856884
856884
مرايا

د.إغراء مطشر: اكتشاف الحمل خارج الرحم مبكرا ينقذ حياة المرأة

07 ديسمبر 2016
07 ديسمبر 2016

تعد حالة طبية طارئة وخطيرة -

كتبت - مروه حسن -

الرحمُ هو عضوٌ تناسلي مهمٌ خاص بالأنثى، إنَّه المكانُ الذي ينمو فيه الطفل عندما تكون المرأةُ حاملاً، أمَّا إذا كان لدى المرأة حملٌ خارج الرحم، عندئذٍ تنمو البويضة الملقَّحة في مكانٍ غير اعتيادي، وهو خارج الرحم، ويكون هذا المكان هو قناة فالوب أو البوق الرحمي عادةً؛ و تكون نتيجةُ ذلك هي الإجهاض، لذا توضح الطبيبة العامة بمجمع البشرى التخصصي د. إغراء جاسم مطشر أن الحمل خارج الرحم يشكِّل حالةً طبِّية طارئة في حال حدوث تمزُّق، وتتضمَّن علامات الحمل خارج الرحم ما يلي: ألم في البطن، شعور بالدوخة أو إغماء، ألم في الكتف، نزف في المهبل.

وأضافت د.إغراء: لذا ينبغي على الحامل أن تحصلَ على رعاية طبِّية فورية في حال وجود هذه العلامات، ويلجأ الأطبَّاءُ إلى الأدوية أو الجراحة لإزالة الأنسجة خارج الرحم حتَّى لا تُلحِق ضرراً بأعضاء المرأة، وتمضي الكثيراتُ من النساء اللواتي لديهن حملٌ خارجَ الرحم بالحصول على حملٍ صحِّي في وقتٍ لاحقٍ من حياتهن.

وذكرت أيضا أن الحمل خارج الرحم يشكِّل حوالي 1% من جميع حالات الحمل، وتكون حالاتُ الحمل خارج الرحم غيرَ ناجحة، بحيث لا تنمو البويضةُ الملقَّحة لتصبح طفلاً. ويشكِّل الحملُ خارجَ الرحم حالةً طبِّيةً خطرةً يمكن أن تؤدِّي إلى مضاعفات، وحتَّى إلى الموت، ما لم يتم الكشفُ عنها ومعالجتها.

ويمكن الحصولُ على حملٍ صحِّي في المستقبل بعدَ حدوث الحمل خارج الرحم إذا أمكنَ الكشفُ عن هذا الأخير، ومعالجته في وقتٍ مبكِّر، وايضا من خلال تقديم برنامج تثقيفي، ويقوم هذا البرنامجُ التثقيفي بشرح مفهوم الحمل خارج الرحم. فيناقش أسبابَه وعوارضه وعوامل الخطر، كما يشمل البرنامجُ كيفيةَ تشخيص الحمل خارج الرحم وكيفيَّة معالجته.

وأضافت: هناك وظيفتان للمبيضين، الأولى هي إنتاج الهرمونات المتخصِّصة، مثل هرمون الإستروجين وهرمون البروجستيرون، وتكمن الأهمِّيةُ الشديدة لهذه الهرمونات في تنظيم الوظيفة الثانية للمبيض، وهي: الإباضة أو إطلاق البويضات اللازمة للتناسل، كما تقوم هذه الهرموناتُ بتحضير البطانة الداخلية للرحم لإكمال الحمل، تشبه الرحم شكلَ الكمثرى، ويبلغ قياسُها حوالي 3 بوصات في الطول، وحين يجري إطلاقُ البويضة، تنزل إلى الرحم عبر قناة فالوب، فإذا لم تُلقَّح البويضة، يجري تصريفها والبطانة الداخلية للرحم إلى خارج الجسم في أثناء فترة الحيض، أمَّا إذا حصل الحمل، فيبقى الجنين داخل الرحم حتَّى الولادة، ويمكن للرحم أن تكبُرَ في الحجم كثيرٍاً لاستيعاب حجم الجنين المتنامي.

