كلمة عمان

فعاليات تعزز دور السلطنة سياحيا واقتصاديا

16 ديسمبر 2016
16 ديسمبر 2016

بينما تتعدد وتتنوع الفعاليات الاقتصادية والثقافية والتنموية التي تشهدها السلطنة، فضلا عن الزيارات العديدة المتبادلة للمسؤولين ورجال الأعمال بين السلطنة والدول الشقيقة والصديقة ، وهو ما يعبر عن حيوية علاقات السلطنة مع الأشقاء والأصدقاء، فإن الأيام الأخيرة شهدت فعاليتين على جانب كبير من الأهمية، احتضنتهما السلطنة، وشاركت فيهما العديد من وفود الدول الشقيقة والصديقة، وكثير من المنظمات والهيئات الخليجية والعربية والدولية، ورجال الأعمال العمانيين والعرب والأجانب ، وهو ما عبر على نحو واضح وعميق ليس فقط عن قدرة السلطنة على تنظيم واستضافة مؤتمرات ضخمة ، ولكن أيضا عن الدور الفاعل للسلطنة عربيا وإقليميا ، على الأصعدة السياحية والاقتصادية والتجارية ، وفي الخلفية دوما ما تحظى به من تقدير لمواقفها ولسياساتها الحكيمة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه .

تمثلت الفعالية الأولى في استضافة السلطنة لاجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة، واجتماع مجلس وزراء السياحة العرب، وذلك بمشاركة وزراء السياحة في الدول العربية، وممثلين لجامعة الدول العربية، ولمنظمة السياحة العالمية، وللمنظمة العربية للسياحة، وللمركز العربي للإعلام السياحي، وعدد آخر من المؤسسات المعنية. وتمثلت أهمية تلك الاجتماعات، التي اختتمت أمس الأول، في تركيزها على سبل النهوض بالقطاع السياحي العربي، ومتابعة تطوير وتنفيذ الاستراتيجية العربية للسياحة وعدد كبير من الموضوعات ذات الصلة بمعايير الجودة السياحية، والعناية بالأنماط السياحية الملائمة للشباب ومشروع حاضنات صاحبات الأعمال للمشاريع السياحية وغيرها ، وكانت اجتماعات هذا العدد الكبير من مسؤولي السياحة العربية والإقليمية والدولية فرصة لاستعراض بعض الجوانب التي تتميز فيها السلطنة على صعيد مقومات النشاط السياحي وعناصر الجذب العديدة التي تتمتع بها ، ومن المأمول أن تدفع تلك الاجتماعات العمل والتنسيق العربي المشترك لتنشيط السياحة البينية العربية وزيادة الاستثمارات في القطاع السياحي في السلطنة والدول الشقيقة، وهو قطاع واعد .

أما الفعالية الثانية، والتي اكتسبت أهمية ودلالة عميقة أيضا ، فإنها تمثلت في مؤتمر الشراكة العربي الهندي الخامس الذي استضافته السلطنة ، والذي شارك فيه أكثر من 500 شخصية من الوزراء والمسؤولين الحكوميين ، والأكاديميين ورجال وصاحبات الأعمال والمستثمرين ، ومنظمات وغرف التجارة في الدول العربية وجمهورية الهند الصديقة ، وعقد المؤتمر تحت شعار «شراكة نحو الابتكار والتعاون في تكنولوجيا المعلومات» ، وفي الوقت الذي تمثل فيه الهند قوة آسيوية ودولية كبيرة ، تشق طريقها بثبات في مختلف المجالات ، وتربطها بالدول العربية علاقات اقتصادية وسياسية وتجارية وثيقة، فان السلطنة، وبحكم علاقاتها التاريخية والمتطورة مع الهند في مختلف المجالات ، تشكل جسرا قويا للتعاون وتعزيز الشراكة العربية الهندية في العديد من المجالات ، ومن أبرزها  الابتكار وتكنولوجيا المعلومات ، خاصة وان السلطنة تتمتع بمقومات شديدة الأهمية كمركز لوجستي إقليمي متطور لخدمة وتعزيز التجارة والنقل والتعاون العربي الهندي المشترك لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة بين الدول العربية وجمهورية الهند الصديقة ، بما في ذلك الدور الحيوي للقطاع الخاص ، وهو ما أكد عليه الجانبان العربي والهندي.