863660
863660
الرياضية

الحديدي يخطف لقب «ملك الانجراف» والبلوشـي يحـل ثانيا.. والشـيهاني ثالثا

10 ديسمبر 2016
10 ديسمبر 2016

863656

بمشاركة 12 دولة من الشرق الأوسط -

نجح المتسابق العماني هيثم الحديدي في اقتناص لقب «ملك الانجراف» من بين 14 متسابقا مثلوا 12 دولة بـ(390) نقطة، حيث استطاع انتزاع اللقب من علي البلوشي بطل ريد بُل في السلطنة لأربعة أعوام على التوالي والذي حل وصيفا بعد حصوله على 390 نقطة على متن سيارته نيسان سيلفيا، وخلال الجولة الأخيرة من المنافسات النهائية تساوى عدد النقاط لكل من الحديدي والبلوشي مما اضطر لجنة التحكيم للنظر في نتيجة الجولة الثانية فجاء الحديدي أولا، أما المتسابق طارق الشيهاني فحلّ ثالثا حاصدا 383 نقطة على سيارته نيسان «إس إكس 240» SX240.

وقال العميد المتقاعد سالم بن علي المسكري رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للسيارات: استطاعت الجمعية العمانية للسيارات تحقيق نجاح كبير في تنظيم النهائيات الكبرى لبطولة ريد بُل كار بارك دريفت والذي حظي ولله الحمد بمتابعة غفيرة تجاوزت 10 ملايين متابع عبر قناة أم بي سي أكشن فضلا عن الجمهور الحاضر إلى موقع الحدث، ونتوجه في هذا المقام بجزيل الشكر إلى معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك رئيس الجمعية العمانية للسيارات على الاهتمام الكبير ومتابعته المستمرة لأنشطة وبرامج الجمعية. بينما قال العميد جمال بن سعيد الطائي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للسيارات: إن السلطنة نجحت في تنظيم هذا الحدث الكبير، وقد جاءت التجربة الأولى بتنظيمه في ميناء السلطان قابوس من أروع التجارب التي سعدنا بها، وأمتعت الجمهور، فضلا عن النتيجة التي حققها المتسابقون العمانيون الثلاثة واعتلائهم منصة التتويج.

وأضاف: إن إقامة حدث بهذا الحجم يجعل السلطنة محط أنظار الكثير من المهتمين ويثري الجوانب الرياضية والسياحية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في السلطنة من خلال رفع مكانة المدينة والسلطنة، ويعزز زيادة الاستمرارية والمعرفة بمعالمها السياحية والاعتراف الرياضي الدولي لها كوجهة مفضلة لمثل هذه الفعاليات الرياضية».

وقال سليمان الرواحي، مدير عام الجمعية العُمانية للسيارات: «لقد كان نهائي «ريد بُل كار بارك دريفت» رائعا. وقد وضعت المنطقة والسلطنة، التي استضافت النهائي للمرة الأولى في تاريخها، بالفعل رياضة الدريفت على الخريطة العالمية لرياضة المحرّكات، ونود أن نبني على النجاح الكبير الذي حققته هذه المسابقة لإقامة فعاليات أكثر وأكبر في السلطنة في السنوات القادمة». وقد اصطفت الجماهير في صورة ملحمية يعلوها الهتافات، وارتسم الشغف والحماس على وجوه الآلاف الذين ملأوا المدرجات ينتظرون النتيجة الحاسمة، متطلعين أن يكون لأبناء السلطنة نصيب من منصة التتويج في بطولة تشارك فيها 12 دولة بنخبة أبطالها من رياضة الانجراف، يصرون جميعهم على المراكز الأولى واعتلاء المنصة ورفع أعلام بلدانهم، لكن النتيجة النهائية كانت لا تعرف سوى ثلاثة متسابقين عليهم أن يثبتوا قدراتهم أمام تحديات المسار الصعبة والفنية التي قدمها عبده فغالي مصمم المسار.