الحمل المنتبذ

وذكرت د. إغراء مطشر أن الحمل المنتبذ هو الحمل الذي يبدأ خارج الرحم، وهو حملٌ غير اعتيادي، حيث لا يمكن أن تنمو البويضةُ الملقَّحة لتصبح جنيناً معافى، ويحدث الحملُ خارج الرحم في معظم الحالات عندما تعلق البويضةُ الملقَّحة على إحدى قناتي فالوب. ولكن في حالاتٍ نادرةٍ، يمكن أن يحدث حملٌ خارج الرحم في المبيض أو فوق قناة فالوب أو في عنق الرحم عند الفوهة السفلية للرحم. وفي حالاتٍ نادرةٍ جداً، قد يحدث الحملُ خارج الرحم في البطن.

ونستعرض في البرنامج التثقيفي النوعَ الأكثر شيوعاً للحمل خارج الرحم، وهو الحملُ خارج الرحم الأنبوبي، والذي يحدث في إحدى قناتي فالوب في حالاتٍ نادرةٍ، يومكن أن تحلَّ مشكلةُ الحمل خارج الرحم نفسَها بنفسِها، وفي حالاتٍ أخرى، تستمرُّ البويضةُ الملقَّحة بالنموِّ في قناة فالوب، ويمكن أن يتسبَّب نموُّ الخلايا المتزايدة في قناة فالوب بانفجار هذا الأخير، وهذه حالةٌ طارئة قد تؤدِّي إلى نزف داخلي حاد، ويمكن أن يكونَ انفجارُ قناة فالوب أمراً مميتاً، ولكنَّ العنايةَ الطبِّية الفورية كفيلة بتأمين معالجة ناجحة لقناة فالوب المنفجرة أو المتمزِّقة. وتتمتَّع الحاملُ بفرصٍ أفضل للحصول على حملٍ صحِّي في المستقبل كلَّما بكَّرت بمعاجلة الحمل خارج الرحم، وتمضي الكثيراتُ من النساء اللواتي أُصبن بحمل خارج الرحم بالحصول على حملٍ صحِّي في وقتٍ لاحقٍ من حياتهن.

الأسباب

وتشير الطبيبة العامة بمجمع البشرى التخصصي الى أنه يحدث الحملُ خارج الرحم في غالب الأحيان بسبب حالةٍ تقوم بإبطاء أو منع حركة البويضة الملقَّحة في أثناء انتقالها من المبيض إلى الرحم عبر قناة فالوب (البوق الرحمي)، كما يمكن للندبات أن تسدَّ إحدى قناتي فالوب، ممَّا قد يوقف حركةَ البويضة الملقَّحة، وتحصل الندباتُ نتيجة عدوى سابقة في قناة فالوب. كما أنَّها قد تحصل بسبب جراحة سابقة في البطن أو بسبب حمل سابق خارج الرحم، وأيضا يمكن للتغيُّرات الهرمونية أن تبطئ من حركة البويضة، كما يمكن للتدخين أن يؤثِّر في حركة البويضة الملقَّحة.

الأعراض

وأضافت: من الضروري الكشفُ عن الحمل خارج الرحم في وقتٍ مبكِّر، الأمر الذي ينقذ حياةَ الأم، ويجعل بالإمكان الحصول على حملٍ صحِّي في المستقبل. ويبدأ الحملُ خارجَ الرحم مثل الحمل الطبيعي، فلا يوجد أيَّةُ علامات خاصَّةٍ تدلُّ عليه في الأسابيع الأولى، كما يبدأ الحملُ خارج الرحم مثل أيِّ حملٍ آخر مع غياب الدورة الشهرية والغثيان والشعور بالتعب وانتفاخ الثَّديين، وتكون نتيجةُ اختبار الحمل إيجابية.

وبعدَ مرور أسابيعٍ قليلةٍ على الدورة الشهرية الأخيرة للحامل، يمكن أن تلاحظَ الأمُّ الحامل نزفاً مهبلياً خفيفاً أو ألماً في البطن أو آلام التشنُّج (آلام تشبه آلام الطمث) في جهةٍ واحدةٍ من الحوض، وينبغي على الحامل تحديد موعد لرؤية الطبيب في حال ملاحظة هذه العلامات، التي بدورها قد تكون علامات لمشاكل أخرى أيضاً، فمن الممكن أن يؤدِّي الحملُ خارج الرحم إلى انفجار إحدى قناتي فالوب، الأمر الذي يُعدُّ حالةً طبِّية طارئة تهدِّد حياتها.

