تنظيف الشعاب المرجانية بمسندم بمشاركة أكثر من 70 غواصا

حملة تهدف لاستدامة موارد البيئة البحرية -

بخاء - أحمد بن خليفة الشحي -

نفذت إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم بالتعاون مع قاعدة مسندم البحرية، والشركات السياحية، وأندية الغوص، والفرق التطوعية حملة لتنظيف بيئات الشعاب المرجانية دشن الحملة سعادة الشيخ راشد بن سعيد بن سيف الكلباني والي خصب بحضور عدد من أعضاء المجلس البلدي بالمحافظة. نفذت الحملة بدعم من شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج وشملت الحملة المناطق البحرية التابعة لولاية خصب وهي (رأس حيوت، ورأس حمصي، وجزيرة حمصي، ورأس فنخة، ورأس غب علي)، وذلك بمشاركة فريق الغوص بنادي غواص رأس مسندم، وفريق مسندم للاستكشاف، وفريق الغوص العماني وغواصي البحرية السلطانية العمانية، وفريق أسماك الإمارات، وفريق دبي التطوعي، وفريق همرهيد، وفريق صقور الإمارات التطوعي وفريق الإنقاذ وحماية البيئة البحرية بمصر وجمعية الإمارات للغوص والفرق التطوعية بالولاية، حيث بلغ عدد الغواصين في هذه الحملة أكثر من سبعين غواصًا، وقد تم خلال هذه الحملة إزالة العديد من شباك الصيد القديمة والتالفــة، وأقفاص الصيد، والمخلفات العالقـة بهذه المواقع التي تمثل أكبر الأضرار بالنسبة لأنواع كبيرة من أحياء البيئة البحرية الفريدة التي تعيش في مثل هــذه المــواقع، حيث إنهـــا تعلـق في تلك الشباك وتموت فيها، مما يشكل خطرًا كبيرًا على أنواع كثيرة من الأحياء البحرية.

فرصة للتغيير

(عمان) التقت المهندس طارق بن حسن بن علي المعمــري مديـر إدارة البيئـة والشــؤون المناخيـة بمحافظة مسندم وحاورته حول هذه الحملة حيث أشار إلى أن هذه الحملة ضمن الجهود التي تقوم وزارة البيئة والشؤون المناخية للحفاظ على مفردات البيئة في مختلف مكوناتها الجبلية والسهلية والبحرية بهدف الحفاظ على توازن النظام البيئي وذلك لاستدامة مواردها الطبيعية للأجيال القادمة مضيفا بأننا نهدف من هذه الحملة نشر الوعي البيئي بين أوساط المجتمع، و تحقيق مشاركة القطاعات المجتمعية في نشر ثقافة الحفاظ على بيئة عُمان نظيفة تحت شعار (بيئتنا وطن فحافظوا عليها)، وتعتبر مثل هذه الأنشطة فرصًا مثاليةً من أجل إحداث تغيير إيجابي يخدم البيئة البحرية من خلال إزالة الملوثات التي تفسد جمال الطبيعة، وتؤثر عليها سلباً، في حين تخدم الحملة كجهد جماعي نوعي يسهم في زيادة الوعي العام بالقضايا البيئية المختلفة المحيطة بهم وتمنحهم الحلول العملية التي تمكنهم من إحداث تغيير إيجابي للتغلب على المشكلات التي تهدد سلامة بيئتهم المحلية مضيفًا إن هناك جهودا تبذل من قبل وزارة البيئة والشؤون المناخية والدوائر بالمحافظات للحفاظ على مفردات الحياة الفطرية في البيئة البحرية بهدف استدامة الموارد التي تحقق التوازن لضمان استمرارية هذا النظام الأيكولوجي من التدخل الغير السليم من قبل الإنسان من خلال شباك الصيد التالفة والأقفاص التي تشكل تهديدًا رئيسيا للقضاء على الشعاب المرجانية والأسماك والرخويات وتهدد الجمال الطبيعي لهذه المواقع التي تعد موقع تكاثر الأسماك وموقع للجذب السياحي لهواة الغوص للاستمتاع بتعدد أنواع هذه المنظومة الفريدة بمحافظة مسندم

عبدالواحد بن حسن بن علي الكمزاري رئيس قسم صون الطبيعـــة بإدارة البيئـــة والشــؤون المناخيـة بمحافظة مسندم أشار إلى أن محافظة مسندم تعد موطناً ذا تراث أحيائي وطبيعي لما تتميز بها من شواطئ ذات رمال بيضاء ناصعة والمنحدرات الصخرية بالإضافة إلى التنوع الفريد في الشعب المرجانية ذات الألوان الخلاّبة والسلاحف التي اتخذت منها موطنًا آمنًا لوضع بيضها، والطيور المهاجرة والمحليّة المحلقة فوق سمائها، كل هذه المقومّات تجعل المحافظة في صدارة المناطق المبهرة للكثير من محبي البيئة وروّاد الغوص من داخل السلطنة وخارجها والذين يبحثون عن المتعة التي تجمع شغف المغامرة وحب الاستكشاف لذا وجب علينا نحن كمختصين بمجال صون الطبيعة أن نقوم برسم الخطط التي تساهم في حماية الأحياء البحرية، وتنفيذها بشكل دوري مع ضرورة إشراك المجتمع والشركات السياحية في هذا الجانب.

