864766
864766
المنوعات

رئيس المنتدى: الندوة تكشف عن محورية «أبو زكريا» في تطوير النظامين القضائي والدستوري العماني خلال القرن الخامس الهجري

11 ديسمبر 2016
11 ديسمبر 2016

ندوة موسعة حول القاضي الفقيه «أبو زكريا يحيى بن سعيد» بالمركز الثقافي بنزوى -

نزوى: محمد الحضرمي -

ينظم المنتدى الأدبي بوزارة التراث والثقافة غدا ندوة بعنوان «قراءات في فكر الشيخ أبي زكريا يحيى بن سعيد (ت: 472هـ/‏‏ 1079م)»، تقام في مركز نزوى الثقافي وذلك تحت رعاية سعادة عيسى بن حمد العزري وكيل وزارة العدل، وتستمر لمدة يومين.

وتتضمن الندوة تقديم 8 ورقات تبحث حول حياته وفكره والعصر الذي عاش فيه، وفقه القضاء الذي عرف به، وتقديم قراءات في آثاره العلمية والأعمال الدستورية في زمنه، وتأتي هذه الندوة في إطار عناية المنتدى بالبحث في سير وأعمال العمانيين، ضمن برنامجه الذي درس فيه العشرات من الشخصيات العمانية المفكرة، والتي لها تأثير على الحقل العلمي العماني بشكل خاص وعلى المعرفة العربية بشكل عام.

تبدأ الجلسة الأولى بتقديم ورقة للباحث يونس بن جميل النعماني بعنوان «سيرة الشيخ أبي زكريا يحيى بن سعيد»، ثم تقدم الباحثة الدكتورة بدرية بنت علي الشعيبية ورقة بعنوان «عصر الشيخ أبي زكريا السياسي والحضاري»، وفي الجلسة الثانية يقدم الشيخ ناصر بن سليمان السابعي ورقة بعنوان «القضاء في زمن أبي زكريا يحيى بن سعيد»، ويقدم الدكتور القاضي أحمد بن سليمان البوصافي ورقة بعنوان «فقه القضاء عند أبي زكريا يحيى بن سعيد».

وتستكمل الندوة أوراقها في اليوم الثاني بورقة يقدمها الباحث فهد بن علي السعدي حول «الآثار العلمية لأبي زكريا»، كما يقدم الشيخ بدر بن سيف الراجحي ورقة بعنوان «قراءة في كتاب الإيضاح في الأحكام»، ويقدم الباحث سلطان بن مبارك الشيباني ورقة بعنوان «قراءة في محضر قضائي من دفتر أحكام القاضي أبي زكريا»، وتختتم الندوة بورقة بحثية يقدمها الباحث خالد بن مبارك الوهيبي حول «الأعمال الدستورية في زمن الشيخ أبي زكريا».

من جانب آخر يدير جلسات الندوة كل من د. محمد بن ناصر المحروقي ود. محمود بن سليمان الريامي، وسيتم بعد كل جلسة مناقشة الباحثين، لمزيد من تسليط الضوء على الورقات.

وحول هذه الندوة أكد خميس بن راشد العدوي رئيس المنتدى الأدبي أن أبا زكريا يحيى بن سعيد يعد من كبار الفقهاء العمانيين خلال القرنين: الخامس الهجري/‏‏ الحادي عشر الميلادي، وهو من ضمن المساهمين في تطوير ما يعرف بـ»سيرة المسلمين» أو (النظام الدستوري في عمان)، وله من المؤلفات كتاب بعنوان (الإيضاح في الأحكام)، عالج فيه الأحكام القضائية في زمانه، كما أن له آراء وأعمال أخرى كثيرة مبثوثة في كتب الفقه والقضاء العمانية.

وأكد العدوي أن الندوة ستدرس جوانب من حياته، من ضمنها سيرته الشخصية، والأعمال التي أنجزها، سواء من حيث الفقه أو القضاء، أو سائر الجوانب العلمية الأخرى، وستكشف الندوة كذلك عن محوريته في تطوير النظام القضائي في عمان، وتأثيره في النظام الدستوري (سيرة المسلمين في عمان)، وتتعرض الندوة إلى زمانه من الناحية السياسية أو القضائية والفقيهة، كما ستدرس التأثير والتأثر بينه وبين معاصريه من الفقهاء والقضاة في عمان.

وتكشف الندوة عن القيمة العلمية عن كتابه «الإيضاح في الأحكام»، وكيف أصبح بمثابة المرجع لكثير من القضاة العمانيين الذين جاؤوا من بعده، وهو كتاب طبع من قبل وزارة التراث والثقافة في الثمانيات الماضية. وأكد العدوي أن الندوات التي يقدمها المنتدى في الشخصيات العمانية، يكون لها أثر في الحضارة العمانية خاصة، والثقافة الإسلامية عامة، ومن قام المنتدى الأدبي ببحثهم يشكل أغلبهم علامة فارقة في التفكير العماني، إذ يعد بعضهم بمثابة مدارس علمية، أو أنهم يعتبرون مؤسسي مدارس علمية، سواء في الفقه أو القضاء أو الطب أو الثقافة بشكل عام.

جدير بالذكر أن يحيى بن سعيد يعد قاضيا وفقيها، وبحسب ما ورد عنه في الموسوعة العمانية، فقد اختلفت المصادر في موطنه، أكثرها تنسبه إلى نزوى، ونعته الشيخ عبدالله بن حميد السالمي في كتاب «اللمعة المرضية» بالهجاري نسبة إلى قرية هجار بوادي بني خروص في العوابي.

عاصر أبو زكريا من الأئمة راشد بن سعيد اليحمدي والخليل بن شاذان الخروصي وراشد بن علي الخروصي، وشهد قيام الدولة النبهانية الأولى أواخر القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، وتولي القضاء غير أن المصادر لا تحدد في أي عهد إمام.

ومن تلامذته الشيخ محمد بن إبراهيم بن سليمان الكندي صاحب كتاب «بيان الشرع»، وعاصر من العلماء والأدباء: أحمد بن سعيد الخروصي الستالي، ومحمد بن عيسى بن محمد السري، ومحمد بن طالوت النخلي، ونجاد بن موسى بن إبراهيم المنحي.

ومن آثاره العلمية كتاب «الإيضاح في الأحكام»، ويعرف بأحكام أبي زكريا، وجامع أبي زكريا، وهي في القضاء وأحكامه وآدابه وفقه السياسة الشرعية، وله كتاب «الإمامة»، وهو مفقود، وجوابات فقهية متفرقة أورد بعضها تلميذه محمد بن إبراهيم الكندي في بيان الشرع، وأورد له أيضا أبياتا نظمية في الخلع وأحكامه، وأبياتا أخرى في عيوب الدواب، وذكرت المصادر أنه مات مقتولا.