866381
866381
العرب والعالم

اعتقال 200 مسؤول من حزب مؤيد للأكراد بعد تفجيري اسطنبول

12 ديسمبر 2016
12 ديسمبر 2016

حصيلة القتلى ترتفع إلى 44 -

اسطنبول انقرة - بروكسل - (أ ف ب - د ب أ): اعتقلت السلطات التركية نحو مائتي عضو في اكبر حزب مؤيد للأكراد في تركيا وضربت أهدافا كردية في شمال العراق أمس بعد تفجيري اسطنبول اللذين أعلنت مجموعة كردية متشددة مسؤوليتها عنهما.

وارتفعت حصيلة ضحايا تفجيري اسطنبول اللذين وقعا مساء السبت الى 44 قتيلا على الاقل، حسب حصيلة نشرتها وزارة الصحة ونقلتها وسائل الإعلام التركية.

وقال وزير الصحة رجب اكداغ امام البرلمان في انقرة «من المؤلم جدا ان نخسر 36 من شرطيينا وثمانية من مدنيينا في هجوم دموي».

وضربت تركيا اهدافا للمتمردين الاكراد في شمال العراق بعد اقل من 24 ساعة كما افادت وسائل اعلام تركية.

واعلن الجيش التركي انه ضرب «عناصر منظمة ارهابية انفصالية» في اشارة الى حزب العمال الكردستاني في منطقة الزاب بشمال العراق ودمر مقرها وكذلك ملاجئ ومواقع مسلحة، بحسب ما افادت وكالة دوغان.

واوردت وكالة انباء الاناضول القريبة من الحكومة ان الشرطة اعتقلت 198 مسؤولا من حزب الشعوب الديمقراطي ابرز الاحزاب المناصرة للقضية الكردية في تركيا.

وبحسب ما اوردت وكالة الاناضول، تم توقيف عشرين من قيادات الحزب في اسطنبول، بينهم رئيسة فرع الحزب في المدينة أيسال غوزال، بينما اعتقل 17 اخرون في العاصمة انقرة بينهم مدير فرع الحزب هناك ابراهيم بينجي.

وجرت اعتقالات اخرى في اضنة ومرسين (جنوب) ومانيسا غرب تركيا بالاضافة الى اعتقالات في مدينة شانلي اورفا في جنوب شرق تركيا.

وتثير الاعتقالات مخاوف من إمكانية تعزيز انقرة لحملتها واتخاذ اجراءات انتقامية ضد سياسيين مؤيدين للقضية الكردية الذين يتهمون بعلاقتهم بحزب العمال الكردستاني - وهو ما ينفيه حزب الشعوب الديمقراطي.

وكانت مجموعة صقور حرية كردستان المتشددة القريبة من حزب العمال الكردستاني اعلنت أمس الأول مسؤوليتها عن الهجوم المزدوج في اسطنبول السبت.

وقالت المجموعة في بيان ان عنصرين في صقور حرية كردستان «نفذا بدقة عالية الهجوم المزدوج المتزامن .. امام ستاد فودافون ارينا وحديقة ماشكا».

واضافت ان «رفيقينا استشهدا في الهجومين».

وتعتبر واشنطن وانقرة وبروكسل حزب العمال الكردستاني منظمة «ارهابية».

وتجددت المواجهات العسكرية بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، قبل سنة بعد انهيار وقف هش لاطلاق النار بينهما.

وادى النزاع منذ اندلاعه في 1984 الى مقتل اكثر من 40 ألف شخص.

وتعيش تركيا التي اعلنت حالة الطوارئ منذ منتصف يوليو اثر انقلاب فاشل، في حالة تأهب قصوى بسبب ارتفاع مخاطر حدوث هجمات، خصوصا منذ تجدد النزاع الكردي في صيف 2015.

وتشهد مناطق جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية معارك شبه يومية بين قوات الامن ومسلحين اكراد اوقعت اكثر من 40 الف قتيل منذ 1984.

ونفذ حزب العمال الكردستاني وصقور حرية كردستان العديد من الهجمات ضد قوات الامن في جنوب شرق البلاد ولكن ايضا في انقرة واسطنبول.

ومساء السبت انفجرت سيارة بالقرب من ملعب فريق كرة القدم بشيكتاش في اسطنبول وبعد دقيقة فجر رجل نفسه قرب مجموعة من الشرطيين في متنزه مجاور. وبشيكتاش هو اكثر نوادي كرة القدم شعبية في اسطنبول ويعرف مشجعوه بآرائهم المعادية للمؤسسة.

وكانوا جزءا كبيرا في التظاهرات ضد اردوغان الذي كان رئيسا للوزراء في حينه.

وتعهد نادي بشيكتاش في بيان بـ «الوقوف بحزم بمواجهة المهاجمين الدنيئين الذبن لن يحققوا هدفهم».

واكدت مجموعة صقور حرية كردستان في إطار تبني التفجير المزدوج ان الشعب التركي ليس «هدفها المباشر» متهمة الحكومة التركية بـ»الفاشية» تجاه الاكراد.

واكد اردوغان ان بلاده «ستحارب الارهاب حتى النهاية» بينما تعهد وزير الداخلية التركي سليمان سويلو «سننتقم عاجلا ام اجلا».

إلا ان تصريحاته أثارت انتقادات في تركيا، ورأى رئيس تحرير صحيفة «حرييت» مراد يتكينان في افتتاحية الصحيفة ان الحكومة التركية تفتقد «لاستراتيجية عميقة...غير الاستجابة بشدة».

وحذر يتكين ايضا من امكانية استغلال الحكومة لكل هجوم «للمزيد من تشديد الاجراءات، الذي سيتحول الى المزيد من فرض القيود على الحريات ولكن لا يتمكن من وقف الاعمال الارهابية».

وأثار الهجوم المزدوج ردود فعل وإدانات دولية. واكدت السفارة الامريكية في انقرة في تغريدة اثر هجومي السبت «قلوبنا وصلواتنا مع سكان اسطنبول»، مؤكدة الوقوف «الى جانب الشعب التركي ضد الارهاب».

وأدانت العديد من الدول الاوروبية التفجيرين واكدت باريس «دعمها الكامل» لتركيا، بينما قدمت برلين «تعازيها للرئيس اردوغان والشعب التركي».

وأدان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التفجيرين، مؤكدا انه يتوقع من الحكومة التركية ادانة الهجمات داخل اسرائيل.

أوروبيا أقر وزير الخارجية النمساوي زباستيان كورتس أن الأغلبية اللازمة لتجميد مباحثات الانضمام للاتحاد الأوروبي مع تركيا غير موجودة في الوقت الحالي داخل الاتحاد.

وقال كورتس أمس في بروكسل خلال اجتماعه مع نظرائه من الاتحاد: «أحيانا يحتاج التطوير وقتا أيضا».

وأضاف أن النمسا تمثل موقف الأقلية حاليا أيضا فيما يتعلق بالتعامل مع أزمة اللجوء. وردا على السؤال عن الأطراف التي تشارك النمسا في مطلبها بوقف مباحثات انضمام تركيا للاتحاد، قال كورتس: «فيما يتعلق بوزراء الخارجية، إننا متوافقون على نحو جيد للغاية مع بلغاريا، وكذلك مع هولندا».