إدراكك لقدراتك العقلية يجعلك تتفوق في دراستك

كيف تتفوق بأقل جهد؟

تأليف: نهى العطوي -

عرض وتحليل: إميل أمين -

عن مكتبة النافذة في القاهرة صدر هذا الكتاب الذي يهم قطاع كبير من القراء لا سيما من أبنائنا من الطلاب في مختلف المراحل الدراسية ، وفيه طرق جيدة للتعلم، كما يحتوي على أسرار للتفوق الدراسي وأحدث تقنيات المذاكرة عطفا على كيفية الاستمتاع بالدراسة. الكتاب من تأليف الأستاذة نهى العطوي الكاتبة وخبيرة علوم الذاكرة وتطوير الذات والمدربة المعتمدة من جامعة أكسفورد بلندن.

تتساءل معك المؤلفة في بداية العمل .... هل تجد المذاكرة مملة وكئيبة؟ هل تشعر بالسرحان وعدم التركيز؟ إنها تدعوك لأن توفر الوقت والجهد والمال، غير أن هذا لن يتم لك بسهولة إلا عندما تتحصل على إجابات منطقية وعقلانية عن عدد من الأسئلة من عينة:

هل تدرك قيمة نفسك؟

هل تدرك أن الله سبحانه وتعالى قد خلقك في أحسن تقويم؟ هل تدري أن قدرتك غير محدودة وأن عقلك يحتوي على أكثر من 150 مليار خلية عقلية لا يستخدم إلا 2 إلى 10% منها، وأنه أسرع من سرعة الضوء، وأن عنده القدرة على استيعاب وتخزين أكثر من مليوني معلومة في الثانية الواحدة؟ هل تدرك أن عندك قوة التفكير والقرار والاختيار؟ أن إدراكك لقدراتك العقلية واستخدامها إيجابيا يجعلك تتفوق في دراستك وفي كل مجالات حياتك. إن الله عز وجل وهبنا نعمة هائلة وهي العقل. إن العقل البشري مذهل حقا حيث إنه يستطيع أن يولد طاقة كهربائية تكفي لإنارة مصباح كهربائي سعته خمسة وعشرون واطا، ويتمكن العقل البشري من تخزين قدر كبير من المعلومات أكثر مما يخزن الحاسب الآلي. لقد جعلنا عقولنا تصاب بالصدأ بسبب عدم استخدام قدرات عقولنا.

هل تعلم أنه يوجد أكثر من كمبيوتر واحد بداخل رأسك؟ يقول العلماء إن عقلك الذي أودعه الله عز وجل بداخلك هو أقوى كمبيوتر يمكن تصوره. وهذا الوصف دقيق لأبعد حد، ففي حقيقة الأمر العقل البشري عبارة عن جهاز كمبيوتر بالغ القوة لدرجة مبهرة فهو مكون من خلايا الكتروكيميائية حيوية. وكثافة المادة المكونة للمخ ونظام الاتصالات الفعال الذي يعمل على نحو ممتاز فيما بين أجزاء المخ المختلفة. كل هذا دفع عمليات التفكير في آليات عمل المخ لأبعد من مجرد النظرة الميكانيكية. وبناء على ما تم إدراكه عن علم بيولوجيا العقل بجانب اكتشاف العلماء فإن الخبراء توصلوا لنتيجة وهي أننا نستخدم فقط ما يوازي 2 إلى 10% من قدرات عقلنا الكامنة.

كيف تزيد نسبة ذكائك وتحول نفسك إلى عبقري؟

إن لدينا جميعا القدرات والإمكانيات الكامنة الأساسية. فلديك نفس القدرة العقلية وإمكانيات عقل أينشتين؛ لذا فإن الوقت لم يفت أبدا على العمل على زيادة نسبة ذكائك وتحويل نفسك إلى عبقري.

إن الذكاء هو وظيفة مكونة من عاملين:

1. عدد الخلايا العصبية العاملة والأكثر أهمية:

فهو يحدد حجم مخك وقدراته وإمكانياته الكامنة، وهو عدد متقارب بين الأشخاص حيث إن لدينا جميعا القدرات والإمكانيات الأساسية الكامنة.

