874525
874525
العرب والعالم

إدانات دولية واسعة لمقتل السفير الروسي بأنقرة

20 ديسمبر 2016
20 ديسمبر 2016

السلطات التركية تعتقل 6 مشتبه بهم والكرملين يرسل محققين -

إسطنبول - الأناضول: لاقى الهجوم الإرهابي، الذي أودى بحياة السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف، مساء أمس الأول، إدانات إقليمية وعالمية واسعة، ورسائل تعزية إلى موسكو، وتضامن مع أنقرة، على مدار الساعات الماضية.

وبهذا الخصوص، وصفت دول مجلس التعاون الخليجي الست مقتل السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف، نتيجة إطلاق النار عليه من قبل رجل أمن ، بأنه «عمل إرهابي جبان».

وقالت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، التي تتخذ من الرياض مقرا لها، في بيان لها أمس إن الأمين العام للمنظمة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني «أدان اغتيال السفير الروسي لدى تركيا في العاصمة أنقره أمس الأول، ووصفه بأنه عمل إرهابي جبان يتنافى مع الأعراف الدبلوماسية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية».

وأكد الزياني «إدانة دول مجلس التعاون للإرهاب بكل صورة وأشكاله ومهما كانت مبرراته»، داعياً المجتمع الدولي إلى تكثيف التعاون من أجل القضاء على الإرهاب وتنظيماته المجرمة، مقدما «تعازيه للحكومة والشعب الروسي».

وأدان مجلس جامعة الدول العربية، في بيان له، «العملية الإرهابية»، داعيا إلى «ضرورة الالتزام الكامل والشامل للقواعد الدولية لحماية الممثلين الدبلوماسيين».

وأدان مجلس الأمن الدولي «بأشد العبارات الهجوم الإرهابي»، وأعرب، عبر بيان، عن «خالص التعازي لعائلة السفير الروسي ولحكومة روسيا الاتحادية»، وأكد البيان على أن «الإرهاب يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وأن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية ولا يمكن تبريرها بغض النظر عن دوافعها وفي أي مكان أو زمان وقعت».

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن «خالص تعازيه لأسرة السفير كارلوف ولحكومة وشعب الاتحاد الروسي».

وقال الأمين العام، في بيان أصدره المتحدث باسمه، استيفان دوغريك، «لا يوجد أي مبرر لاستهداف الموظفين الدبلوماسيين والمدنيين، وأتابع الموقف عن كثب».

وعبّرت فيديركا موجريني، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، في رسالة بعثتها إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن «صدمتها الشديدة»، وأعلنت تنديدها الشديد لـ«العملية الإرهابية».

بدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في تغريدة على «تويتر»، إنّ «الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل كارلوف لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال».

وأدان نيد برايس، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، في بيان، مقتل السفير الروسي، معربا عن «تعاطفه مع عائلة كارلوف، وكافة الذين أصيبوا بجروح في الهجوم الإرهابي».

من جهته، ندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في بيان، بالهجوم الإرهابي، وأبدى استعداد بلاده لتقديم كافة أنواع المساعدة لتركيا وروسيا، فيما يخص عملية التحقيق حول الحادثة التي وصفها بـ«الدنيئة».

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للفريق الرئاسي المؤقت للرئيس المنتخب دونالد لترامب، إن ترامب نشر رسالة تعزية بهذا الخصوص.

وورد في رسالة التعزية «أتقدم بالعزاء لأسرة كارلوف ومحبيه.. إن قتل أحد السفراء يمثل خرقا لكل القوانين المدنية، ولابد من إدانته عالميا»، بحسب المكتب الإعلامي.

ومساء أمس الأول، تعرض السفير الروسي أندريه كارلوف، إلى هجوم مسلح أثناء إلقائه كلمة في معرض للصور تمّ تنظيمه بالتعاون بين السفارة الروسية وبلدية جانقيا في العاصمة التركية أنقرة؛ ما أدى لمقتله.

