العرب والعالم

«أوكسفام» تحذّر من خطر جوع كارثي في اليمن

08 ديسمبر 2016
08 ديسمبر 2016

11 حالة وفاة جرّاء الكوليرا واغتيال قيادي في حزب الإصلاح -

صنعاء-عمان- جمال مجاهد-(د ب أ) -

حذّرت منظّمة «أوكسفام» من أن سكان اليمن يعيشون في خطر جوع كارثي وذلك في ظل استمرار انخفاض معدّلات الاستيراد للمواد الغذائية في بلاد مزّقتها الحرب.

وكانت «أوكسفام» قد حذّرت في أغسطس الماضي من أن كمية المواد الغذائية المستوردة إلى اليمن قد انخفضت إلى أقل من نصف المستوى المطلوب لإطعام المواطنين في اليمن.

وأوضحت أن الحرب المستعرة منذ أكثر من عشرين شهراً بين قوات التحالف التي تقودها السعودية والحكومة اليمنية ضد «أنصار الله» والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح قتلت وجرحت أكثر من 40 ألف يمني وأجبرت أكثر من ثلاثة ملايين شخص على الفرار من منازلهم ودفعت بالاقتصاد إلى حافة الانهيار.

وطالبت منظّمة «أوكسفام» قوات التحالف برفع القيود المفروضة على الاستيراد والسماح بزيادة دخول المواد الغذائية وغيرها من الواردات الأساسية إلى اليمن.

ودعت جميع أطراف النزاع للاتفاق على وقف إطلاق النار وتأمين عبور المواد الغذائية التي يتم نقلها في جميع أنحاء اليمن لتصل إلى المحتاجين.

كما طالبت المنظّمة الدول الغنية بزيادة دعم جهود الأمم المتحدة والتي هي بحاجة إلى 686 مليون دولار.

وقال الرئيس التنفيذي لمنظّمة «أوكسفام» في بريطانيا مارك غولدرينغ في بيان أن «يتم تجويع اليمن ببطء حتى الموت».

في بداية الأمر فرض حصار على الموانئ وعندما تم رفع جزئي لهذا الحصار تم قصف الرافعات في الموانئ، ثم المستودعات، ثم الطرق والجسور.

هذا ليس بالصدفة، هذا أمر ممنهج. وأضاف غولدرينغ «اقتصاد اليمن ومؤسساتها وقدرتها على إطعام ورعاية شعبها كلها تقف على حافة الانهيار.

هناك متّسع من الوقت لتدارك الموقف قبل أن نشهد جوع مزمن قد يصل إلى مستوى مجاعة واسعة النطاق. القتال يجب أن يتوقّف وطرق الإمدادات الأساسية من الغذاء والوقود والدواء يجب أن تفتح.

يتوجّب على بريطانيا باعتبارها واحدة من الداعمين الرئيسيين لهذه الحرب الوحشية إلى التوقّف عن بيع الأسلحة وعن تقديم الدعم العسكري للسعودية، على بريطانيا أن تساعد في وضع اليمن على طريق السلام». ويذكر أن اليمن كانت تعتمد قبل اندلاع الحرب على استيراد ما يقرب من 90% من الغذاء من الخارج.

ومع تأثّر قطاع الزراعة بشكل كبير جرّاء القتال أصبح هناك اعتماد أكبر على استيراد المواد الغذائية. فالقيود المفروضة على الشحن والتي يتم من خلالها معاقبة السكان اليمنيين وتدمير العديد من مرافق الميناء من قبل قوات التحالف يعني أن تلبية الاحتياجات الغذائية في اليمن قد وصلت إلى مرحلة حرجة.

ووفقاً للمنظّمة ففي نوفمبر 2015 كانت اليمن تستورد ما هو مطلوب لتلبية احتياجاتها ولكن في شهر أكتوبر من العام الحالي انخفضت نسبة الاستيراد إلى 40% من احتياجاتها. فإذا بقى الحال على ما هو عليه دون رفع القيود المفروضة على الاستيراد فمن المرجّح أن عمليه الاستيراد ستتوقّف بشكل كلي بحلول شهر أبريل من العام المقبل.