2. عدد وصلات النهايات الطرفية البرتوبلازمية المتشعبة داخل رأسك.

إن الفرق الحقيقي بين البشر في نسب الذكاء يكمن في عدد الوصلات بين كل خلية عصبية وأخرى، وهنا يتم صنع العباقرة.

إن العلماء مقتنعون بقدراتك على زيادة كفاءة مخك بواسطة استثارة وتحفيز نمو وصلات نهايات طرفية بروتوبلازمية متشعبة جديدة بشكل مستمر طوال حياتك فما زال بإمكانك تحويل نفسك إلى عبقري بالتالي:

«قم بتحدي قدراتك العقلية بواسطة تعلم أشياء جديدة». . . . فإنك بذلك تقوم بإيجاد نهايات طرفية بروتوبلازمية متشعبة جديدة وخلايا عصبية جديدة لأجزاء جديدة من مخك، وبذلك فإنك تزيد نسبة ذكائك! ولكن من جهة أخرى: احذر.

إذا توقفت عن متابعة تعلم أشياء جديدة وانشغلت بأشياء تافهة أو بضغوط ومشاكل وأمور عائلية فلن تبقى على حالتك من الذكاء بل ستنخفض فعليا كثافة المادة المكونة للمخ لديك. حيث إنك ستفقد كتلة النهايات الطرفية البروتوبلازمية المتشعبة والخلايا العصبية وبالتالي ستفقد ذكاءك بالفعل.

لكن يمكنك استرداد مستوى ذكائك السابق إذا حاولت مؤخرا تعلم أشياء جديدة في حياتك لكن الأمر يستلزم بعض الوقت لتسخين عضلات التعلم لديك وإعادة تكييف نفسك لتعلم أشياء جديدة.

لذا اقتحم بشجاعة فلم تفقد فرصتك بعد. إن القدرة على تحقيق هذا موجودة بداخلك. مهما كانت النقطة التي تبدأ من عندها الآن.

فأنت تملك القدرة بداخلك على أن تكون أكثر ذكاء مما كانت عليه في أي وقت مضى ومازال بإمكانك تحقيق أكثر مما حلمت به من قبل.

عوامل التعلم الداخلية

1. الدخول في الحالة المثلى للتعلم (الألفا)

إن موجات العقل ألفا هي التي تظهر عندما تكون تام اليقظة، ولكن في حالة استرخاء، وهي التي يمكن تسميتها التأمل اليقظ ، وفي تلك الحالة تكون الطرق الموصلة ما بين الأجزاء المختلفة لعقلك في أفضل حالاتها صفاء، ويتمتع عقلك الأعلى بأعلى درجات الوصول للمناطق الأخرى من العقل. إن الحالة العقلية التي يتوافر بها أعلى نسبة من موجات ألفا، هي ما تنشده لأكثر مستوى أداء دراسي مثالي تريده حيث إنها تقوم بحالة من (الانتباه مع الاسترخاء) وهي أفضل حالات التعلم التي لابد أن تكون عليها أثناء المذاكرة، وبالتالي تكون مطمئنا وهادئا ومركزا على الكتاب وعلى المادة المراد استذكارها.

كيف تصل إلى حالة موجات ألفا في عقلك ؟ عن طريق التنفس النشط بأن تأخذ شهيقا من الأنف، وتقوم بالعد من (1 إلى 4) ثم احفظ هواء الشهيق بداخلك بأن تغلق فمك لمدة ثانيتين، ثم تخرج الهواء من الفم ببطء، وقم بالعد من (1 إلى 8)، وكرر ذلك خمس مرات بالتالي يصل إلى المخ كمية كبيرة من الأكسجين وهذا يوصلك إلى مرحلة الألفا وهي أفضل المراحل التي يمكن أن يستوعب فيه المخ.

2. استخدام جميع قدرات العقل في المذاكرة ... لقد حاز العالمان د.روجر سبيري، د.روبرت أورنستاين على جائزة نوبل نتيجة لعملهما على تلك الجزئية في الأبحاث، فبناء على بحثهما نحن نعلم الآن أن كل جانب من القشرة المخية يعتبر مسؤولا بشكل أساسي عن نوعين من التفكير يختلف كل منهما عن الآخر في خصائصه.

