العرب والعالم

تقرير :عام 2016 بداية النهاية لتنظيم «داعش»

16 ديسمبر 2016
16 ديسمبر 2016

بغداد - (أ ف ب): حدت الهجمات البرية والغارات الجوية المتلاحقة بشكل كبير رقعة «دولة الخلافة» التي اعلنها تنظيم داعش في سوريا والعراق لكن هذا التنظيم مازال يشكل تهديدا كبيرا على مستوى العالم.

فقد خسر المتشددون سيطرتهم على قرابة نصف المناطق التي احتلوها في عام 2014، وأكبر هذه الخسائر وقعت خلال عام 2016 مع تضافر جهود دول عدة في محاربتهم في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وخسر التنظيم معاقل مهمة مثل الفلوجة في العراق ودابق في سوريا، الأمر الذي كشف عدم قدرته على الدفاع عن مواقع شغلت مكانة مهمة في حربه الدعائية.

وطرد المتطرفون من مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار في غرب العراق، وكذلك من منبج في سوريا، وهما منطقتان استراتيجيتان وحاسمتان في ضمان التواصل الجغرافي «لخلافته».

وفي ليبيا، اخرج التنظيم في وقت سابق من هذا الشهر من سرت، معقله الرئيسي في البلد الذي كان يعتبره منطلقا لتوسع «دولة الخلافة».

وفي 17 من اكتوبر، انطلق عشرات الآلاف من الجنود العراقيين بمساندة قوات التحالف الدولي، لتنفيذ عملية واسعة لاستعادة مدينة الموصل التي اعلن منها ابو بكر البغدادي في يونيو 2014 اقامة «الخلافة».

وفي حين تبدو المعركة صعبة داخل الموصل عبر الشوارع المفخخة ومع انتشار القناصة، الا ان خسارتهم لمعقلهم أمر غير مشكوك فيه.

في موازاة ذلك، بدأ هجوم مماثل باتجاه الرقة، المعقل الرئيسي للمتشددين حاليا في سوريا، والذي سيخوضون فيه على الأرجح معركتهم الأخيرة. وقال ماثيو غيدير أستاذ الجغرافية السياسية الشرق أوسطية في باريس، ان «خسارة الرقة تعني نهاية مشروع بناء الدولة بالنسبة لتنظيم داعش وخسارة ما يرمز الى الدولة».

ولعبت الدول الغربية بالإضافة الى تركيا وإيران وأكراد سوريا والقوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي العراقي وقوات أخرى موالية للقوات العراقية، دورا في الحشد من اجل محاربة المتشددين خلال عام 2016.

وعلى الرغم من الكميات الكبيرة من الأسلحة الحكومية التي استولى عليها المتطرفون والرعب الذي بثه هؤلاء عبر الفظائع التي ارتكبوها واستخدموها على نطاق واسع في دعايتهم الإعلامية، توقف توسعهم وباتوا محاصرين.

وقتل وفق وزارة الدفاع الأمريكية ما لا يقل عن خمسين الف متطرف منذ عام 2014، وهو ضعف العدد المقدر لمقاتلي تنظيم داعش لدى الإعلان عن دولة «الخلافة».

وقال قائد قوات التحالف الجنرال ستيف تاونسند الأربعاء «تم تحرير حوالي ثلاثة ملايين شخص وأكثر من 44 ألف كيلومتر مربع» من سيطرة المتشددين في عام 2016.

لكن لا يزال هناك نقص في التنسيق بين مختلف القوى التي تحارب داعش في حين يبدي الجهاديون مقاومة شرسة في الموصل.

وتشكل تكتيكات حرب الشوارع التي ينفذها الجهاديون والمخزون الذي لا ينتهي من الانتحاريين تهديدا يخشاه حتى افضل العناصر تدريبا وتجهيزا.

ونفذ تنظيم داعش هجمات تضليل، في العراق وسوريا سعيا الى توسيع رقعة المواجهات والحفاظ على بعض التقدم، إعلاميا على الأقل.

وشن المتطرفون قبل فترة قصيرة هجوما نوعيا على مدينة كركوك الغنية بالنفط والخاضعة لسيطرة حكومة اقليم كردستان الشمالي، كما سيطروا مجددا في وقت سابق من هذا الشهر على تدمر. وحذر مراقبون مرارا من ان استعادة اراض من تنظيم داعش لا تعني نهايته لأنه سيستفيد من عدم الاستقرار في العراق وسوريا، لتنفيذ هجمات جديدة. وأكد غيدير ان «عام 2016، شهد اندحار تنظيم داعش لكن نفوذه مازال كبيرا في غياب حل سياسي في الأفق.. خصوصا فيما يتعلق بالسكان السنة في كلا البلدين».

وقد يكمن الامر الأصعب في مواجهة بقايا عناصر تنظيم داعش بعد انضوائهم في جماعات مسلحة سرية تقوم بتنفيذ هجمات ارهابية.

وتبقى هناك خشية من عودة المقاتلين الأجانب المهزومين من «دولة الخلافة» التي تمثل مصدر قلق كبيرا بعد ان شهد العام الحالي هجمات تبناها التنظيم المتطرف أو أوحى بها في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلجيكا.

وذكرت مجموعة «صوفان غروب» الاستشارية مطلع الشهر الحالي ان «هذا التنظيم يتخذ التدابير اللازمة للبقاء بعد خسارته لمناطق سيطرته، معتبرا مثل هذه الخسائر انتكاسات مؤقتة في العراق وسوريا ومتذرعا بأن داعش هي دولة عقيدة بقدر ما هي دولة حاكمة».