السباق الأول

بدأ السباق الأول بدخول بطل الانجراف المصري ماجد مصطفى - 26 عاما صاحب المركز الأول في منافسات ريد بُل كار بارك دريفت بجمهورية مصر العربية، وعلى الرغم من حماسه في اللحظات الأولى تسببت أخطاء في فقدانه بعض النقاط التي لم تمنعه من التأهل للجولة الثانية، وعقب خروج البطل المصري، أشعل الحماس مرة أخرى البطل السعودي سعيد الموري -32 عاما- صاحب الألقاب في رياضة المحركات بالمملكة العربية السعودية وخارجها وعلى متن بي إم دبيلو التي أجرى لها تعديلات لأول مرة بمحرك أمريكي في تلك النهائيات حيث بدا أن تلك التعديلات لم تأت في صالحه بعد تعرضه لعطل فني أخرجه في اللحظات الأولى عند دخوله المسار مما استدعى تدخل الفريق الفني لإخراجه بسيارته التي تعطلت بينما ارتفع حماس الجماهير لتشجيعه، وبعد خروج الموري لم يكن الحظ ليحالف معظم السائقين حيث دخل المسار إيمانويل دهوتمين من جذر مورشيوس خلف مقود نيسان سلفيا حيث اصطدم بعدد من الحواجز والأقمعة ما منعه من التأهل للجولة الثانية بسبب فقدانه الكثير من النقاط، بينما تألق البطل التونسي محمد خليل الخراط الذي أنهى المسار دون أي أخطاء بـ288 نقطة.

ثم كان الجمهور على موعد مع أول متسابق من أبناء السلطنة والأصغر بين جميع المتسابقين وهو هيثم الحديدي صاحب المركز الثاني في التصفيات ريد بُل السلطنة، حيث أشعل هتافات الجماهير وكاد الصفيق أن يسقط المدرجات لكن أداءه الجيد في اللحظات الأولى من المسار لم يمنعه أيضا من الاصطدام بأحد البراميل، ثم أكمل الأداء الرائع البطل الأردني رأفت هارون الذي أنهى المسار دون أي أخطاء تذكر، ومع خروج هارون لم يكن الحظ محالفا ممثل دولة المغرب البطل صاحب الأربع وعشرين عاما حيث وقع أيضا بالكثير من الأخطاء التي منعته من التأهل للسباق الثاني في التصفيات النهائية لبطولة ملك الانجراف. أما المتسابق القطري عبدالرحمن فخرو والذي لم يقض سوى عام واحد في منافسات الانجراف فقد أنهى المسار دون أي أخطاء تذكر وذلك على متن سيارة موستانج أدى بها أداء جيدا، كما أدى المتسابق الكويتي مسيار أبو شيبة أيضا أداء جيدا وأنهى المسار دون أي أخطاء، بينما لم يحالف الحظ المتسابق الإماراتي هيثم الزعابي للاستمرار بسبب الكثير من الأخطاء والاصطدام بعدد من الحواجز التي أحالت دون تأهله للسباق الثاني، ثم جاء دور المتسابق اللبناني أحمد كركي -31 عاما الذي لم يتأهل أيضا للسباق الثاني. بينما استطاع المتسابق البحريني سلمان عبدالله على متن نيسان سيلفيا أن يتجاوز تحديات المسار الصعبة والتأهل للسباق الثاني من التصفيات النهائية.

ومع نهاية السباق الأول لم يتبق سوى اثنين من المتسابقين العمانيين الذين انتظرهم الجمهور بحماس منقطع النظير، وتساؤلات حول من منهما سوف يكون صاحب المركز الأول حيث كان من الصعب التكهن بمن سيعتلي منصة التتويج منهم، حيث دخل صاحب البطولة لأربعة أعوام على التوالي النجم علي البلوشي ساحة الاستعراض بميناء السلطان قابوس تهتز تحت إطارات سيارته لكن خطأ صغيرا كان سببا في فقدانه بعض النقاط فبالرغم من مروره بـ«البوكسين» الأول والثاني دون أي أخطاء ونقطة «الكليب بوينت» التي قدمها بشكل رائع اصطدم في اللحظات الأخيرة بعدد من الأقماع التي أفقدته الكثير من النقاط، وجعلت منافسه طارق الشيهاني يتقدمه حيث أنهى الأخير السباق بخطأ ضئيل لا يذكر.

