864175
864175
العرب والعالم

الشعور بالعجز يطغى على اجتماع دولي لبحث معاناة المدنيين في حلب

10 ديسمبر 2016
10 ديسمبر 2016

الجيش السوري يسيطر على وسط المدينة ويبدأ عملية باتجاه آخر معاقل المسلحين -

دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات:

اختتم أمس اجتماع دولي في باريس خصص لسوريا والوضع في حلب بالدعوة الى وضع حد لمعاناة المدنيين والمطالبة بالتوصل الى حل سياسي، فيما غلب على المجتمعين شعور بالعجز.

وطالب وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وقطر وألمانيا في مؤتمر صحفي ختامي بـ«وضع حد للحرب الهمجية» و«مواصلة التحرك لتخفيف معاناة المدنيين»، معتبرين ان المفاوضات تشكل «الطريق الوحيد للسلام في سوريا».

واتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري دمشق بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب» في حلب، وحض موسكو ودمشق على إنهاء المأساة في المدينة .

وقال كيري ان «القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين او في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الانسانية، وجرائم حرب».

واضاف «يمكن الوصول الى حل، لكن هذا رهن بخيارات مهمة تقوم بها روسيا».

وتابع كيري الذي يغادر منصبه في 20 يناير من دون ان ينجح في تسوية النزاع السوري، «احيانا في الدبلوماسية، من المهم اظهار بعض التعاطف».

وشاركت في اجتماع باريس خمس دول غربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا واربع دول عربية بينها قطر والسعودية اضافة الى تركيا والاتحاد الأوروبي. وشدد الوزراء على ان سقوط حلب لن يكون نهاية للحرب في سوريا. وتساءل وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت «اي سلام اذا كان سلام القبور؟»، مشددا على ضرورة «تحديد شروط انتقال سياسي فعلي من شانه ضمان مستقبل لسوريا يسودها السلام».

وقال «يجب ان تستأنف المفاوضات على اسس واضحة في اطار القرار 2254» الصادر عن مجلس الأمن والذي حدد في ديسمبر 2015 خارطة طريق للتوصل الى تسوية.

واكد آيرولت ان «المعارضة (السورية) مستعدة لاستئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة»، لافتا الى ان ممثل المعارضة رياض حجاب الذي شارك في اجتماع باريس ابدى الاستعداد للتفاوض.

لكن مصدرا دبلوماسيا أوضح ان الهيئة العليا للمفاوضات التي يترأسها حجاب لن تجلس الى طاولة المفاوضات الا اذا ادرج الانتقال السياسي في سوريا بوضوح على جدول الأعمال.

من جهته، طالب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير دمشق وحليفيها الروسي والايراني بـ«إفساح المجال امام الناس للخروج» من حلب.

وقال «اذا كانت روسيا وايران والنظام تواصل التأكيد ان مقاتلين متطرفين لا يزالون في المدينة، لا يمكنني ان اشكك في ذلك، لكن وجود مقاتلي (جبهة) فتح الشام (النصرة سابقا) لا يمكن ان يبرر تحويل مدينة برمتها الى رماد». بدوره، شدد الموفد الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا على اولوية اجلاء المدنيين من حلب.

ميدانيا : أفاد مصدر عسكري لـ (عمان) أن قوات الجيش السوري بسطت سيطرتها الكاملة على دوار حي المرجة وسط حلب القديمة، وأن الجيش بدأ عملية واسعة باتجاه آخر معاقل المسلحين في القسم الجنوبي من الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المسلحين، فيما شن الطيران الحربي غارات متواصلة وعنيفة على مواقع المسلحين في بستان القصر والمشهد والفردوس، وأكد مدير مطار حلب الدولي باسم منصور انه تم الانتهاء من كافة التجهيزات الفنية للمطار وتأهيل الطريق الواصل للمطار بالكامل والمناطق المحيطة به بعد سيطرة الجيش على مساحات واسعة حوله مما يؤمن حركة الطيران فيه مما يعني إعادة عمل المطار خلال فترة قريبة.