وتشمل علاماتُ انفجار قناة فالوب ما يلي:

• ألما حادا وطاعنا في الحوض أو في البطن.

• نزفا مهبليا حادّا.

• ألما في الكتف.

• شعورا قويا بالضغط في أسفل البطن والمستقيم، وشعورا بالحاجة إلى التغوُّط دون التمكُّن من فعل ذلك.

• شعورا بالوهن أو الدوخة أو الإغماء.

فينبغي طلبُ العناية الطبية على الفور في حال وجود أعراض انفجار قناة فالوب.

عواملُ الخطورة

يعرف العلماء والأطبَّاء عواملَ خطورة معيَّنة يمكن أن ترفعَ من احتمالات حصول حمل خارج الرحم، وتُعرف هذه العواملُ باسم «عوامل الخطورة»، وقد لا توجد أيَّةُ عوامل خطورة عندَ الكثير من النساء اللواتي يُصبن بالحمل خارج الرحم، كما أنَّه قد توجد عوامل خطورة عندَ نساءٍ لا يعانين أبداً من حمل خارج الرحم. وتعاني غالبيةُ النساء اللواتي يحصل لديهن حملٌ خارج الرحم من التهاباتٍ أو عدوى في الأعضاء التناسلية، وتؤدِّي الندباتُ أو مشاكل قناة فالوب، والتي تبقى بعدَ التخلُّص من الالتهابات ومن العدوى، إلى زيادة خطر إصابة المرأة بالحمل خارج الرحم، ومن بعض الأمثلة على ذلك؛ الداءُ الالتهابي الحوضي والأمراض الأخرى المنقولة جنسياً.

وتزيد حالاتُ الحمل خارج الرحم السابقة من خطر الإصابة بحمل خارج الرحم آخر في المستقبل، والسببُ في ذلك هو أنَّه يمكن لهذه الحالات السابقة أن تسبِّب وجودَ ندبات في قناة فالوب، كما أنَّه قد تزيد حالاتُ الحمل في سنٍّ متأخِّرةٍ من خطر الإصابة بحمل خارج الرحم، وذلك بسبب التغيُّرات الهرمونية، ويرتفع خطرُ الإصابة بحمل خارج الرحم إذا كانت المرأة مدخِّنة، ومن الممكن أن يزيدَ وجودُ مشاكل في الخصوبة من خطر حصول حمل خارج الرحم، وقد تُستخدم الأدويةُ التي تؤدِّي إلى الإباضة في بعض الأحيان في معالجة مشاكل الخصوبة، حيث ترفع هذه الأدوية من خطر حدوث حمل خارج الرحم، كما ترفع المشاكلُ البنيوية في قناة فالوب من خطر حصول حمل خارج الرحم، وتشتمل بعضُ الأمثلة على المشاكل البنيوية وجودَ قناة فالوب غريبة الشكل أو وجود قناة فالوب متضرِّرة.

ومن الممكن أن ترفعَ بعضُ وسائل منع الحمل من خطر حصول حمل خارج الرحم، مثل الجهاز الذي يُوضع داخل الرحم، ويسمَّى باللولب، أو وسيلة منع حمل دائمة وتسمَّى بربط القناتين. ومع أنَّه يندر حدوثُ حمل عند استخدام وسائل منع الحمل هذه، ولكنَّ حدوثَه يبقى ممكناً، فمن الممكن أن يزيدَ انتباذُ بطانة الرحم أو البطانة الرحمية المهاجرة من خطر حصول حمل خارج الرحم، وانتباذُ بطانة الرحم هو وجودُ النسيج المبطِّن للرحم خارجَ الرحم، ويمكن أن يسبِّبَ هذا الأمرُ وجود ندبات.

