randa-s
randa-s
أعمدة

عطر :الطب البديل لا يصنع المعجزات

15 ديسمبر 2016
15 ديسمبر 2016

رندة صادق -

[email protected] -

لقد تردد كثيرا في السنوات الأخيرة مصطلح” الطب البديل”  أو الطب المكمل وذلك إما تكملة للطب التقليدي أو يأسا من الطب التقليدي، فماهو الطب البديل؟

الطب البديل “هو مجموعة من العلوم والمدارس الطبية التي مر عليها آلاف السنين من الخبرات والتجارب الناجحة مستخدمة كل ما هو طبيعي للتحكم والسيطرة على الأمراض مثل الأعشاب والنباتات والإبر الصينية والتدليك والحجامة والصوم، وغير ذلك فهو تطبيب بدون عقاقير كيميائية. تطلق كلمة Alternative Medicine”” عندما يستخدم الطب البديل بدلا من الطب التقليدي في علاج احد الأمراض، وهناك من يُعرف الطب البديل انه البديل لشيء آخر موجود ألا وهو الطب الغربي” وهذا لا يجعل منه صانعا للمعجزات، بل تبقى قوة إرادة المريض وإيمانه بنوع علاجه أهم من استراتيجية العلاج نفسه. الطب البديل هو طب أجدادنا وهو النواة التي نشأ على أساس معارفه الطب التقليدي، لكن التطور العلمي جعلنا نسمع  وصف طب الأجداد بالطب البديل، طبعا هذا لا يعني أن الطب التقليدي مخطئ، بل هذا يعني أن التطور طال المعارف البسيطة لأجدادنا وطورها وحولها إلى علوم الغاية منها خدمة الإنسانية. جميعنا يعلم  ان أصل الطب لم يكن العلاج بالمواد الكيميائية المصنعة والتي أنشئت من أجلها شركات تصنيع الأدوية، والتي يدور لغط كبير حاليا من جدواها، خاصة انها باتت تتسابق فيما بينها لاكتشاف العلاجات وتأمينها للمستهلك او “المريض” وكلما طور الإنسان آلياته العلمية لإيجاد علاجات للأمراض المستعصية وحتى البسيطة، كلما أدرك أنه لم يصل إلى تحقيق نتائج علاجية شافية، فإلى اليوم لم يتمكنوا من إيجاد عقاقير تشفي من” داء السكر” مثلا  والأمثلة كثيرة، فغالبا هذه الأدوية لا تعالج بل تحجم المرض لفترة، لا حلول جذرية تذكر وخاصة مع مرض السرطان وبعض أنواع الأمراض الوراثية. اذا نحن لم نبلغ مرحلة إيجاد علاجات نهائية إلا في قليل من الأمراض، ولعل  أكثر ما يحسب للعقل البشري في مجال الطب اللقاحات التي قضت على أمراض كانت ترفع من النسب الوفيات عند الأطفال.

عادة يصاب الإنسان بالإحباط من العلاج بالطب التقليدي، من هنا يلجأ للاستعانة بالطب البديل وهو متعدد الأنواع منها:

-العلاج والتداوي بالأعشاب والوصفات الشعبية.

-الوخز بالإبر: الطب الصيني الشهير حيث يقوم المختص بوخز المريض بإبر رقيقة بنقاط معينة لتحفيز استعادة توازن الطاقة والصحة الجيدة للجسم.

- التنويم المغناطيسي: تقوم فكرته على إدخال المريض في حالة معدلة من الوعي، بحيث يتم تمرير اقتراحات خفية له لمساعدته على تحسين حالته الصحية.

-التدليك: ويساعد التدليك على التخفيف من آلام العضلات وتسريع الشفاء وتحسين أداء الجسم عموما.

-التأمّل: يركز المتأملون على التنفس البطيء مع إبقاء الذهن خالياً من كل ما يمكن أن يشوشه.

- اليوغـا: أثبتت اليوغا أنها قادرة على تحسين  مرونة الجسم وتنشيط الدورة الدموية.

- التخيل الموجّه: وهو علاج تقليدي يستفيد منه مرضى السرطان والسكتة الدماغية  ويهدف إلى توجيه تركيز المريض نحو نقطة معينة لتحسين العلاقة بين العقل والجسم.

- الأيورفيدا: علاج شاع في الهند  منذ آلاف السنين بهدف الوقاية من الأمراض وعلاجها، يستخدم الاعشاب والتأمل لتحقيق التوازن الداخلي. كل هذه الطرق العلاجية هي طرق أيضا لم تثبت فعالياتها النهائية ولا تعني بديلا فعليا عن الطب التقليدي، بل هي قد تكون مكملة أو مساعدة له أو موازية له. والإنسان ان مرض عليه أن يبحث عن علاج بالطرق التي يشعر بها باستجابة داخلية تمكنه من تسريع الشفاء.