المنوعات

السباحة سلاح أطفال من ذوي الإعاقة في وجه الإقصاء

09 ديسمبر 2016
09 ديسمبر 2016

ساراييفو «أ.ف.ب»: - يمارس إسماعيل ابن الأعوام الستة المولود من دون ذراعين السباحة في المسبح الأولمبي في ساراييفو، بعدما تعلم هذه الرياضة على يد مدربه الذي يكافح ضد التراخي الرسمي إزاء تعزيز حقوق ذوي الإعاقة في البوسنة.

وقد نظمت الأمم المتحدة السبت الماضي اليوم العالمي لذوي الإعاقة والذي يرمي من بين أهدافه الى تحسين قدرة أفراد هذه الفئة في الحصول على الخدمات الاجتماعية. غير ان الطريق أمام تحقيق هذه الغاية لا تزال طويلة في البوسنة التي يعتبر حوالي 10 % من سكانها على انهم من ذوي الإعاقات. ويتنقل إسماعيل برفقة والديه ثلاث مرات أسبوعيا ذهابا وإيابا الى العاصمة البوسنية من مدينة زنيتسا الصناعية الواقعة على بعد 70 كيلومترا الى الشمال، ما يكبد عبئا ماليا كبيرا على الأب العامل البسيط وزوجته العاطلة عن العمل.

ويتقاضى إسماعيل مساعدة شهرية من الدولة قدرها 400 مارك بوسني (220 دولارا) أي نصف الراتب الوسطي في البوسنة لكونه من ذوي الإعاقة . غير ان هذا المبلغ غير كاف اذ ان الوالدين يؤكدان انه يستخدم لتغطية قيمة شراء المعدات الطبية ودفع أتعاب المساعدين. غير أن إسماعيل بات يسبح بمفرده بفضل مدربه عامل كابو (30 عاما) مع بضعة متطوعين من طلاب الرياضة في ساراييفو.

ويصطف خلف إسماعيل سبعة فتيان وفتيات قرب حوض السباحة واضعين مناشف حول أجسامهم فيما بعضهم يعرج. هؤلاء هم السباحون اليافعون في «سبيد»، نادي السباحة الوحيد للأطفال من ذوي الإعاقة في البوسنة.

ويروي مدرب السباحة عامل كابو أنه رصد هؤلاء الأطفال الذين كانوا يأتون الى الحوض من دون أي مواكبة مختصة. وقد أنشأ في فبراير ناديا لهؤلاء بعدما اقتنع ان أحدا لن يرفض دعم مثل هذا المشروع خصوصا من جانب السلطات. لكنه مخطئ في هذا الأمر، على رغم تلقي مساعدة فريدة قدرها حوالي 1100 دولار من وزارة الثقافة، وهي المساعدة الرسمية الوحيدة. هذه المدرسة لتعليم السباحة مجانية. غير ان الفاتورة الشهرية لاستخدام المسبح البلدي تناهز 700 دولار. وهو مبلغ تدفعه شركتان إحداهما متخصصة في الاتصالات والأخرى في الصناعات الدوائية بعدما نجح المدرب الشاب في إقناعهما بفائدة التمويل.