عمان اليوم

يناير القادم .. إطلاق حملة وطنية إعلامية لتعزيز ممارسة النشاط البدني

21 ديسمبر 2016
21 ديسمبر 2016

31% معدل انتشار الخمول في العالم ويعتبر رابع الأسباب الرئيسية للوفاة -

العبء الناتج عن الأمراض غير المعدية يدعو لتبني توجه يعتمد على الوقاية -

كتبت- عهود الجيلانية -

كشفت الدكتورة هدى بنت خلفان السيابية مديرة دائرة المبادرات المجتمعية بوزارة الصحة عضوة باللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية عزم وزارة الصحة على تدشين حملة وطنية إعلامية لتعزيز ممارسة النشاط البدني بهدف استخدام وسائل مبتكرة ورسائل محدده لإقناع وتشجيع وتحفيز أفراد المجتمع على ممارسة النشاط البدني موجهه لكافة أفراد المجتمع العماني، حيث سيتم استخدام وسائل متعددة بشكل واضح ومؤثر مثل وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، انستجرام، فيسبوك، يوتيوب وغيرها) والإعلام المرئي والمسموع والمقروء، بالإضافة لذلك سيتم استخدام الموارد التثقيفية والترويحية مثل الملصقات والمطبوعات في المدارس والمؤسسات الصحية، كما سيتم تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات في المدارس والمراكز التجارية والمؤسسات الصحية والحدائق والمتنزهات على مدى 12 شهرا، حيث ستبدأ أنشطة الحملة يناير 2017 م، وسيتم تدشين الحملة الوطنية الإعلامية لتعزيز ممارسة النشاط البدني الثلاثاء المقبل الموافق 27 ديسمبر في قاعة المعرفة بالمجلس الأعلى للتخطيط تحت رعاية سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية.

وقالت نائبة رئيس فريق عمل قلة ممارسة النشاط البدني باللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية: إن الزيادة في حجم العبء الناتج عن الأمراض غير المعدية على المؤسسات الصحية يدعو إلى تبني التوجه الصحي الذي يعتمد على الوقاية من الأمراض؛ لذلك أدركت وزارة الصحة الأهمية المتنامية لمكافحة الأمراض غير المعدية، وقامت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في وضع برامج وقائية للتقليل من الإصابة بها عن طريق تعزيز أنماط الحياة الصحية. ومن أجل مواجهة هذا الخطر الداهم فقد تم تشكيل اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية (قرار وزاري124/‏‏2012)، وتضم في عضويتها ممثلين من مختلف القطاعات الحكومية والأهلية ذات الصلة، وانبثقت منها ثماني فرق عمل أحدها هو فريق تعزيز النشاط البدني متعدد القطاعات الذي تم تشكيله بموجب القرار الإداري ( 44/‏‏ 2016).

وتعتبر هذه الحملة الإعلامية والتسويقية لتعزيز النشاط البدني باكورة أنشطة الفريق التي تستهدف جميع السكان في سلطنة عمان، وتهدف إلى زيادة الوعي والمعرفة بأهمية النشاط البدني وزيادة الوعي بالمرافق المتوفرة لممارسة النشاط البدني وزيادة عدد الممارسين للنشاط البدني في السلطنة. تعتمد الحملة في أنشطتها على استخدام وسائل مبتكرة ورسائل محددة وتشجيع وتحفيز السكان على ممارسة النشاط البدني. وقد وضع الفريق خطة عمل متكاملة في إطار الحملة منها الاحتفال باليوم العالمي للنشاط البدني والمشاركة في معرض الكتاب (مسقط) والمشاركة في مهرجان مسقط وإطلاق حملة تسويقية لممارسة النشاط البدني في المدارس وتنظيم معارض بالتعاون مع جماعات الدعم الصحي والفرق التطوعية، بالإضافة إلى تصميم دليل تطبيق إلكتروني يوضح مواقع ممارسة النشاط البدني (الحدائق والمماشي)، استخدام الإشارات واللوائح الإعلانية في الحدائق توضح مسافة الممشى ومعدل السعرات الحرارية المحروقة.

وأضافت الدكتورة هدى: تعتبر الأمراض غير المعدية مثل (مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع نسبة الكوليسترول، أمراض القلب والشرايين) السبب الرئيسي للوفيات على مستوى العالم، وهي مسؤولة عن حالات الوفاة المبكرة التي تحدث كل عام أكثر من جميع الأسباب الأخرى مجتمعة. فهي مسؤولة عن 2.3 مليون حالة وفاة سنويا في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية. بالإضافة إلى المعدلات العالية لمرض السكري حيث إن عشرة من البلدان التي لديها أعلى معدل انتشار للسكري في العالم تقع في إقليم شرق المتوسط، ومن المتوقع أن تزداد نسبة الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 17% عالميا بين سنة2010 و2020. وخلال السنوات الماضية تغير النمط الحياتي للسكان في سلطنة عمان مما أدى إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض غير المعدية نتيجة للخمول البدني واتباع أساليب غذائية غير صحية كاستخدام الزيوت الحيوانية في الطبخ واستهلاك الوجبات السريعة بشكل كبير، حيث أظهر المسح الصحي العالمي لعام 2008 إلى ارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري لتبلغ 12.3% كما بينت الدراسة أن حوالي 40.6% من العمانيين مصابون بارتفاع ضغط الدم و33.6% مصابون بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

وبين تقرير منظمة الصحة العالمية 2008 أن الخمول البدني يعتبر رابع الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة على مستوى العالم، ويعتبر المسؤول عن وفاة 2.1 مليون شخص سنويا.