إن الفص الأيسر مسؤول عن:

القدرة الحسابية والأرقام.

الأشياء التي تحدث علميا.

التفكير العقلاني والتخطيطي والتجريبي.

الكلمات والخطوط والقوائم.

التحليل.

الفص الأيمن مسؤول عن:

التخيل أحلام اليقظة.

الإدراك الموسيقي والإيقاعات.

الحاسة الفنية (الألوان والفنون).

النظرة الشمولية.

الحدس والبديهة.

الإبداع

والمشكلة عندنا هي سيطرة الجانب الأيسر عند أغلب الناس، وبالتالي يفقد نصف قدرات عقله، فإن المفكر المنطقي الذي يستخدم الفص الأيسر فقط لا يمكن أن يكون مبدعا.

لذا جعلنا أحد أهم أهدافنا فيما يتعلق بتطوير قدرات التعلم والدراسة لديك هو تفعيل الجانب الأيمن من عقلك وإشراكه في عملية التعلم. وتعزيز التكامل بين جزئي المخ.

استخدم قدرات الفصين معا؛ وذلك بأن تمزج المنطق بالإبداع فمثلا في المذاكرة نستخدم (كلمات، أرقام، خطوط، ألوان) لتشغيل فصي المخ معا للإحساس بالمتعة في المذاكرة والقضاء على الملل ولزيادة الاستيعاب.

3. تغذية المخ

المخ يتغذى على (الأكسجين ـ الجلوكوز ـ الماء)

أولا: تغذية المخ (بالمأكولات والمشروبات)

تناول المأكولات والمشروبات التي تمد الجسم والعقل بالطاقة اللازمة لتغذيتهما وهناك أغذية تعمل على تغذية المخ وتنشيط الذاكرة هي:

* السكريات الطبيعية: السكريات الطبيعية تعتبر أول سكر ممكن أن يستفيد منه المخ بسرعة فهي تعمل على تغذية المخ وإمداده بالسكريات وتوجد في: «التمر ـ الزبيب ـ الفواكه الطبيعية مثل (العنب الأحمر ـ التوت)».

العصائر الطبيعية: العصائر الطبيعية تعمل على زيادة طاقة الجسم سريعا لأن بها نسبة سكريات يستطيع الجسم استيعابها وينقلها للمخ بسرعة ليتغذى عليها. ومنها عصير (الجريب فروت ـ البرتقال ـ التفاح).

الماء:     الماء غذاء أساسي للمخ؛ لأنه يمد المخ بالأكسجين اللازم له؛ لذا فإن الأداء الذهني يتأثر جدا سلبيا بقلة الماء، فعندما نشرب عندما نعطش، فقط لأن العطش دليل على جفاف الجسم لذا أشرب ما لا يقل عن (لترين من ماء) يوميا وبالتالي يزداد أداؤك الذهني كفاءة.

الزيوت: بعض الزيوت التي تعمل على تغذية المخ مثل (زيت الزيتون ـ زيت السمك ـ الزيت الحار).

الحبوب: بعض الحبوب تعمل علي تغذية المخ وتنشيط الذاكرة مثل: (السمسم ـ الحمص ـ الجوز ـ اللوز ـ البندق ـ الفول السوداني).

الخضروات والفواكه المضادة للأكسدة: فهي تساعد علي حماية ذاكرتك وتحمي خلايا المخ ومنها (الفراولة ـ التفاح ـ العنب الأحمر ـ البرقوق الأحمر ـ الموز ـ السبانخ ـ القرنبيط ـ البروكلي ـ الكرنب ـ الجزر ـ الطماطم) بالإضافة إلى الشاي الأخضر وعين الجمل.

