العرب والعالم

الاتحاد الأوروبي منقسم حول مفاوضات انضمام تركيا

13 ديسمبر 2016
13 ديسمبر 2016

ألمانيا: «يجب ألا نقفل الباب في هذا الظرف الصعب» -

بروكسل - (أ ف ب): كشفت بلدان الاتحاد الأوروبي عن خلافاتها أمس حول الموقف الذي يتعين اتخاذه لمواجهة المساس بالديمقراطية في تركيا حيث يطالب البعض بـ«تجميد» مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد فيما يدعو آخرون إلى إبقاء الحوار.

وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتز لدى وصوله إلى اجتماع وزاري لدول الاتحاد الـ28 في بروكسل: يفترض أن يؤدي إلى موقف مشترك من الموضوع التركي يتخذ شكل «خلاصات»، «سنحاول إيجاد أرضية مشتركة».

لكن كورتز كرر أيضا طلب فيينا «تجميد» مفاوضات الانضمام مع أنقرة، وقال: «إذا لم ننسجم» مع موقف مجلس الاتحاد الأوروبي (الهيئة التي تضم الدول الأعضاء) «سنعرقل عندئذ الخلاصات» التي يتعين إقرارها بالإجماع.

وتؤيد مطلب النمسا بلدان أخرى، كما تقول فيينا مشيرة خصوصا إلى هولندا وبلغاريا. وصوت البرلمان الأوروبي أيضا على قرار غير ملزم في هذا المعنى للاحتجاج على القمع «غير المتكافئ» في تركيا منذ الانقلاب الفاشل في يوليو.

لكن غالبية الدول الأوروبية ترفض قطع كل العلاقات مع أنقرة الشريك الذي بات ضروريا لمكافحة الإرهاب وإدارة عمليات الهجرة.

وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية هارلم دزير أمس في بروكسل: «يجب الاستمرار في الحوار على قاعدة الوضوح والحزم» مستبعدا «تجميدا» رسميا للمفاوضات، وأضاف دزير: «لكننا لسنا في وضع يتيح فتح فصول جديدة للتفاوض؛ لذلك لن تفتح فصول جديدة للتفاوض»، وأوضح: «لا تتوافر أيضا الشروط المطبقة لمناقشة موضوع تحرير التأشيرات» للأتراك في فضاء شنغن.

وقال وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية مايكل روث أيضا «يجب ألا نقفل الباب في هذا الظرف الصعب»، معتبرا أنه من الضروري «أن يوجه الاتحاد الأوروبي إشارة واضحة للمواطنين الأتراك الذين يشاطروننا قيمنا».

وقد بدأت في 2005م مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي المقسمة بضعة فصول تتناول مجالات محددة، ولكنها تحرز منذ ذلك الحين تقدما بطيئا. وحتى اليوم فتح 16 فصلا من أصل 35، وأغلق فصل واحد.

من جهة أخرى أعلن حزب الشعوب الديمقراطي أمس أن الشرطة التركية اعتقلت اثنين من نوابه بعد ساعات من توقيف أكثر من مائتين من أعضاء أكبر حزب مؤيد للأكراد في تركيا، بعد تفجيري إسطنبول اللذين أعلنت مجموعة كردية متشددة مسؤوليتها عنهما.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول القريبة من الحكومة أنه تم اعتقال شاغلار ديميريل وبسيمة كونجا اللتين تمثلان مدينتي دياربكر وسيرت في الجنوب الشرقي الذي تسكنه أكثرية كردية، في إطار تحقيقات ضد «الإرهاب».

وقال حزب الشعوب الديمقراطي في تغريدة على موقع تويتر: «تم احتجاز رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب شاغلار ديميريل والنائب عن سيرت بسيمة كونجا بصورة غير قانونية من أمام مقرنا» في أنقرة. ولم ترد أي تفاصيل إضافية حول الاتهامات الموجهة للنائبتين.

وشنت السلطات التركية أمس الأول حملة اعتقالات طالت أكثر من مائتي عضو في الحزب وضربت أهدافا كردية في شمال العراق بعد تفجيري إسطنبول.

واعتقل 235 شخصا في عمليات في 11 مدينة تركية، واتهموا بالعمل لحساب حزب العمال الكردستاني أو نشر دعاية إعلامية للحزب بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب وزارة الداخلية.

وكانت مجموعة صقور حرية كردستان المتشددة القريبة من حزب العمال الكردستاني أعلنت الأحد مسؤوليتها عن الهجوم المزدوج في إسطنبول السبت الذي أدى إلى مقتل 44 شخصا.