السباق الثاني

وقبل إعلان نتائج السباق الأول قام بطل رياضة المحركات ومصمم المسار عبده فغالي بتقديم استعراض ألهب حماس الجماهير الذين انتظروا نتائج السباق الأول والمتأهلين للمرحلة التالية وهم 8 متسابقين فقط من 14 متسابقا استطاعوا الاستمرار رغم صعوبات المسار حيث تأهل كل من طارق الشيهاني من السلطنة، ورأفت هارون من الأردن، وهيثم الحديدي احتلوا المراكز الثلاثة الأولى على التوالي، بينما جاء في المركز الرابع سلمان عبدالله من البحرين، والخامس مسيار أبو شيبة من الكويت، وجاء في المركز السادس عبدالله البلوشي من السلطنة، والسابع ماجد مصطفى من مصر، والثامن محمد خليل الخراط من تونس. وكان على المتأهلين أن يبذلوا أقصى ما بوسعهم لاعتلاء منصة التتويج حيث تأهل منهم 4 فقط للمرحلة الثالثة والأخيرة من السباق، وكان على المتبقين أن يحاولوا تعويض النقاط التي فقدوها من أخطاء السباق الأول لا سيما وأن بعضهم فقد التحكم بسيارته في منطقة «الأقماع» من المسار. وقبل بدء السباق قدم بطل الدريفت العالمي أحمد دحام استعراضا هائلا بسيارته.

وبدأ السباق الثاني بدخول البطل التونسي محمد الخراط الذي لم يستطع الصمود وعلى الرغم من أدائه في السباق الثاني كان افضل من الأول لكنه لم يستطع التأهل للمرحلة الأخيرة من السباق بسبب اصطدامه بالأقمعة، كما أنهى المتسابق المصري ماجد مصطفى المسار دون أخطاء تذكر، بينما استطاع علي البلوشي أن يعدل نتائجه ويرفع من رصيد نقاطه لينهي المسار بأداء فوق الممتاز، بينما تراجع كل من سلمان عبدالله من البحرين ومسيار أبو شيبه من الكويت بعد أخطاء وقعا بها أثناء السباق ليعلنا انسحابهما، أمام البطل العماني الأصغر سنا هيثم الحديدي، والأردني رأفت هارون اللذين أنهيا السباق دون أي أخطاء. ليصعبا المهمة أمام الشيهاني - المتسابق العماني - الذي اصطدم بأحد البراميل حيث أفقدته عددا من النقاط ليفتح الباب مرة أخرى أمام منافسه ليتقدم عليه مرة أخرى.

السباق الثالث

احتدمت المنافسات وبلغت ذروتها مع دخول السباق الثالث، فمن من الـ8 متسابقين استطاع التأهل لا سيما وأن معظمهم حاول أن ينهي المسار دون أي أخطاء ليرفع من رصيده.. وكانت المفاجئة عندما أعلنت لجنة التحكيم أن المتسابقين العمانيين الثلاثة استطاعوا أن يصلوا إلى السابق الثالث من المنافسات النهائية لريد بُل كاربارك دريفت، وبصحبتهم البطل الأردني رأفت هارون بينما لم يتأهل من السباق الثاني سلمان عبدالله من البحرين، ومسيار أبو شيبة من الكويت وماجد مصطفى من مصر، ومحمد خليل الخراط من تونس.

