859032
859032
العرب والعالم

مرحلة غموض في إيطاليا بعد استقالة رئيس الوزراء

05 ديسمبر 2016
05 ديسمبر 2016

مطالب بإجراء انتخابات «في أسرع وقت ممكن» -

روما- (أ ف ب): قدم رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي استقالته أمس غداة هزيمته في الاستفتاء على إصلاحات تقدم بها، مما يدشن مرحلة غموض في بلده في غياب بديل واضح.

وقال رينزي حتى قبل الإعلان الرسمي عن رفض إصلاحاته في الاستفتاء بنسبة الـ59.11% إن «تجربتي كرئيس للحكومة تتوقف هنا»، وأضاف: «خسرت وأتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك».

وبعد اجتماع أخير لمجلس الوزراء، توجه رينزي إلى القصر الرئاسي ليقدم استقالته للرئيس سيرجيو ماتاريلا رئيس الدولة الذي عليه إدارة المرحلة الانتقالية.

وقد طالبت حركة «رابطة الشمال» وحزب خمسة نجوم الشعبويان أمس باجراء انتخابات «في أسرع وقت ممكن»، وقال ماتيو سالفيني رئيس رابطة الشمال المتحالفة مع الجبهة الوطنية الفرنسية «نحن مستعدون للانتخابات في أسرع وقت ممكن، بأي قانون انتخابي»، وأضاف: «نعتقد أن إيطاليا لا يمكنها تحمل عدة أشهر من النقاشات حول النظام الانتخابي الجديد».

وقد هنأت زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسية رابطة الشمال التي ترى أنها أصبحت على أبواب السلطة. أما زعيم حركة خمسة نجوم بيبي جريلو، فقد قال: إن «الإيطاليين يجب أن يدعو إلى الانتخابات في أسرع وقت ممكن»، وأضاف: إن «الأمر الأسرع والأكثر واقعية هو الذهاب إلى التصويت فورا وبقانون موجود أصلا».

وهذا القانون الانتخابي الذي اقر في مايو 2015 ينص على منح أغلبية في مجلس النواب إلى الحزب الذي يفوز بأكثر من أربعين بالمائة من الأصوات في الدورة الأولى أو يفوز في دورة ثانية بين الحزبين الرئيسيين الفائزين. وتفيد آخر استطلاعات الرأي أن حزب خمسة نجوم سيفوز في اقتراع من هذا النوع.

لكن هذه الأغلبية لا تنطبق إلا على النواب، بينما يترك فشل الإصلاح المتعلق بمجلس الشيوخ هذا المجلس مع كل صلاحياته وانتخابات وفق قاعدة النسبية، مما يمكن أن يعرقل حكم إيطاليا.

ويبدو أن كل الأحزاب الأخرى متفقة على ضرورة إجراء تعديل انتخابي جديد أي تعيين حكومة «تكنوقراط» من مهامها الأولى تمرير الميزانية ما لم تفعل الحكومة الحالية ذلك قبل استقالتها.

وحتى قبل الاستفتاء، طرحت أسماء عدة لتولي رئاسة الحكومة بينها بيير كارلو بادوان وزير المالية الذي ألغى مشاركته في اجتماع مجموعة اليورو في بروكسل ليبقى في روما. ويمكن أن يعين على أمل طمأنة الأسواق التي تخشى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسي في ثالث اقتصاد في منطقة اليورو. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير حول الفوز في الاستفتاء «أنها ليست رسالة إيجابية لأوروبا في هذه الأوقات العصيبة».

وبعد أكثر بقليل من ألف يوم على رأس الحكومة، وهي عتبة لم يتجاوزها قبله سوى بيتينو كراكسي وسيلفيو برلوسكوني، يترك رينزي بعده إيطاليا وقد عادت إلى النمو لكن ليس بنسب كافية لتغيير الوضع على الأرض. وكان رينزي وصل إلى السلطة في فبراير 2014 بناء على برنامج إصلاحات واسع وتجاوز الطبقة السياسية القديمة في بلده. لكن على الرغم من حيوية لا ينكرها احد، لم ينجح في إقناع الإيطاليين.

ودعت أغلبية واسعة من الطبقة السياسية من اليمين التقليدي إلى التيارات المتطرفة وحتى «المتمردين» اليساريين في الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه رينزي، إلى التصويت ب«لا»، منددة بتركز الصلاحيات بأيدي رئيس الحكومة.

وقال ماريو كالابريزي مدير صحيفة «لا ريبوبليكا» في افتتاحية: إن «فوز اللا رعاه كثيرون»، لكنه أضاف: انه إلى جانب هذا التوافق السياسي و«تعبئة الذين يريدون تجنب أي تعديل في الدستور»، يجب الإشارة إلى «الغضب والإحباط والاستياء: أصوات الذين قالوا لا للبطالة وللأوضاع الهشة وللشكوك وللافقار وكذلك للمهاجرين».

ميركل تأسف لاستقالة رينتسي لكنها تحترم قراره بعد استفتاء إيطاليا

وفي أول ردود الفعل الأوروبية، قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس: إن ميركل تأسف لاستقالة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي لكنها تحترم قراره بعد هزيمته في استفتاء على تعديلات دستورية.

وأضاف المتحدث شتيفن زايبرت: «علمت المستشارة باستقالة رئيس الوزراء الإيطالي وشعرت بالأسف. تعاونت بصورة جيدة وبثقة كبيرة مع ماتيو رينتسي لكن بالطبع يجب احترام قرار الناخبين الإيطاليين وكذلك قرار رئيس الوزراء».

ومضى قائلا: «ستقدم الحكومة الألمانية تعاونا وثيقا على صعيدي الصداقة والشراكة مع الحكومة القادمة في إيطاليا مهما كانت تركيبتها».