الأسماك: السمك غذاء رائع للمخ لأنه يحتوي علي أحماض (أوميجا 3) الدهنية التي تفيد الذاكرة والأسماك الغنية بها هي:

الأسماك التي بها خط بني مثل: (السلمون ـ السردين ـ التونة ـ البوري ـ الرنجة)

الأسماك التي تميل للاحمرار مثل: (البربوني ـ المرجان)

عسل النحل (شراب العسل) لأن المخ يتغذى علي الماء والجلوكوز والأكسجين؛ لذا تناول في الصباح الباكر (ملعقة عسل نحل مذابة جيدا في نصف كوب ماء).

ملاحظة هامة بالنسبة لتناول الطعام: تناول الطعام يكون كل ساعتين بكميات قليلة لكي يعلي الحرق ويجعل الجسم في حالة نشط دائم.

ثانيا: تغذية المخ (بالأكسجين)

أهم شيء لتغذية المخ هو الأكسجين لذا فهناك عوامل هامة لضمان وصول الأكسجين إلى المخ بصورة كافية:

1. التنفس: وفي هذا يقول كيفين بول في كتابه (ادرس بذكاء وليس بجهد) ما يلي:

إن معظم الناس يقومون بالتنفس علي نحو خاطئ! فأنت تتنفس بدرجة كافية لتحافظ علي حياتك. ولكن في إمكانك عمل ما يجعل التنفس يتم علي نحو أفضل لأن مخك شديد الحساسية تجاه جودة تنفسك. حيث يعتبر المخ ما يوازي 2% من وزن الجسم، ولكنه يستهلك حوالي 20% من كمية الأكسجين التي تستنشقها. لذا فكلما كان إمدادك لمخك بوقوده الأساسي أفضل كان الأداء الذي تحصل عليه أفضل.

فمن الممكن أن تدرب نفسك علي التنفس العميق الهادئ خمس مرات فقط في الدقيقة. وبالتالي سيتحسن مستوى الانتباه واليقظة ويعلو مستوى التركيز ويقل القلق والتوتر.

الأسلوب السليم للتنفس

أن تأخذ الشهيق من الأنف ببطء وعمق، ويجب أن تمد وتملأ بطنك.

تخيل أنه يوجد بالون في معدتك ووظيفتك هي أن تنفخ هواء بداخله قدر الإمكان. ويجب أن يستغرق أخذ الشهيق (ست ثوان).

وقيامك بهذا سيدفع المزيد من الأكسحين إلى داخل جسدك وعقلك.

قم بالزفير بنفس الطريقة ببطء وبرفق وبشكل منتظم لمدة (ست ثوان) أيضا.

ملاحظة هامة جدا

1. أخذ الشهيق من الأنف دون أن تملأ صدرك حتى يرتفع.

حيث إن تمدد صدرك عند التنفس معناه أنك تتنفس بشكل سطحي.

لذا فعند أخذ الشهيق يجب أن يظل صدرك كما هو دون تغيير.

2. في المرة الأولى التي ستحاول فيها التنفس باستخدام هذه الطريقة ستشعر بانقطاع أنفاسك قليلا. هذا شيء طبيعي إذا شعرت بهذا الشعور.

الأسلوب السليم للتنفس للمبتدئين (المرحلة الأولى)

باستخدام أسلوب التنفس المعتاد، قم بعمل عشر مرات من التنفس العميق، خذ الشهيق خلال ست ثوان، ثم قم بالزفير في ست ثوان.

إذا وجدت صعوبة في تلك الدورة التي تستغرق (ست ثوان)، فقم بعمل الدورة ذات المدة التي تريحك ربما تكون (ثلاث ثوان) وقم بالتدريج بزيادة المدة لتصل إلى (ست ثوان).

اجلس على انفراد لمدة خمس دقائق لتتمكن من فعل هذا التمرين ثلاث مرات في اليوم، وإذا كان بمقدورك قم بالتدريب على التنفس عندما تكون جالسا بارتياح على مقعد وقدماك مسطحتان على الأرض وذراعاك ترتكزان باسترخاء على رجلك.

ركز انتباهك على تنفسك، وتخيل تمدد وانقباض رئتيك، وتخيل أن الحجم الزائد من الأكسجين الذي تستنشقه يذهب مباشرة إلى مخك.