وتقدر معدل انتشار مشكلة الخمول في العالم بحسب الإحصائيات 31% حيث تنتشر بمعدل 28 % بين الرجال وتزداد ارتفاع بين النساء لتصل إلى 34%. وبحسب تقارير المنظمة تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية ودول شرق المتوسط من أكثر المناطق التي تنتشر فيها عادة الخمول البدني بين النساء لتصل إلى ما يقارب 50 % وما يقارب 40 % بين الرجال في أمريكا و36 % بين الرجال في دول شرق المتوسط، بينما تبلغ نسبة الخمول البدني في السلطنة حوالي 37% حسب إحصائيات المسح الصحي العالمي لعام 2008م.

وأشارت إلى أن مشكلة الخمول البدني لها انعكاس مباشر على صحة الفرد، حيث يعتبر الشخص غير النشط معرض أكثر من غيره بمعدل 20% إلى 30 % لعوامل الخطورة التي تسبب الوفاة المبكرة مقارنة بالشخص الذي يمارس 30 دقيقة من النشاط البدني المتوسط في معظم أيام الأسبوع. كما أوضحت تقارير المنظمة أن المشاركة بما يقرب 150 دقيقة من النشاط البدني المتوسط خلال الأسبوع كفيل بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30% وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري بحوالي 27%. وتقلل أيضا ممارسة النشاط البدني بحسب نفس التقرير حالات الإصابة بسرطان الثدي والأمعاء الغليظة والسكري بنسبة 30 %. بالإضافة لذلك تعتبر ممارسة القدر الكافي والمنتظم من النشاط البدني سبب رئيسي في تقليل حالات الإصابة بالجلطات الدماغية وضغط الدم وحالات الاكتئاب. والجدير بالذكر أن ممارسة النشاط البدني تعتبر المفتاح الرئيسي لاستهلاك الطاقة والسعرات الحرارية المخزنة التي تلعب دورا أساسيا في عملية التحكم بالوزن.

وتطرقت الدكتورة إلى إيضاح مشكلة الخمول البدني على المستوى المحلي، فأكدت أن الإحصائيات والأرقام تشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بين العمانيين بالأمراض غير المعدية حيث بين المسح الصحي العالمي في السلطنة في عام 2008 أن 37% من العمانيين البالغين لا يمارسون قدرا كافيا من النشاط البدني، وتعتبر محافظة ظفار ومحافظة الوسطى الأقل بين محافظات السلطنة في ممارسة النشاط البدني، حيث يمارس حوالي 30% من الرجال و20% من النساء نشاطا بدنيا كافيا، وبين المسح الصحي العالمي لطلبة المدارس في 2005 أن 23% من الطلبة الذكور يمارسون نشاطا بدنيا متوسط الشدة لمدة 60 دقيقة باليوم، بينما تبلغ النسبة عند الطالبات الإناث 13.5 % فقط، وبين المسح الصحي لطلاب المدارس عام 2010 أن 22.7% من الطلاب فقط يمارسون النشاط البدني لمدة لا تقل عن 60 دقية خمس مرات خلال الأيام السبعة السابقة للمسح، وأشار المسح الصحي في ولاية صور في عام 2005م أن 24% من الرجال فقط يمارسون نشاطا بدنيا متوسط الشدة خلال وقت الفراغ بينما تبلغ النسبة عند النساء حوالي 12.8% فقط، كما أن المسح الصحي لتقييم مشروع نزوى لأنماط الحياة الصحية في عام 2010 (بعد مجموعة من التدخلات القائمة على مشاركة المجتمع) أكد أن 78.5 % من الرجال و65.6% من النساء يمارسون نشاطا بدنيا كافيا خلال وقت الفراغ.

وأضافت: يحتل الخمول البدني المرتبة الرابعة ضمن عوامل الأخطار المسببة للأمراض غير المعدية، كما أن نسبة الخمول البدني على مستوى العالم تبلغ 31 %. تبلغ متوسط نسبة الخمول البدني في إقليم شرق المتوسط يبلغ حوالي 50% وتصل في بعض الدول إلى 70%. يعتبر الخمول البدني مسؤولا عن 6% من مجمل الوفيات على مستوى العالم. الخمول البدني مسؤول عن حوالي 9% من مجموع الوفيات المبكرة على المستوى العالمي. الخمول البدني مسؤول عن حوالي 10% من الوفيات الناتجة عن سرطان القولون وسرطان الثدي. 7% من حالات الإصابة بالنوع بمرض السكري سببها الخمول البدني. و6 % من أمراض القلب والشرايين التاجية سببها الخمول البدني.