتفت حجتهم وتحقق الإعجاز ولا يزال متحققا.

قابلية النقل

وقال الشيخ الخروصي إن من مزايا هذه اللغة قابلية أن تنقل معانيها إلى اللغات الأخرى، وأضاف: لمّا تحدث العلماء لا سيما من كتب وتحدثوا في إعجاز القرآن الكريم، عن خصائص اللغة العربية وأساليبها وبلاغتها وبيانها – وذلك صحيح لا مرية ولا شك فيه – فإن الذي ينبغي أن يضاف كما أثبت الواقع ثبوت الشمس في رابعة النهار، قابلية هذه اللغة بأن تنقل هذه المعاني إلى اللغات الأخرى؛ إذ إن من خصائص هذه اللغة ومزاياها قابليتها؛ لأن يترجم منها إلى لغات أخرى، أي أن تنقل المعاني والمقاصد من هذا النص إلى اللغات الأخرى دون كثير مشقة وعناء، لأن من مارس الترجمة، يدرك ما اقصده حين ما يترجم من نصوص أخرى إلى اللغة العربية، أو بين نصوص حتى ولو كانت تنتسب إلى مرتبة واحدة من اللغات بحسب تصانيف اللغات. إن في اللغة نفسها قابلية لأن تنقل هذه المعاني والمقاصد إلى اللغات الأخرى بما يحقق ولو الحد الأدنى من المقصود، ولذلك تجاوبت معه النفوس وانقادت له العقول وأعجبت به الأذهان.

ترجمة المعاني أم ترجمة القرآن ..

وأوضح الشيخ مساعد المفتي العام للسلطنة أن مفهوم الترجمة للقرآن الكريم أو الترجمة لمعاني القرآن الكريم لا يخرج معناها عن المعنى اللغوي؛ فالترجمة في اللغة تعني التفسير والبيان، هذا هو المعنى الأول، والمعنى الثاني هو نقل معنى لغة إلى لغة أخرى وهذا من التفسير والبيان، هذه المعاني اللغوية ملحوظة في المعنى الاصطلاحي لمفهوم ترجمة معاني القرآن الكريم.

وأضاف: إن طائفة من أهل العلم يشترطون ذكر هذا المضاف، أي: ترجمة معاني القرآن الكريم، وإلا فإن كلمة الترجمة نفسها كما تقدم لغة واصطلاحا تعني التفسير والبيان، فهو تفسير وبيان لنص القرآن الكريم، تسعى إلى الوفاء بمعانيه وإلى تحقيق مقاصده بلغة أخرى حتى نجمع بين الدلالتين اللغويتين وهما التفسير والبيان أو النقل إلى أخرى .

وأوضح أن الترجمة هي نقل لمعاني القرآن الكريم ومقاصده، ولكن لأنه تفسير وبيان؛ فإن الباعث هنا ينقسم إلى أمرين اثنين؛ النظر إلى أحوال القصد من الترجمة: يخاطب بها من؟ وماذا يريد من هذه الترجمة؟ وما الوجوه التي يركز عليها أكثر؟ فهذا لا شكّ أن له أثرًا في الترجمة نفسها، لأنه حينئذ سيعمد إلى تفاسير القرآن الكريم، حتى يفهم الألفاظ القرآنية، ويفهم معاني النص المقدس، ويستطيع تقريبها إلى المخاطب بلغة أخرى. وأما الباعث الثاني فإنه يعود إلى المترجم نفسه، من حيث بيئته وثقافته ومعطيات عصره وأدوات اللغة التي يترجمها، واللغة التي يترجم إليها ؛ كل هذه عوامل تؤثر في الترجمة، ولذلك نجد أن علماء الإسلام جعلوا من ضمن الاشتراطات الضابطة للترجمة المقبولة لمعاني القرآن الكريم.