وبينما تقوم بهذا التمرين حتى ابتداء من المرة الأولى ستزيد من قدرة رئتيك بنسبة من 15 إلى 80% وستزداد كفاءتك في التنفس بالتمرين المستمر، فمع التمرين اليومي سيصبح التنفس بهذا الشكل شيئا أوتوماتيكيا تلقائيا.

الأسلوب السليم للتنفس

بمجرد أن تشعر بالارتياح مع أدائك في المرحلة الأولى انتقل للنموذج الخاص بالمرحلة الأعلى.

قم بكل ما في النموذج الخاص بالمبتدئين، ولكن قم بإضافة شيئين جديدين.

حاول عمل فترات توقف بين دورات الشهيق والزفير.

علي سبيل المثال: قم بأخذ شهيق، وانتظر حتى تعد لأربعة، ثم قم بعمل الزفير، وهكذا ومفتاح نجاح هذا التمرين هو ألا تجعل التنفس شهيقا وزفيرا بعد فترة التوقف. وواصل عملك حتى تصل لفترة توقف بين الشهيق والزفير لمدة عشر ثوان، في هذا المستوى، فركز انتباهك على الهواء الذي تتنفسه في الشهيق، وتخيل تلك الطاقة المشتعلة التي ستملؤك بالحيوية والعبقرية.

فبينما تأخذ الشهيق تصور تلك الطاقة تملأ رئتيك تماما، وبينما تقوم بالزفير تخيل كل الطاقة الإيجابية وهي تتوزع على رئتيك إلى عقلك وكل المناطق الأخرى من جسمك، وتخيل ما تطرده خارجك من ضغط عصبي ومشاعر سلبية.

إن هذه الأساليب للتنفس تعتبر هامة جدا لإعداد نفسك للاستذكار وقبل دخول المحاضرات وقبل دخول الاختبار.

2. وضع الرقبة: الرقبة هي الكوبري الذي يصل بين الرأس والمخ وباقي أجزاء الجسم، وأي مشكلة تحدث في الرقبة تؤدي إلى مشاكل في المخ والجسم معا.

فلو استمعت إلى المحاضرة أو ذاكرت ورأسك منخفضة لأسفل فبالتالي رقبتك ستنحني لأسفل وبالتالي الدورة الدموية ستكون أقل وبالتالي الأكسجين الموجود في الدم ويصل للمخ سيكون قليلا، وبالتالي فخلايا المخ لن تتصل بالطريقة الصحيحة، وبذلك لا تتم العمليات بالإضافة إلى أضرار كثيرة تحدث بالمخ عندما يقل الأكسجين وهذا يحدث أتوماتيكيا عندما تنخفض رأسك لأسفل.

أما لو عدلنا الوضع بظهر مفرود ورفع الرأس فبالتالي تستقيم الرقبة والتنفس يكون أفضل والدم يصل إلى المخ بصورة أفضل وبالتالي القدرة على التركيز والاستيعاب ستكون أفضل.

3. الرياضة: إن الرياضية تنقل مزيدا من الأكسجين إلى المخ فهؤلاء الشباب الذين يحافظون علي لياقتهم يتمتعون بأنماط طبيعية لعمل المخ بالنسبة لهم بينما يعمل مخ الشباب الذين يميلون إلى الجلوس كثيرا بأنماط المسنين، والفرق هنا يكمن في الأكسجين، فالمخ يحتاج إلى الأكسجين لكي يؤكسد الجلوكوز عند إنتاج الطاقة الكهربائية التي تعمل بها ذاكرتنا بشكل المخ 2% فقط من وزن الجسم إلا أن احتياجه لعنصر الأكسجين هائل يقدر بحوالي 20% مما يحتاجه الجسم.

لذا فممارسة الرياضة في وقت مبكر والمواظبة عليها طوال الحياة تحفز الذاكرة وتمنعها من الضعف مع تقدم العمر، فالعقل والجسد يقوي كل منهما الآخر؛ لذا فحركة الجسم والتنفس الصحيح ينشط الجسم . ويجعل معنوياتك مرتفعة وقادرة على الاستيعاب بسهولة .