وذكرت وسائل إعلام حكومية أن الشرطة التركية اعتقلت ستة أشخاص فيما يتعلق بقتل السفير الروسي أندريه كارلوف مما يوسع نطاق التحقيق ليشمل أقارب شرطي خارج الخدمة أطلق عليه النار فأرداه قتيلا وهو يصيح قائلا «لا تنسوا حلب».

وأعلنت الشرطة أن القاتل يدعى مولود ميرد الطنطاش ويبلغ من العمر 22 عاما وعمل في شرطة مكافحة الشغب بأنقرة لمدة عامين ونصف العام. وقتلت قوات خاصة تركية الطنطاش بعد دقائق من إطلاقه النار على كارلوف وترديده هتافات لمتشددين.

وقالت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء إن والدة المهاجم ووالده وشقيقته وقريبين آخرين له اعتقلوا في إقليم أيدين بغرب البلاد واعتقل كذلك زميله في السكن في أنقرة.

وذكر مسؤول أمني تركي كبير أن المحققين يركزون على معرفة ما إذا كانت هناك صلات للطنطاش برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بأنه مدبر محاولة انقلاب فاشلة في يوليو لكن كولن نفى أي دور له في محاولة الانقلاب وواقعة الاغتيال.

وتشير الشعارات التي رددها الطنطاش وصورت بالفيديو وانتشرت بشدة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه يتبنى فكرا متشددا وليس فكر كولن الذي يدعو للحوار بين الأديان.

وقال الطنطاش بالتركية «لا تنسوا حلب. لا تنسوا سوريا. لن تستطيعوا الشعور بالأمان طالما كانت مناطقنا غير آمنة. الموت وحده يمكن أن يأخذني من هنا».

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الأول إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي على أن تعاونهما في محاربة الإرهاب يجب أن يزيد بعد الاغتيال.

وأشار بوتين إلى أن الهجوم يهدف إلى تقويض محاولات روسيا للتعاون مع إيران وتركيا لإيجاد حل للأزمة السورية.

واجتمع وزيرا خارجية روسيا وتركيا أمس.

وتواجه تركيا تهديدات أمنية متعددة من بينها خطر تنظيم داعش. وحث متحدث باسم التنظيم المتشدد هذا الشهر المتعاطفين معه في مختلف أرجاء العالم على تنفيذ موجة جديدة من الهجمات وخص بالذكر المصالح الدبلوماسية والعسكرية والمالية التركية باعتبارها من الأهداف المفضلة.

وهتف الطنطاش أيضا بعد إطلاق النار قائلا «نحن الذين بايعنا محمدا على الجهاد» وقالت صحيفة حريت التركية واسعة الانتشار إن الهتاف يرد كثيرا في فيديوهات الدعاية لجماعة كانت في وقت سابق حليفة لتنظيم القاعدة في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن الطنطاش وقف في بادئ الأمر بجوار جثة السفير ولم يسمح لأحد بإسعافه بينما كانت القوات الخاصة تقتحم المبنى.

وقالت قناة (سي.ان.ان ترك) إن السجلات الطبية لحالة السفير أشارت إلى أن 11 رصاصة أطلقت وأن ثماني رصاصات أصابت الهدف. وقال أردوغان في تسجيل فيديو مساء أمس الأول إن الطنطاش تخرج من كلية للشرطة قبل أن ينضم لشرطة مكافحة الشغب.

وذكرت الولايات المتحدة أنها ستغلق بعثاتها الثلاث في تركيا امس بعد إطلاق النار أمام السفارة الأمريكية في أنقرة الليلة قبل الماضية. والسفارة قريبة من معرض الفنون الذي قتل فيه كارلوف بالرصاص.

من جهته، قال الكرملين أمس إن مجموعة من المحققين الروس وصلت إلى أنقرة للمساعدة في التحقيق في مقتل السفير الروسي أندريه كارلوف. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين عبر الهاتف إن مقتل السفير يفيد من يرغبون في دق إسفين بين روسيا وتركيا، وأضاف أن الاغتيال لن يضر بجهود التوصل لاتفاق سلام في سوريا.