وأكد مصدر ميداني لـ (عمان) أن قذائف من مناطق المسلحين ضربت حي الحمدانية وحي الفرقان ومحيط جامعة حلب وضربت نزلة أدونيس، وأنباء عن سقوط ضحايا ووصول العدد الى اكثر من 10 قتلى وأكثر من 40 جريحا وحدوث حرائق بالمباني.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف خروج أكثر من 20 ألف مدني من شرق مدينة حلب، أمس. وأضاف كوناشينكوف أن 1200 من المقاتلين سلموا أسلحتهم. وقال : « فقط، خلال النصف الأول من اليوم، خرج من شرق حلب أكثر من 20 ألف مدني، ورمى 1217 مسلحا أسلحتهم». وكان كوناشنكوف أعلن في وقت سابق أن القوات السورية أوقفت هجومها خلال فترة إجلاء المدنيين من شرق حلب. وأشار إلى أن المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا يراقب عملية خروج المدنيين من المناطق المحاصرة في المدينة بمساعدة طائرات بدون طيار. وذكر الجنرال أن تيار المدنيين المغادرين لشرق حلب يستمر بدون توقف عبر المعابر الإنسانية المفتوحة في بعض مناطق شرق حلب. وشدد على أن وحدات الجيش السوري ستواصل تحرير شرق حلب بعد إنجاز عملية خروج المدنيين وسيتم إجبار المسلحين على الخروج من المنطقة أو القضاء عليهم، وإن الحكومة السورية تسيطر الآن على 93 بالمائة من حلب. وأضاف أنه بعد الانتهاء من إجلاء المدنيين ستواصل قوات الحكومة السورية «تحرير» شرق حلب.

وعلى جبهة تدمر، تفيد الانباء الواردة من هناك وفق مصادر عسكرية وميدانية عدة أن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات الجيش السوري ومسلحي تنظيم (داعش) بمحيط حقل جزل والمهر ومحيط الكتيبة المهجورة وسط قصف مدفعي وصاروخي يستهدف نقاط انتشار مسلحي (داعش) بالمنطقة وأن الطيران الحربي استهدف آليات لمسلحي تنظيم داعش ونقاط سيطر عليها مسلحو التنظيم مؤخراً، كذلك استهدف الطيران الحربي مواقع لمسلحي داعش على محور صوامع تدمر،  بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية سورية إلى هناك، وأعلن مصدر عسكري عن سقوط طائرة حربية هناك أثناء تحليقها في ريف حمص جراء عطل فني وتمكن الجيش من العثور على الطيار بعد نجاته من السقوط بمظلته، فيما تبنى تنظيم (داعش) حادثة إسقاط طائرة حربية شمال غرب مدينة تدمر بريف حمص عقب حدوث معارك على مشارف المدينة مع وصول تعزيزات عسكرية صدت الهجوم، وذكرت وكالة (اعماق) تابعة للتنظيم ان « عناصر داعش اسقطوا طائرة حربية تابعة لسلاح الجو السوري في منطقة جزل شمال غرب تدمر شرق حمص ولايزال طاقم الطائرة مفقودا حسب وكالة (أعماق) . وفي  دير الزور تم إسقاط طائرتين مسيرتين عن بعد « لتنظيم داعش» محملتين بقنابل متفجرة في محيط تلة الصنوف بدير الزور، وفي حماة استهدف الطيران الحربي مواقع المسلحين في بلدة اللطامنة وفي قرية لحايا بالريف الشمالي للمحافظة، كما نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مواقع المسلحين في قرى كفرعين ومدايا وعابدين وترملا بريف إدلب الجنوبي، بينما قصفت المدفعية السورية مواقع المسلحين في مدينة جسر الشغور وأطرافها بريف إدلب الغربي. وأكد مصدر عسكري أن وحدة من الجيش نفذت عملية عسكرية خاطفة على مواقع وتجمعات المسلحين من تنظيم «جبهة النصرة» في بلدة الفقيع الواقعة بجانب الطريق الدولي القديم شمال مدينة درعا، مشيرا إلى أن العملية  انتهت بالسيطرة على البلدة بعد القضاء على عدد من المسلحين  وفرار من تبقى منهم باتجاه المناطق المجاورة.

وفي الشمال الشرقي السوري، أعلن المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية بدء المرحلة الثانية من حملة تحرير مدينة الرقة، التي تجري تحت اسم «غضب الفرات» وتهدف إلى «تحرير» كامل الريف الغربي من الرقة من «داعش». وأضاف بيان الحملة «نعلن للرأي العام أن حملة غضب الفرات تتوسع أكثر بانضمام فصائل وقوى أخرى للحملة، منها المجلس العسكري لدير الزور وقوات النخبة التابعة لتيار الغد السوري ولواء ثوار الرقة، إضافة إلى انضمام 1500 مقاتل من المكون العربي من أبناء الرقة وريفها مؤخرا، تم تدريبهم وتسليحهم على يد قوات التحالف الدولي».