صحافة

ورقة نقد بلاستيكية تثير الجدل

05 ديسمبر 2016
05 ديسمبر 2016

يتطلع الكثيرون إلى اكتناز العملات النقدية الورقية غير أنهم يتذمرون من سرعة تلفها واتساخها وسهولة تمزقها، مما دفع بنك انجلترا المركزي في سبتمبر الماضي لإصدار عملة بلاستيكية فئة الخمسة جنيهات استرلينية تقاوم التلف والاتساخ والرطوبة، كما يزيد عمرها الافتراضي بمقدار مرتين ونصف عن العملات الورقية العادية.

لكن البنك يواجه اعتراضات كثيرة من قبل الآلاف من النباتيين بسبب استخدام الدهون الحيوانية في إنتاج هذه الورقة البلاستيكية. وتشير صحيفة «الإندبندانت» إلى توقيع المعترضين على عريضة وجهوها للبنك طلبوا فيها التوقف عن استخدام المنتجات الحيوانية في إنتاج العملة التي يتعين علينا استخدامها». وقالت الصحيفة إن بعض الموقعين على العريضة وصفوا العملة الجديدة بأنها «مثيرة للاشمئزاز وغير أخلاقية ولا لزوم لها». فيما قال آخرون إن استخدام الشحوم الحيوانية أصبح شيئا لا لزوم له في الوقت الحاضر، مع لفت النظر إلى حقيقة التعامل بقسوة مع الحيوانات. وصرح بنك انجلترا بشكل رسمي باستخدام مواد دهنية حيوانية في صناعة الورقة النقدية البلاستيكية. وأكد متحدث باسم البنك أن هذه العملة تحتوي على مادة بلاستيكية جديدة مستخرجة من الدهون الحيوانية، دون أن يذكر كيفية صنعها ولا نوع الحيوانات المستخرج الدهون منها. ونشرت صحيفة «الغارديان» تقريرا نقلت فيه غضب البروفيسور الأسترالي ديفيد سولومون مصمم العملة الورقية الجديدة على المعترضين بقوله: «إنه من الغباء أن يحتج النباتيون بسبب ورقة الـ5 جنيهات الجديدة التي تحتوي على دهون حيوانية». ونقلت الصحيفة عنه قوله خلال مقابلة مع إذاعة «تو جي بي» الأسترالية: هذا غباء، إنه حقا غباء، هناك كميات قليلة جدا من الشحوم في هذه الأوراق». وأوضح البرفيسور سولومون أن هذه الورقة تحتوي على كميات ضئيلة جدا من الشحوم، وهو نفس نوع الشحوم التي تستخدم في صناعة الشموع والصابون. لكن بالرغم من ذلك لا يزال الضغط مسلطا على بنك انجلترا لإيجاد بديل لاستخدام الدهون.

وذكرت الصحيفة أن أكثر من 120 ألف شخص وقعوا عريضة على الإنترنت تدعو بنك إنجلترا للتوقف عن استخدام شحوم الحيوانات في إنتاج هذه الورقة فئة الـ5 جنيهات، وهي أول ورقة تستخدم فيها المملكة المتحدة البوليمر. وجاء في العريضة ما يلي: «تحتوي الورقة النقدية على شحوم حيوانات، وهو أمر غير مقبول لدى النباتيين والهندوس والسيخ وغيرهم في المملكة المتحدة، ونحن نطالب بالتوقف عن استخدام منتجات حيوانية في إنتاج العملة التي علينا أن نستخدمها».

وأوضح المصمم الأسترالي سولومون أن تصميم هذه الورقة لم يكن أمرا سهلا، وهناك العديد من الفوائد لمستعمليها مقارنة بالأوراق النقدية القديمة، مضيفا: إننا لا نقوم بقطع الأشجار لصنع هذه الأوراق، وهي صحية أكثر من الأوراق الأخرى. فالورقة النقدية من فئة عشرة دولارات أسترالية هي ورقة بوليمرية وتستخدم منذ العام 1988. وتم تطوير هذه الورقة المثيرة للجدل من قبل هيئة البحوث الأسترالية بواسطة فريق يديره البروفيسور سولومون.

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» أن الشخص الذي أطلق حملة المطالبة بإلغاء العملة البلاستيكية ذات فئة الخمسة جنيهات هو موظف في أحد فنادق بريطانيا يبلغ من العمر 47 عاما ويدعى «دوغ ماو»، وهو رجل نباتي لم يأكل اللحم من أكثر من عشرين عاما، ويؤكد أنه سيقاطع الورقة النقدية البلاستيكية ولن يتعامل بها إطلاقا بسبب احتوائها على الدهون الحيوانية.

وبالطبع ستكون الطامة الكبرى لو كان الخنزير من بين هذه الحيوانات التي تستخدم دهونها في إنتاج الورقة البلاستيكية، عندها ستثار حفيظة أكثر من مليوني مسلم يعيشون في بريطانيا.