الشروط والصفات

وفي سياق الحديث عن شروط المترجم لمعاني القرآن الكريم .. أوضح فضيلة الدكتور أنه لا يمكن لأي إنسان أن يترجم نصا، فضلا عن النص المقدس، والمعروف في علم الترجمة أن النصوص الدينية تستدعي مزيدا من الاشتراطات والضوابط. فكثير من جهود الترجمة انطلقت من مبدأ ان هذا القرآن الكريم عسِر، وأن فهمه مستغلق، وهنا مكمن الخطأ، ولذلك نجد خلاف الفقهاء أصلا، هل يجوز أن يترجم القرآن الكريم أو لا يجوز؟ هذا خلاف مشهور وإن كان قد أتى عليه الزمن، لكن الخلاف موجود، ولا يزال بعض الفقهاء إلى اليوم يتمسك بهذا، ثم هؤلاء الذين يجيزون قالوا إنه لا بد من التقيد بهذا الوصف: «ترجمة معاني القرآن الكريم»، وكلمة ترجمة للقرآن الكريم هي تفسير وبيان بلغة أخرى، ويسمى هذا في علم الترجمة بالترجمة التفسيرية وليست الترجمة الحرفية، فالترجمة الحرفية غير ممكنة أصلا، وإنما الممكن هو الترجمة التفسيرية، فطالما قلنا ترجمة تفسيرية، فكما أن التفاسير لا يمكن أن توفي كل ما يستدعيه النص من معان ودلالات ومضامين، فالترجمة كذلك أيضا، لكن هذا لا يعني أنها لا يمكن أن تكون في الجودة والإتقان والإبداع في مرتبة عليا، لذلك نجد ان كتب التفاسير تتفاوت، وكذا الحال بالنسبة إلى تراجم معاني القرآن الكريم أيضا تتفاوت.

الإلمام باللغتين

وأما عن الشروط الواجب توافرها في مترجم القرآن الكريم، فأوضح الشيخ الخروصي أن أولاها هو الإلمام التام والبارع من ماهر وخبير باللغتين سواء كان فردا أو مجموعة، باللغة العربية، وباللغة المترجم إليها؛ بأساليبها، بالحقيقة والمجاز فيها – وهذه مسألة مهمة للغاية – لأن بعض التراكيب في بعض الجمل المجازية في القرآن الكريم، حينما تنقل إلى لغة أجنبية تفقد معناها، إذ لا بد من الإتيان بالمعنى الحقيقي، فمثلا في قوله تعالى: «وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ» حينما تترجم إلى اللغة الإنجليزية على سبيل المثال، تفقد معناها، إذا كانت ترجمة قريبة من هذه الألفاظ، لأن هذا التعبير الكنائي عن البخل والشح، وعن التبذير والإسراف، لا يستخدمون في اللغة الإنجليزية مثل هذه التعابير، ولذلك لا بد من الإتيان بالمعنى الحقيقي بما يُفسر، لا مانع من الإتيان بهذه الصورة التشبيهية، لكن مع الإتيان بما يدل على المعنى المقصود، ولذلك قلنا في الترجمة أنها نقل المعاني والمقاصد.

وأوضح: حتى لا يتم إسقاط هذا الأمر على كل التعابير المجازية الواردة في القرآن الكريم، فإن هناك بعض التعابير المجازية موجودة في اللغات الأخرى، فمثلا تعبير: «حتى يلج الجمل في سم الخياط» هذا التعبير المجازي موجود للكناية على استحالة أمر ما، فهم يستخدمون تركيبا يكاد يكون مطابقا لهذا التعبير. وهذا مثال فقط

واكد الشيخ على ضرورة الإلمام بالتعابير والأساليب المستخدمة في اللغات، ضمانا لدقة الترجمة، وضرب على ذلك مثال ترجمة البسملة في اللغة الإنجليزية، فقال: لا يوجد في اللغة اللاتينية شبه الجملة، وقد تأكدت من خبراء قاموا بترجمة معاني القرآن الكريم، ممن هم ناطقون أصليون باللغة الإنجليزية وقاموا بترجمة معاني القرآن إلى اللغة الإنجليزية، فقالوا لا يوجد ما يعرف بشبه الجملة في اللغة الإنجليزية، وفي القرآن الكريم ترد البسملة مائة وأربع عشرة مرة، وهي شبه جملة، فحينما نأتي إلى الترجمة الموجودة حاليا نجد فيها أثرًا كنسيًا، وكل التراجم تترجمها: «In the name of Allah» وهم يقولون في الكنائس: «In the name of God» فعبارة «In the name» هم يستخدمونها بمعنى: «بالنيابة عن «فهذا القسيس أو الشماس هو عندهم متحدث باسم الرب، وهذا ليس المعنى المقصود بالبسملة عندنا، وبسم الله: هي شبه جملة تتعلق بمحذوف، وما تتعلق به غاية في الأهمية في بيان معنى هذا الكلام، الذي هو شبه جملة، سواء قدرنا المحذوف بأبتدئ أو أبدأ أو أشرع أو بحسب نوع الفعل كأفعل أو أقول أو أذكي أو أعبد إلى غيرها من الأفعال التي يمكن أن تتعلق بشبه الجملة هذه، وهذا يحتاج إلى دراية ومعرفة عند ترجمة معاني القرآن الكريم.

