أفكار وآراء

ريادة أعمال وكلاء التأمين

14 ديسمبر 2016
14 ديسمبر 2016

بخيت بن مسن الكثيري -

[email protected] -

تمتلك الأسواق المحلية فرصًا تجاريةً مجزيةً أمام الشباب رواد الأعمال التي نعول عليها بنشر ثقافة العمل الحر واستقطابهم الولوج بأنشطتهم ومشاريعهم التجارية في السوق المحلي واستثمار الفرص الحقيقية والدعم المقدم من الدولة لهذا النشاط الواعد.

ومن هذه الفرص نشاط وكلاء التأمين الذي استحوذ على ما نسبته 28% من إجمالي أقساط التأمين، وهذا يعكس الدور البارز والفعال لنشاط سمسرة التأمين في القطاع.

ومن هذا المنطلق نثمن إطلاق برنامج “ريادة أعمال وكلاء التأمين” أمام الشباب والراغبين في فتح مكاتب وكلاء التأمين بالسلطنة بالتعاون مع الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) والهيئة العامة لسوق المال على إدارة أعمال مكاتب وكلاء التأمين.

فهذه المبادرة النوعية تمثل فرصا واعدة الاستفادة من قطاع نشاط التأمين في البلاد الذي تتجاوز أعمالة السنوية مئات ملايين الريالات حيث تشير المؤشرات الإحصائية في القطاع مثل أقساط التأمين، والتعويضات المدفوعة، وعدد وثائق التأمين المصدرة، وعدد العاملين، ومعدل الاحتفاظ، والمؤشرات المالية لشركات التأمين وأدائها التشغيلي لعام 2015 إلى أن نسبة مساهمة قطاع التأمين في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة بلغت حوالي 1.6% مقارنة بـ1.3% في عام 2014، كما ارتفع إجمالي الأقساط المباشرة لقطاع التأمين بنسبة 11% لتصل إلى 442.08 مليون ريال عماني في نهاية العام الماضي مقارنة بـ396.52 مليون ريال عماني في نهاية عام 2014، كما تشير بيانات أقساط التأمين إلى أن فرع المركبات بشقيه التأمين الشامل والطرف الثالث يشكل ما نسبته 37% من إجمالي حجم الأقساط متصدرًا الأنواع التأمينية الأخرى في سوق التأمين العماني، في حين تمثل حصة أقساط التأمين الصحي ما نسبته 23% من إجمالي الأقساط المكتتبة.

كما ساهم انضمام التأمين التكافلي إلى قطاع التأمين في زيادة التنافسية بين الشركات، حيث ارتفع معدل نمو التأمين التكافلي خلال عام 2015 بنسبة 64% مقارنة بعام 2014.

كما شكلت نسبة التأمين التكافلي 9% من إجمالي الأقساط المباشرة كما بلغت الأقساط المحصلة من شركات سماسرة التأمين ما نسبته 28% من إجمالي أقساط التأمين، وهذا يعكس الدور البارز والفعال لنشاط سمسرة التأمين.

فنتأمل دعم برنامج ريادة أعمال وكلاء التأمين حيث تمثل مسؤولية مشتركة بين القطاع العام والخاص ودعم البرامج الوطنية التي نعول عليها الكثير لاستثمار الفرص المتاحة.

حيث تمثل فرصة أمام الشباب أصحاب الأعمال فتح قنوات اتصال تجارية مع السوق المحلي وكبرى شركات التأمين التجارية في نشاط وكلاء التأمين وتسويق منتجاتهم وأنشطتهم.

خاصة أن السلطنة تبذل جهودًا واضحةً لتنمية نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتوعية بأهمية هذا النشاط أمام الشباب والاستفادة من الإجراءات والقرارات الداعمة للمواطنين للولوج في هذا النشاط، وكلنا أمل من الشباب لاستثمار هذه الفرص المتاحة وعدم الاتكال على الوظيفة الرسمية، وهناك أمثلة عديدة لقصص النجاح حققها كثير من الشباب في الأعمال الخاصة التي تتطلب الجدية والتخطيط السليم، ومن جانب آخر هناك مسؤوليات مرتبطة بالجهات ذات العلاقة خاصة صندوق الرفد والهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ببذل المزيد من الجهد وتوجيه الشباب نحو القطاعات النوعية والواعدة وبناء الشراكة مع الجهات الاقتصادية العامة والخاصة في فتح المجال أمام رواد الأعمال الجادين بالاستفادة من الفرص والأنشطة المالية والتجارية التي تطرحها وتعزيز التسهيلات والخدمات المقدمة لدعمهم وعرض الفرص المتاحة بالسوق المحلي والاستشارات المالية لهذه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لضمان نموها واستمراريتها ودعمها.