العرب والعالم

الهجرة الدولية: 21 ألفا من أقلية الروهينجا فروا إلى بنجلاديش خلال شهر

06 ديسمبر 2016
06 ديسمبر 2016

دكا - (أ ف ب): فر نحو 21 ألف لاجئ من أقلية الروهينجا المسلمة من العنف في غرب بورما إلى بنجلادش المجاورة في أكتوبر الماضي، بحسب ما أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس.

وقالت سانجوكتا ساهاني مديرة مكتب المنظمة في منطقة كوكس بازار جنوب شرق بنجلادش المحاذية لحدود ولاية راخين البورمية لوكالة فرانس برس إن أعدادا كبيرة من أقلية الروهينجا المسلمة تقدر بـ21 ألف شخص «وصلوا إلى المنطقة بين 9 من أكتوبر و2 من ديسمبر».

وأوضحت ساهاني أن هذه التقديرات تأتي من أرقام جمعتها منظمات مختلفة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية.

وأضافت أن الغالبية العظمى من اللاجئين يقيمون مخيمات مؤقتة أو يتوجهون إلى مخيمات قائمة للاجئين أو إلى قرى المنطقة.

وأعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في دكا في بيان أنه «يقدر أن هناك 21 ألف وافد جديد في الأسابيع الأخيرة».

وشن الجيش البورمي أخيرا حملة قمع في ولاية راخين.

وتحدث آلاف من الروهينجا الذين هربوا من بورما في نوفمبر عن ارتكاب قوات الأمن البورمية عمليات اغتصاب جماعي وتعذيب وقتل.

وفر نحو 30 ألفا من الروهينغا من منازلهم وتبين من تحليل منظمة «هيومن رايتس ووتش» لصور التقطت بالأقمار الاصطناعية أن مئات المساكن دمرت في قرى الروهينجا.

ونفت بورما هذه المزاعم مؤكدة أن الجيش يطارد «إرهابيين» شنوا غارات على مواقع لقوات الأمن الشهر الماضي.

-«إبادة جماعية؟» تعرضت اونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام التي تقود الحكومة البورمية الحالية لانتقادات دولية لفشلها في التحقيق في ادعاءات عن قيام الجيش بعمليات تطهير عرقي ضد الأقلية المسلمة.

وتعهدت الأسبوع الماضي بالعمل من أجل «السلام والمصالحة الوطنية» دون التطرق لأعمال العنف في ولاية راخين.

وفي أغسطس عينت سو تشي الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان رئيسا للجنة تحدد سبل معالجة الانقسامات الدينية والعرقية العميقة في الولاية المضطربة.

وأعرب عنان أمس في العاصمة البورمية يانغون عن أمله في أن تسمح بورما للصحافيين بزيارة الولاية المضطربة «للمساعدة في القضاء على بعض الإشاعات التي نسمعها».

وقال أنان للصحفيين في العاصمة البورمية «قضية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي-اتهام خطير للغاية.

وهو اتهام يتطلب مراجعة قانونية وتصميما قضائي».

وأضاف: «هذه ليست تهمة تلقى جزافا».

وتخضع حكومة بنجلادش العلمانية لضغوطات كبيرة لفتح حدودها لتجنب حدوث كارثة إنسانية منذ اندلاع موجة العنف الأخيرة.

لكنها عززت الدوريات الحدودية ودوريات خفر السواحل وتمكنت من منع نحو ألف من الروهينجا من الدخول إلى أراضيها خلال الأيام الثلاثة الماضية، وفق الجيش.

ومنعت الشرطة أمس آلاف من المسلمين المتشددين من التظاهر أمام سفارة بورما في دكا للاحتجاج على «الإبادة الجماعية» للروهينجا.

وقال شبلي نعمان مساعد مفوض في شرطة دكا لوكالة فرانس برس إن قرابة 10 آلاف من المسلمين المتشددين رددوا شعارات ضد سوتشي قبل وقف المظاهرة.

وغرق أمس الأول قارب مليء بأفراد من أقلية الروهينغا ألفارين من بورما في نهر ناف الحدودي قرب بنغلادش.

وقالت الشرطة في بنجلادش إنها انتشلت جثمان سيدة قرب الموقع الذي يفترض أن القارب غرق فيه، دون التأكيد إن كانت من الروهينغا.

وخشية طردهم، يختبئ اللاجئون في مخيمات اللجوء القائمة منذ عشرات السنين في بنغلادش حيث يعيش 32 ألفا من الروهينجا.

ومصير الروهينجا الذين يعيشون في بورما منذ أجيال ملف قابل للانفجار في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.

فهؤلاء مكروهون لدى جزء من السكان (95 بالمائة منهم بوذيون) ويعتبرون أجانب في بورما، ويتعرضون للتمييز في عدد من المجالات من العمل القسري إلى الابتزاز وفرض قيود على حرية تحركهم وعدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الصحية والتعليم.