كيف تدعم قوتك الذهنية؟

يحظى الناس ذوو القدرات الذهنية العالية عادة بذاكرة قوية، ومع ذلك فإن بعض الأفراد ذوي الذاكرة القوية يبدون كأنهم محرومون من الذكاء وهناك حالات مشهورة لأناس يعانون من عجز عقلي خطير رغم تمتعهم بذاكرة قوية وحادة بالنسبة لأنواع معينة من المعلومات. تعتبر الذاكرة الممتازة لمعظم الناس هبة وراثية فعلي الرغم من أن الجينات تحدد حاصل الذكاء الفردي إلا أن الجهد والتدريب يلعبان دورا هاما في زيادة الكفاءة العقلية ، وتعتبر الذاكرة إحدى الأعمدة الرئيسية للذكاء وعنصرا حيويا في عملية الحفظ . أيضا تعتمد القدرة علي التعبير عن نفسك بدقة وفصاحة بالغة عن حجم مفرداتك اللغوية، فكلما كانت ذاكرتك قوية كلما سهل عليك حفظ مفردات جديدة والوصول إلى هذه المفردات عند الحاجة إلى استخدامها وأنت تستطيع أن تحرز تقدما بالوصول بالذاكرة إلى القدرة الكاملة.

إن الجهاز العصبي الذي يشتمل علي العقل يستمر في النمو إذا قمنا بتحفيزه من خلال تحميله بعض المهام . لقد صمم عقل الإنسان ليستجيب إلى الاستثارة وسوف تتيح له قدراته مواجهة التحديات الجديدة. وقد أوضحت الدراسة التجريبية أن الطبقة الخارجية للمخ تظل طبيعة في تركيبها طوال الحياة للعضو السليم. فإذا أردت أن تصل إلى الحد الأقصى من قدراتك العقلية أو نسبة حاصل ذكاء فحافظ علي عقلك سليما ونشيطا من خلال الأنشطة المثيرة في العمل بالإضافة إلى تحفيز الأنشطة التي فيها تفكير مثل حل الكلمات المتقاطعة والألعاب الورقية.

كيف تساعدك قدرات عقلك على التفوق؟

إن العقل يعتبر جهاز إجابة قويا للغاية. حيث إنه دائما ما سيجد الإجابة للأسئلة التي نوجهها له. ولكن يجب عليك الحذر لنوع الأسئلة التي توجهها له. فإذا داومت علي سؤال نفسك (لماذا لا أحقق التفوق دائما) فسيخرج عقلك بإجابات لا تفيدك. ولكن من جهة أخرى إذا سألت أسئلة مختلفة مثل:

ما الذي سيتطلبه الأمر لأنجح بتفوق؟

ما الذي يجب علي فعله للوصول لدرجة الامتياز في هذا المقرر الدراسي؟

لأي درجة من التقدم يمكن أن أصل؟

فسيقوم عقلك بتوليد إجابات لتلك الأسئلة أيضا.

إذا التزمت بالبحث عن النجاح والتفوق والإبداع وقمت بتشكيل عادات من الأشياء النافعة لك فستندهش من كمية الإجابات والحلول التي تظهر أمامك.

إنه أمر مبني علي الطريقة التي يعمل عقلك وتركيز انتباهك بها. فإذا التزمت بالنجاح والتركيز على الشيء الصحيح فهذا سيضع الفرص أمامك.

كيف تستخدم قوة عقلك الباطن في المذاكرة؟

استخدام قوة عقلك الباطن

وفي ذلك يقول الدكتور جوزيف ميرفي في كتابه (قوة العقل الباطن): ردد بيقين وحزم بعض العبارات التي تؤكد حقائق بعينها عدة مرات في اليوم خاصة في الليل قبل النوم، وأيضا في الصباح بعد الاستيقاظ، وهذه هي أفضل الأوقات لشحن عقلك الباطن.