وبدأ السباق الثالث بدخول طارق الشيهاني الذي كان أمام تحد كبير ليدافع عن رصيده من النقاط والتقدم من المركز الرابع وكان عليه أيضا أن يتجنب الوقوع في الأخطاء الصغيرة وإنهاء المسار بتوقيت يمكنه من الصعود على منصة التتويج ورغم التوتر الشديد الذي عاناه البطل العماني لكنه استطاع أن يحافظ على رصيده من النقاط وإنهاء المسار، لكن الرهان لم يكن في السباق الأخير على عدم الوقوع في الأخطاء فقط ولكن الأداء والسرعة كانا عاملين مهمين في حسم مصير المتسابقين حيث أنهى أيضا المتسابق الأردني هارون السباق بمهارة عالية، ودخل علي البلوشي المسار وأنهاه في توقيت قياسي بأداء امتع المشاهدين، وكان آخر المتسابقين الحديدي الأصغر سنا حيث قدم افضل ما لديه ليؤكد إصراره على اعتلاء منصة التتويج بين الأبطال.

وكانت النتيجة النهائية متوقعة بسيطرة المتسابقين العمانيين على منصة التتويج لا سيما أمام الأداء الرائع الذي قدموه حيث لم يخذلوا المئات من الجماهير التي حضرت من كافة محافظات السلطنة، حيث توج المتسابق الأصغر سنا من بين جميع المتسابقين الحديدي بالمركز الأول، بفارق نقاط 390 نقطة، بينما جاء علي البلوشي في المركز الثاني بـ390 نقطة، ليتقدم على طارق الشيهاني الذي احتل المركز الثالث.

سعادة كبيرة

وبعد فوزه، عبّر الحديدي قائلاً: «أشعر بسعادة عارمة، لأني لم أكن أتوقّع أن أفوز، إنه شعور لا يوصف أن يعتلي ثلاثة عُمانيين منصة التتويج هذه السنة. مستوى المنافسة كان عاليا وجميع الدريفت قدّموا عروضاً شيّقة. لقد حصلت على شهادة السياقة منذ ثلاثة أشهر فقط لذلك فإني بغاية السعادة الآن. وأنا أعتقد أنه إذا كنت تحبّ ما تفعله فإنك تقوم بالمستحيل لتنجح به». ومن جهته قال علي البلوشي: «أنا سعيد بحصولي على المركز الثاني وقد حافظت على مستواي في مسابقة «ريد بُل كار بارك دريفت» لثلاثة أعوام متتالية. إنها فرحة عُمانية لا تُوصف لمواهب في السلطنة ظهرت على منصة التتويج، فبصراحة، لم أكن أتوقّع ذلك». ويقول طارق الشيهاني، صاحب المركز الثالث: «لقد توقّعت نتيجة هذا العام».

لجنة التحكيم

وقد تألّفت لجنة تحكيم مسابقة «ريد بُل كار بارك دريفت» من بطل سلسلة فورمولا الدريفت2011 الياباني داي يوشيهارا، والأوكراني عضو فريق ريد بُل الرياضي ألكساندرجرينشوك، وسائق الدرِفت المحترف منذ عام 2004 الياباني كينشيرو جوشي، بالإضافة إلى ىسائق الراليات العُماني خالد المنجي. وقام بتصميم المسار الخاص «ملك الدريفت» وعضو فريق ريد بُل الرياضي عبدو فغالي، وتمّ تقييم سائقي الدريفت بناء على معايير مفصّلة تضمّنت: مهارات سائق الدريفت (80 نقطة)، وصوت السيارة (40 نقطة)، ودخان الإطار (40 نقطة)، والصندوق (40 نقطة)، ومظهر السيارة وتصميمها (60 نقطة)، ونقطة اللمس «الكليبنج بوينت» وهي مدى الاقتراب من الحواجز دون الاصطدام بها (60 نقطة). وفي هذا السياق قال خالد المنجي عضو لجنة التحكيم: لقد كانت المنافسات شرسة وجميع المتسابقين أدوا بشكل جيد مما صعب المهام على لجنة التحكيم لا سيما مع السباقين الثاني والثالث الذي حاول فيه جميع المتسابقين تحقيق نقاط جيدة، ولكننا في جميع الأحوال نستطيع أن نقول إن أبناء السلطنة استحقوا اعتلاء منصة التتويج بجدارة».