كما أن انخفاض قدرة الموانئ على التعامل مع البضائع تعني أن السفن التجارية عليها الانتظار لفترات طويلة في المرسى قبل أن أن تتمكّن من إفراغ حمولتها على الرصيف. ففي نوفمبر الماضي كان متوسّط التأخير في الموانئ في شمال غرب اليمن تتراوح ما بين 53 يوماً في «الصليف» و23 يوماً في الحديدة.

وأشارت «أوكسفام» إلى أن هناك بعض عمليات التهريب للمواد الغذائية في السوق السوداء عبر الحدود البرية بين اليمن والمملكة العربية السعودية. وهذا يوفّر تلبية لبعض الحاجة ولكن ليس على نطاق كاف. وبحسب دراسة للأمم المتحدة في سوء التغذية، فإن أكثر من 14 مليون شخص «نصف سكان اليمن» يعانون من «انعدام الأمن الغذائي» ولا يملكون مصدر كاف لتوفير الغذاء.وحذّر برنامج الأغذية العالمي أن الرقم قد يرتفع إلى 21 مليون شخص. وأكدت «أوكسفام» أنه «بدون شك، المواطنين هم الأكثر تأثّراً بالأزمة حيث ازدادت أسعار المواد الغذائية «أسعار الحبوب إلى أكثر من 50% من مستويات ما قبل الأزمة»، وهذا سببه انخفاض الدخل». ويذكر أن نحو 31% من القوة العاملة من موظّفي الخدمة المدنية لم يتلقّوا رواتب أو قد تلقّوا مبالغ غير كافية في الأشهر الأخيرة. والأشخاص الأكثر ضعفاً من السكان هم 1.5 مليون نسمة ممّن كانوا يعتمدون على نفقات الرعاية الاجتماعية، فهم أيضاً لم يتلقّوا أي دفعات منذ بداية الأزمة منذ أكثر من عام.

وإلى جانب أزمة الواردات الغذائية، هناك أيضاً أزمة استيراد الوقود. فاليمن كانت تعتبر مصدراً للوقود لكنها أغلقت خطوط الإنتاج بسبب الحرب.

ومؤخّراً، تجدّدت بعض عمليات إنتاج النفط في ميناء عدن ولكن بالمجمل تعتمد البلاد في الوقت الراهن على واردات الوقود وتستورد ربع ما يحتاجه اليمن.ولفتت «أوكسفام» إلى أنه «عندما يتوفّر الغذاء في اليمن هناك تحدّي آخر وهو توزيعه إلى المناطق الأكثر حاجة. من جانبهاأعلنت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية أن إجمالي حالات الوفاة جرّاء مرض الكوليرا بلغ 11 حالة وجرّاء الإسهالات 78 حالة، فيما بلغ إجمالي الحالات المشتبه إصابتها بالإسهالات 9020 حالة منها 138 حالة بالكوليرا في 44 مديرية من 15 محافظة.

وأوضح مدير عام مكافحة الأمراض والترصّد الوبائي بوزارة الصحة الدكتور عبد الحكيم الكحلاني في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله»، أن الوزارة عملت بالتعاون مع وزارة المياه والبيئة ومنظّمة الصحة العالمية واليونيسيف على احتواء الوباء من خلال تكثيف الترصّد للحالات وتشخيصها مخبرياً ومعالجتها ومعالجة المخالطين.

وأشار إلى أنه تم افتتاح 29 مركزاً علاجياً في المرافق الصحية وكلورة مياه الشرب في تلك بالمديريات، مؤكداً استمرار حملات التوعية الصحية في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام للتعريف بأهمية الوقاية الشخصية وغسل الخضروات قبل الأكل. كما اغتال مسلحون مجهولون قيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)، في محافظة حضرموت شرق اليمن. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن مسلحين مجهولين اغتالوا القيادي خالد العرماني أمس الأول، بعد أن نصبوا كمينا مسلحا لسيارته أثناء مروره في الطريق العام بمنطقة «العبر» القريبة من الحدود اليمنية مع المملكة العربية السعودية، ما أدى إلى مقتله وإصابة اثنين من مرافقيه. وبحسب المصادر، فقد لاذ المسلحون بالفرار في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تنفيذ ذلك الهجوم.

والعرماني هو عضو «هيئة الشورى» للحزب في محافظة أبين، جنوب اليمن، وعضو القيادة التنفيذية للحزب في مديرية «مودية» في المحافظة ذاتها.