ردد ما يلي لبرمجة عقلك الباطن: تقول المؤلفة: أنا أعلم أن عقلي الباطن هو مخزن الذاكرة. إنه يحتفظ بكل شئ أقرؤه أو أسمعه من معلمي، أنا أتمتع بذاكرة قوية، والذكاء المطلق في عقلي الباطن يكشف لي دائما كل أحتاج إلى معرفته في كل امتحاناتي سواء كانت تحريرية أو شفهية، أنا أحمل مشاعر الحب لكل معلمي وزملائي وأتمنى لهم النجاح وكل الأشياء الطيبة بإخلاص.

لكن احذر أن تقول كلمات سلبية عن المواد الدراسية التي تذكرها مثل: (هذه المادة صعبة أو طويلة أو مملة) لأن هذا الكلام يسجل في عقلك الباطن وبالتالي يظهر في الواقع على أنه حقيقة.

أهم تأكيدات إيجابية للتفوق

أنا متعلم رائع وأتعلم بسهولة.

أنا أستطيع تعلم أي شيء.

أتعهد أن أكون طالبا متفوقا بشكل دائم.

إن عقلي هو أقوى كمبيوتر حيوي فائق السرعة في الكون.

توجد قدرات عبقرية كامنة بداخلي ولسوف تظهر بإذن الله.

أنا أستطيع تذكر كل ما أريد حينما أحتاج إليه.

لا يوجد أي شئ مهما كان يمكن أن يوقفني عن تحقيق نجاحي وسأستمر إلى أن أنجح مهما كانت التحديات التي قد تعترضني.

سأقوم بأفضل ما عندي في الاختبار.

استراتيجية الأوتوجينيك

استراتيجية الأتوجينيك (لبرمجة عقلك الباطن علي النجاح والتفوق). . من أول البلاد التي استخدمت استراتيجية الأوتوجينيك اليابان. ومنذ مولدها اكتسبت استراتيجية الأوتوجينيك شهرة عالية فهي استراتيجية رائعة لكي تكتسب النجاح والتفوق وكل ما تتمناه.

وإليك استراتيجية الأوتوجينيك:

1. كن في مكان هادئ بعيدا عن الضوضاء لمدة عشر دقائق على الأقل أو في حجرة نومك قبل النوم.

2. البس ملابس مريحة واخلع الساعة والنظارة واقفل الموبايل.

3. اجلس على كرسي أو على الأرض وظهرك معتدل ويمكنك أيضا أن تستلقي على الأرض.

4. أحضر كوبا من الماء مملوء إلى النصف.

5. اشرب كمية بسيطة من الماء ثم تنفس من الأنف بعمق وببطء حتى تملأ الرئتين (وتعد من 1 إلى 4) ثم احتفظ بالأكسجين في فمك (قم بالعد من 1 إلى 2) ثم أخرج الهواء من فمك ببطء بحيث يكون الزفير أطول من الشهيق (عد من 1 إلى 8) أو أكثر، وكلما كان الزفير أطول من الشهيق ازددت استرخاء ووصلت إلى الراحة التامة.

6. أغمض عينيك وتخيل نفس في التحدي الذي تواجهه وليكن هذا التحدث هو الاختبار الذي ستؤديه غدا وانظر إلى نفسك وأنت واثق تماما من نفسك، وضع التعبيرات ووضع الجسم والتنفس والأفكار والأسلوب الذي تريده وتخيل نفسك في قمة تألقك في أداء الاختبار.

7. اجعل أحاسيسك مرتبطة بصورتك فكلما كانت الأحاسيس متصلة بالصورة أصبحت أقوى في العقل الباطن حتى تصبح اعتقادا.

8. افتح عينيك ثم كرر التدريب مرة أخرى أي اشرب بعض الماء وتنفس بنفس الطريقة ثم أغمض العينين وتخيل نفسك في التحدي ولكن هذه المرة كن أفضل من المرة السابقة مع ربط أحاسيسك.

9. افتح العينين ثم كرر للمرة الثالثة وأضف كل ما تريد أن تضيفه على أسلوبك مع ربط أحاسيسك به.

10. ممكن أن تقوم بالتمرين قبل النوم مرة واحدة وتنام بعد ذلك فالعقل يعمل أثناء النوم بحسب المعلومة التي أعطيتها له قبل النوم ويشتغل عليها طوال الليل.

