أعمدة

توعويات :«خليجنا واحد»

15 ديسمبر 2016
15 ديسمبر 2016

حميد بن فاضل الشبلي -

قبل ظهور ثورة الانترنت والاتصالات، كانت المجتمعات الخليجية تعيش في هدوء فكري وثقافي، ولذلك كانت الأخبار والمعلومات في ذلك الوقت تصل للمواطن الخليجي عبر موجة المذياع وقنوات التلفاز، أفراد تلك الحقبة مع انعقاد كل قمة خليجية استمتعوا بسماع أغنية (خليجنا واحد.. وشعبنا واحد)، ولذلك لم تعكر صفوهم وتلاحمهم أخبار أخرى مثل ما يحدث الآن عبر شبكات التواصل الاجتماعي، اليوم ولله الحمد قادة دول مجلس التعاون مستمرون في عقد القمم الخليجية، والذي يدل على رغبة الإرادة السياسية للقادة في استمرارية نهج المحبة والتعاون والإخاء بين شعوب المنطقة، ولكن للأسف الشديد ما يحدث في الساحة العالمية، من صراعات وحروب وظهور بؤر للفتن، قلل من تسليط الضوء على هذه المناسبات الخليجية الأخوية، إلا أن علاقات الود والحب بين شعوب هذه البلدان باقية ومستمرة بفضل الله، رغم ما يحاك من مصائب ومتاعب لأمتنا العربية والإسلامية.

إن الخاصية التي تتمتع بها منطقة الخليج العربي، من استقرار سياسي واجتماعي وثقافي وديني، تعتبر نعمة لا تقدر بثمن في ظل النزاعات والخلافات الواقعة في كثير من دول العالم، ولذلك يمكن مشاهدة هذا التناغم والانسجام بين الحكومات وشعوب هذه البلدان من خلال الأفراح المتبادلة في المناسبات والأعياد الوطنية، وتمثل العلاقات العمانية الإماراتية خير مثال في بقاء الود والإخاء في عالم تتدهور فيه العلاقات البشرية، العيد الوطني السادس والأربعين المجيد لعمان تلألأت به ألوان السلطنة على أبراج وناطحات السحاب في الإمارات، في هذا اليوم قدمت الهدايا والورود لضيوف دار خليفة بن زايد للقادمين من أبناء دار قابوس السلام، ومع أفراح الإمارات بالعيد الخامس والأربعين بيوم الاتحاد، تزينت البوابات ومراكز الحدود العمانية بألوان علم الأمارات، واستقبل العمانيون أشقائهم بالورود والرزحة والعازي والشلات الحماسية، في صورة مثالية لما يجب أن يسود بين الأشقاء في أمتنا العربية.

علاقات الدول أحيانًا لا تخلو من اختلاف وجهات النظر في بعض القضايا، إلا أن تطبيق حكمة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية هو ما يجب أن يحدث ويكون، إن النهج الذي اتبعته دول الخليج في ترسيخ مفهوم (خليجنا واحد)، هو الذي يجب أن تتعاون عليه المؤسسات وكذلك الأفراد نحو ترسيخه في ثقافة شعوب هذه المنطقة.

إن رسالتنا التوعوية لشعوب أمتنا العربية عامة والخليجية بوجه الخصوص، هي أن أعداء الأمة يسعون وبكل الوسائل في بث النزاع والخلاف والفتنة، لذلك يجب علينا الانتباه لما يتم بثه وإرساله عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي من رسائل وتغريدات تدعو إلى الكراهية والإساءة إلى بعضنا البعض، من خلال الزج بقضايا السياسة والمذاهب الدينية، لذا وجب الانتباه وعدم الانجراف مع مثل هذه الدعوات العدائية.

الرسالة الثانية التي أود إيصالها للمجتمع الخليجي، هي ما قاله أحمد الشقيري في برنامج خواطر (متحدون نقف .. متفرقون نسقط)، فمتى ما وجد الانسجام والتعاون والألفة والإخاء بين شعوب المنطقة، تزداد قوتنا في مواجهة التحديات والعقبات التي تحاك لأمتنا، والرسالة الثالثة هي مقترح لمعالي الأمين العام لمجلس التعاون، في تبني فكرة إقامة ملتقى متزامن مع عقد كل قمة خليجية، من خلال تنظيم معرض لمدة يوم أو يومين تشارك فيه جميع الدول الخليجية، تقدم فيه أمسيات شعرية وفلكلورية تمثل ثقافة كل دولة خليجية، بهدف وقوف الشعوب الخليجية مع فكر القادة في عقد القمم الدورية، وكذلك بهدف زيادة الترابط والألفة للأجيال القادمة بعون الله تعالى، والهتاف دائما وأبداً (خليجنا واحد).

[email protected]