التشخيص

يقوم الطبيبُ أو الجهة التي تقدِّم الرعاية بمراجعة تاريخ المرأة الطبِّي وأعراضها، كما يجري قياسُ ضغط الدم والنبض للتأكُّد من عدم انخفاضهما كثيراً، فقد يشير ضغطُ الدم المنخفض إلى وجود نزف داخلي، ويُجرى فحصُ الحوض عادةً للتحقُّق من وجود كتلةٍ في قناة فالوب أو في المبيض، ولكن لا يكفي فحصُ الحوض لتشخيص حالة الحمل خارج الرحم.

ويمكن أن يتحقَّقَ الطبيبُ من وجود سوائل غير طبيعية وراء المهبل. وللقيام بذلك، يجري رفعُ عنق الرحم قليلاً ليتمكَّن الطبيب من إدخال إبرة تخرق جدارَ المهبل لتصل إلى المساحة خلفه، فتأخذ الإبرةُ عيِّنةً من السائل للاختبار، كما يمكن الكشفُ عن الحمل خارج الرحم عبرَ التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) التي تستخدم موجاتٍ صوتيةً لتكوين صورة عن حالة الأحشاء، ويُجرى التصويرُ بالأمواج فوق الصوتية عبر المهبل عادةً لرؤية الأعضاء التناسلية الداخلية بشكلٍ أفضل، كما يجري استخدامُ عصا أو مسبار تُدخَل إلى المهبل في هذا النوع من التصوير بالأمواج فوق الصوتية، وقد لا يمكن للتصوير بالأمواج فوق الصوتية تأكيد وجود حمل خارج الرحم فوراً في حال ظهور أعراض الحمل في وقتٍ مبكِّرٍ من الحمل، فيقوم التصويرُ بالأمواج فوق الصوتية عادةً بالكشف عن الحمل خارج الرحم أو استبعاد وجوده في الأسبوع الرابع أو الخامس من الحمل.

وإذا كان الوقتُ مبكِّراً لإجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية، يمكن معرفة ما إذا كانت المرأةُ حاملاً أم لا عبر إجراء فحوصات الدم، ويمكن أن يراقبَ الطبيبُ حالةَ المرأة عن طريق فحوصات الدم حتى التمكن من استخدام التصوير بالأمواج فوق الصوتية، كذلك يمكن أن تكشفَ فحوصاتُ الدم عن وجود نزف داخلي أو عدوى. كما يمكن تقييمُ مستوى الهرمونات التي من المحتمل أن تتأثَّر بالحمل.

المعالجة

وذكرت الطبيبة العامة بمجمع البشرى التخصصي د. إغراء جاسم مطشر يتطلَّب علاجُ الحمل خارج الرحم إزالةَ الخلايا المتنامية لهذا الحمل، حيث يجب إزالة هذه الخلايا لإنقاذ حياة الأم، ولجعل الحمل المستقبلي ممكناً، ويستخدم الأطبَّاءُ العلاج بالأدوية إذا جرى اكتشافُ الحمل خارج الرحم في وقتٍ مبكِّرٍ، وإذا لم يكن قد تسبَّب بانفجار قناة فالوب، حيث تقوم هذه الأدوية بإيقاف نموِّ الخلايا المتنامية وبالقضاء على الخلايا الموجودة.إذا لم تنجح الأدويةُ، وفي حال اكتشاف الحمل خارج الرحم في وقتٍ مبكِّر، يمكن القيامُ بجراحة عبر إجراء شقوق صغيرة، وتُعرَف هذه الجراحةُ باسم جراحة المنظار، حيث يُجرى شقٌّ صغير في قناة فالوب، ثم يُدخَل منظارٌ رفيع ومُضاء يُستخدم لإزالة الخلايا، ويمكن أن تستدعي الحاجةُ إجراءَ شقٍّ أكبر إذا كان الحملُ قد أدَّى إلى انفجار القناة، أو إذا كان هناك قلق من فقدان كمِّية كبيرة من الدم، كما قد تستدعي الحاجةُ إزالةَ جزء من القناة أو كلها، بحيث يبقى حدوثُ الحمل في المستقبل ممكناُ عبر الجزء الآخر من قناة فالوب، وكذلك يتطلَّب تناول الأدوية والجراحة متابعةً مع الجهة التي تقدِّم الرعاية، ومن المهم اتِّباع تعليمات هذه الجهة من أجل تحسين فرص الحصول على حمل صحِّي في المستقبل.