وأضاف: ولذلك حافظ من ترجم من المسلمين على لفظ الجلالة - ممن لا حظ هذا الأمر -، فأغلب تراجم القرآن الكريم التي قام بها مسلمون أبقوا لفظ الجلالة على ما هو عليه، أما من اشتغل من المستشرقين ممن هم على دراية بلغاتهم وباللغة العربية، فقد استبدلوا بلفظ الجلالة الكلمات الموجودة عندهم، وفي صدارتها كلمة «god» وهذه الكلمة تدل عندهم على الإله الخالق، لكنها ترد في بعض نصوصهم الدينية بمعنى الرب، ومعنى الرب عندنا مختلف عما هو عندهم، ففي سورة الفاتحة مثلا «الحمد لله رب العالمين»، كلمة الرب عندنا في دلالاتها اللغوية تعني: المنعم، السيد، المالك، المربي، القيّم» وهذه المعاني الخمسة الأساسية لهذه الكلمة، كلها متضمنة في كلمة «رب» أما في بعض اللغات كاللغة الإنجليزية؛ فلا تشتمل الكلمة النظيرة لهذه الكلمة، وهي: «Lord» على هذه المعاني. إذن من واجب المترجم ان يلحظ هذه المعاني، وأن يعبر عنها بما يُقرب معناها في هذه اللغة المترجم إليها.

الأمانة والترابط الروحي

أما الشرط الثالث الواجب توافره فيمن يترجم معاني القرآن الكريم فهو الأمانة. يقول الشيخ الخروصي: الأمانة هنا هي تعني أخلاقيات البحث العلمي، بحيث يتجرد من يقوم بالترجمة من أهوائه ومن الصور النمطية المترسخة عنده، ومن المؤثرات الخارجية والمؤثرات النفسية لكي يكون أمينا في الترجمة. أما الشرط الرابع فهو الترابط الروحي بين المترجم والنص، فإن لم يكن مسلما فلا أقل من أن يكون مقدرا لقيمة هذا النص، وإنزاله المنزلة اللائقة به، وإلا فإن هذه الترجمة سيتخطاها الزمان، ووجدت تراجم للقرآن الكريم قام بها بعض المستشرقين الذين ابتغوا من ورائها بث سموم والحط من قدر هذا الكتاب المجيد، لكن من إعجاز القرآن الكريم ومن لطف الله تبارك وتعالى ومما وصل إليه المسلمون من وعي ومعرفة وثقافة، فإن مثل هذه الأعمال تخطاها الزمن.

تقريب معاني القرآن الكريم

وقال الشيخ كهلان: إن الترجمات لمعاني القرآن الكريم قد لا تفي بكامل القرآن الكريم ومقاصده، لكنها يمكن أن تحقق قدرًا كبيرا مقبولا محققا للأثر من إيصال المعاني وتحقيق المقاصد، ونتحدث اليوم عن أكثر من مليار ونصف من المسلمين، مما يعني أن أكثر من مليار من المسلمين هم من غير العرب، مع أن فيهم من يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب؛ حفظًا بأفضل درجات الحفظ وأقواها ضبطا للتجويد وأحكامه والتلاوة الحسنة الرائعة، لكنهم لا يعلمون كلمة من العربية، هؤلاء لا بد أن تقرب إليهم المعاني، وان تبسط لهم لغة القرآن الكريم، مع دعوتهم أيضا إلى دراسة اللغة العربية.  ودعا فضيلته إلى الاعتناء باللغة العربية فقال: لا بد أن يعتني العرب المسلمون الذين خوطبوا بلغتهم وشرفوا بلغة القرآن الكريم بالعربية دراسة وإتقانا وتبينا لأساليبها. وأضاف: إن الدراسات تقول إن اللغة التي يستخدمها العرب اليوم، النخبة منهم تحديدا من كتاب وأدباء لا تزيد عن 4 % من مفردات اللغة العربية، وهذا انكفاء وتراجع، وبعد المسلمين عن اللغة العربية ولغة القرآن الكريم، وأولى من يتحمل هذه المسؤولية هم العرب أنفسهم، ففرطوا في لغتهم وفي دراسة لغة القرآن الكريم، ولو لم يحفظها القرآن الكريم لضاعت هذه اللغة .