868503
868503
العرب والعالم

السكان يعيشون ظروفا مأساوية إثر تجدد المعارك في حلب

15 ديسمبر 2016
15 ديسمبر 2016

موسكو تحمل المعارضة مسؤولية خرق الهدنة وأنقرة تتهم دمشق -

دمشق ــ عمان ـ بسام جميدة ــ وكالات:-

تجددت المعارك في مدينة حلب حيث يتعرض آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة لوابل من القصف الجوي والمدفعي، ما يبدد آمال آلاف السكان الذين كانوا يأملون أن يتم إجلاؤهم أمس بموجب اتفاق تركي روسي.

ومع تزايد مخاوف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على مصير المدنيين يعيش السكان في آخر جيب يتحصن فيه مقاتلو المعارضة في حلب ظروفا مأساوية بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين تحت النيران إثر تجدد المعارك ظهرا بعدما كانت توقفت منذ أمس الأول.

ويتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد وأجزاء من الأحياء الأخرى المحيطة به، بعضهم لا مأوى له، ينامون في الشوارع. ويعاني الجميع من الخوف والجوع والبرد.

وقال مراسل لفرانس برس أمس: إنه شاهد عددا كبيرا من السكان يهربون مذعورين في الشوارع إثر تجدد القصف من دون إيجاد مأوى يلجأون إليه. وسارع آخرون إلى الاحتماء في مداخل الأبنية المهدمة خشية من استهدافهم.

وعلمت (عمان) من مصادر ميدانية وعسكرية عن تجدد اشتباكات الجيش السوري مع المسلحين في حي صلاح الدين بعد خرق المسلحين لوقف إطلاق النار بشكل واسع، وإن المسلحين استهدفوا بشكل كثيف حي الزهراء وشارع النيل بالقذائف والصواريخ ورد الجيش السوري على مصادر القذائف التي تسببت بارتقاء مواطنين اثنين بينهم طفل وإصابة أكثر من 40 جريحا جراء اعتداءات بالقذائف على مناطق الموكامبو وشارع النيل وسوق الخضرة بالخالدية، فيما سقط 6 قتلى، وأصيب آخرون بجراح باستهداف المسلحين للأهالي الخارجين عبر معبر بستان القصر، وإصابات بين المواطنين جراء سقوط قذائف أطلقها المسلحون على منطقة الحمدانية وفق مصدر مسؤول.

ويأتي التصعيد بعد ساعات على انتظار الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة فجرا بدء إجلائهم من شرق حلب بموجب اتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية، إلا أن عملية الإجلاء لم تبدأ في موعدها المفترض عند الخامسة فجرا (3,00 ت ج) وتم تعليق الاتفاق بعد ساعات عدة.

وحمل الجيش الروسي مقاتلي المعارضة مسؤولية خرق الهدنة، مؤكدا استئناف القوات النظامية عملياتها العسكرية، فيما اتهمت أنقرة دمشق بتأخير تنفيذ الاتفاق.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أنه سيتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين مساء لمحاولة إنقاذ الهدنة. وقال: إن وقف إطلاق النار هو «آخر أمل» لشعب حلب «البريء». وعبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن أمله في «تسوية الوضع» في شرق حلب خلال يومين أو ثلاثة أيام، مضيفا أن «المقاتلين سيتوقفون عن المقاومة بعد يومين أو ثلاثة أيام».

وتبادل طرفا النزاع بدورهما الاتهامات بشأن تعطيل الاتفاق الذي كان ينص على خروج المدنيين والجرحى في دفعة أولى على أن يتبعهم المقاتلون مع أسلحتهم الخفيفة إلى ريف حلب الغربي أو محافظة إدلب (شمال غرب). وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق «علقت الحكومة السورية اتفاق الإجلاء لارتفاع عدد الراغبين بالمغادرة من ألفي مقاتل إلى عشرة آلاف شخص».

وتطالب الحكومة وفق المصدر «بالحصول على قائمة بأسماء جميع الأشخاص المغادرين للتأكد من عدم وجود رهائن أو سجناء» تابعين لها في صفوفهم.

في المقابل أكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي أبرز الفصائل المعارضة في حلب أن «الاتفاق الأساسي لم يتضمن تزويد -الحكومة- بأسماء المغادرين» من شرق المدينة.

واتهم «القوات النظامية والإيرانيين تحديدا بعرقلة تطبيق الاتفاق وربطه بملفات أخرى بينها مطالب تتعلق ببلدتي الفوعة وكفريا» المواليتين للحكومة والمحاصرتين من الفصائل في محافظة إدلب.

فرنسا تطلب مراقبين دوليين

غداة مطالبة واشنطن بـ«مراقبين دوليين حياديين» في حلب للإشراف على إجلاء المدنيين طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وفــــــــق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس بـ«القيام بكل شيء لإفساح المجال أمام إجلائهم بكرامة وأمن تحت إشراف مراقبين دوليين ومع وجود منظمات دولية».

ويــــثير الوضع المأساوي للسكان المحاصرين في حلب مخاوف المجتمع الدولي، خصوصا بعد إبداء الأمم المتحدة خشيتها من تقارير وصفتها بالموثوقة تتهم القوات النظامية بقتل عشرات المدنيين بشكل اعتباطي، بينهم نساء وأطفال، في شرق حلب.

دعوة للنظر عبر ضباب الحرب

تكثفت الدعوات أمس في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ لمساعدة سكان حلب عشية قمة بين قادة الاتحاد الأوروبي. وقال منفريد ويبر زعيم حزب الشعب الأوروبي (يمين)، الكتلة الرئيسية في البرلمان الأوروبي: إن «مئات آلاف الأشخاص يعيشون الجحيم على الأرض». ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر «أطراف النزاع للنظر عبر ضباب الحرب ولو لوقت وجيز، ما يكفي أقله لتذكر إنسانيتها وأن تسمح للمدنيين والنساء والأطفال بمغادرة المدينة بأمان».

وقالت رئيسة منظمة «أطباء العالم» غير الحكومية فرنسواز سيفينيون: «تشهد حلب أوضاعا خطيرة للغاية، لا يزال مائة ألف شخص محتجزين على أراض لا تتعدى مساحتها خمسة كيلومترات مربعة».

ودفعت المعارك المستمرة منذ بدء الهجوم على شرق حلب في 15 نوفمبر أكثر من 130 ألف شخص إلى الفرار من الأحياء الشرقية، نزحوا بمعظمهم إلى مناطق تحت سيطرة قوات النظام في غرب حلب أو تلك التي استعادتها في شرق المدينة.

الأمم المتحدة مستعدة

للمشاركة في خطط الإجلاء

أكدت الأمم المتحدة أنها «لا تشارك» في خطط إجلاء المقاتلين والمدنيين عن شرق حلب، معربة رغم ذلك عن استعدادها لدعم هذه العملية والإسهام فيها. وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان صادر عنه أمس أن «الأمم المتحدة مستعدة لتسهيل عمليات الإجلاء الطوعي والآمن للمصابين والمرضى والمدنيين المعرضين للخطر من شطر المدينة المحاصر». اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جهتها عبرت عن استعدادها هي الأخرى للإسهام في إجلاء المدنيين عن شرق حلب والتوسط بين الأطراف هناك، فيما سبق للولايات المتحدة وبريطانيا وأعلنتا عن ضرورة الرقابة الدولية على سير إجلاء المدنيين من هناك.