11. لأن العقل اللاواعي يكون في أقصى حالاته في وقت نومك.

معلومة هامة جدا

من المهم أن تعرف جيدا أن العقل اللاواعي لا يعي الأشياء أي أنه ينفذ الأوامر، كما تقولها له وعندما تكرر التدريب أكثر من مرة وفي كل مرة تحدث تعديلات لكي تكون أفضل كلما أخذها العقل اللاواعي على أنها حقيقة وبذلك يفتح كل الملفات العقلية التي تدعمه لكي يساعدك عل تحقيق هدفك.

قال الحكيم الصيني كونفوشيوس:

يجب أن ترى في ذهنك الشيء الذي تريد أن تحققه قبل أن تراه، في الواقع إن الخيال من أعظم المنح التي وهبها لنا الله سبحانه وتعالي فالخيال يحرك الكون. وقد أجمع معظم العلماء على أن الله سبحانه وتعالى أمر الكون كله أن يستمع إلى كلامنا من الصورة التي تكون في خيالنا فيأخذ منا المعلومات التي توجد في خيالنا. إذا عندما أتخيل شيئا وأحلم به وأوقن تماما أنه سيتحقق بإذن الله وقدرته الكون كله يسعى لتحقيقه.

ولكن احذر أن يكون خيالك في الشيء الذي تخاف منه مثل صعوبة المادة أو عدم استيعابها أو الفشل لا قدر الله، فبالتالي يبدأ الكون كله يتحرك وينفذ الشيء الذي تخاف منه، وهناك أمثلة واقعية كثيرة على ذلك.

وأهم وأقوى حافز للتفوق هو حسن الظن بالله سبحانه وتعالى.

اسأل نفسك في بداية العام لكي تحفز نفسك على المذاكرة هذا السؤال: لو تفوقت في دراستي وذاكرت دروسي باستمتاع... كيف ستكون درجاتي وحالتي المعنوية ورد فعلي أساتذتي وأهلي، وكذا مستقبلي؟

يعتبر الحافز علي عمل الشيء هو الخطوة الأولى في جوانب التعلم.

لذا (اجعل حلم التفوق يداعب خيالك). عادة ما يتسم الناس بالرغبة في الأداء الجيد؛ لأنهم يرغبون في أن يفهموا المعلومات فهما كاملا ويحظوا بإعجاب المعلم وعلى رضا النفس.

ولقد اتضح لنا من خلال التاريخ أن هؤلاء الناس الذين تم تحفيزهم بطريقة جيدة قد طوروا من قدراتهم على التفوق إلى حد مذهل.

هؤلاء الناس قاموا باستخدام نفس الاستراتيجيات الواردة في هذا الكتاب، وهي التي يستخدمها الناس الذين لديهم حافز في كل مكان . ولقد نجح هؤلاء الناس؛ لأنهم عرفوا بالفطرة أفضل وسيلة لحفظ ما يريدون أن يتعلموه، وقد لعبت طموحاتهم دورا هاما في حثهم على التفوق.

فلماذا لا تستخدمها أنت كنقطة انطلاقا لشيء أفضل من هذا؟

لا تقتنع بمجرد الوصول إلى المستوى المتوسط في إنجازات تعلمك.

فالمستوى المتوسط قريب من القاع بنفس مستوى قربه من القمة.

إذا كان لديك الحافز بالفعل علي التفوق فإنك بحق ترغب في أن تقوي ذاكرتك وبالتالي يمكنك المضي قدما إلى الإمام.

اجعل أهدافك عالية بالقدر الكافي لتحفيزك ومعقولة بالحد الكافي لتكون دوما قادر علي تحقيقها.

يقول (جورج برنارد شو):

أنت ترى الأشياء التي حدثت وتقول لماذا؟

أما أنا فأحلم بأشياء لم تحدث أبدا وأقول لم لا؟

إن التفوق لا يحدث أبدا نتيجة الحظ أو المصادفة؟

إنه يتطلب أن تدفع نفسك لما وراء المنطقة المريحة لك وأن تتحدى نفسك.