مستوطنات الشعاب المرجانية

الغواص الدكتور الوليد البرماني من فريق الغوص العماني قال تتميز محافظة مسندم بالعديد من المواقع البيئة الجملية نظرًا للأخوار العميقة والجزر المتناثرة و تعتبر الشعاب المرجانية ذات نظام بيئي متكامل ولها أهمية كبيرة وقيمة اقتصادية وطبيعية واجتماعية وسياحية، حيث إنها تأوي العديد من الأسماك والأحياء البحرية، كما أن مستوطنات الشعاب المرجانية تعتبر حدائق غناء يرتادها كثير من السياح وهواة الغوص لما تتميز به من مناظر خلابة وأحياء بحرية متنوعة، واستمتعت كثيرًا حين شاهدت حطام أحد السفن القديمة عند منطقة رأس حمصي والتي تحيط بها مجموعة متنوّعة من الكائنات البحرية حيث شكّل هذا الحطام بيئة ملائمة لنمو المرجان والإسفنج وغيرها من الأحياء البحرية، وما يسعدنا أكثر نحن فريق الغوص العماني هي مشاركتنا في هذه الفعالية البيئية، وخاصة في هذا الجزء الفريد من عماننا الحبيبة.

ثروات طبيعية

المدرب علي بن حمد الشعيلي صاحب شركة غواص رأس مسندم قال في لقاء معه: إن محافظة مسندم تعد من أكثر وجهات الغطس شهرة في المنطقة، وتمتاز المحافظة بالتنوع الكبير في حياتها البحرية واحتوائها على العديد من الجرُف البحرية والجزر الصغيرة والخلجان والكهوف التي تتنوع فيها الحياة البحرية والمرجانية الفريدة، وتستقطب هذه الثروات الطبيعية الكثير من هواة رياضة الغوص، وتشد أنظار المحترفين في هذا المجال نحو سحر أعماق البحار التي تطل عليها وتدعوهم لخوض تجربة مختلفة تحت مياهها وكهوفها وما يخبئه قلب المضيق من أسرار وحكايات، وأنا سعيد جدًا اليوم أن أكون مشاركًا ضمن هذا الفريق الرائع الذي بادر بالتطوع وساهم في الحفاظ على الثروات البحرية بالمحافظة.

تضاريس متنوعة

الغواص صالح بن محمد الظهوري من فريق أسماك الأمارات أشار في لقاء معه إلى أن البيئة البحرية بمسندم تعتبر من أغنى البيئات لما تتوفر بها من تضاريس متنوعة تزخر بالعديد من أنواع الأسماك والكائنات البحرية المختلفة بالإضافة إلى أندر وأروع أنواع الشعاب المرجانية تستدعي المحافظة عليها وحمايتها من كافة التهديدات، الغواص لؤي عصام عالية من فريق همرهيد للغوص قال: إن محافظة مسندم غنية بالمناظر الطبيعية و الأماكن البيئية الرائعة ودائمًا ما يرغب السائح بزيارة الجزر والمناطق البحرية بمسندم فهو مكان مثالي لتستمتع به بالكثير من المناظر الطبيعية والجبال والجروف الصخرية والأخوار الغنية بالعديد من الشعاب المرجانية النادرة، وهي من الأماكن التي تتمتع بأهمية كبيرة بين زوار عمان، وتعد من أبرز معالم السياحة البيئية فهي منطقة خاصة للسباحة والغوص.

تكريم المشاركين

هذا وقد تم تكريم جميع المشاركين سواء بالدعم أو المشاركة الفعلية بحملة تنظيف بيئات الشعاب المرجانية حيث قام سعادة الشيخ راشد بن سعيد بن سيف الكلباني والي خصب الذي دشن حملة تنظيف بيئات الشعاب المرجانية بتوزيع شهادات التقدير والمشاركة لكل من ساهم في هذه الحملة، كما أعرب مدير إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم عن شكــره وتقديره لشركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج وللجهات الحكومية والعسكرية ولجميع الفرق التطوعية، ومراكز الغوص ولجميع المشاركين والمتطوعين من أبناء الولاية الذين ساهموا في نجاح هذه الحملة وحماية البيئة البحرية وتنميـة مواردها وثرواتها الحية.