857765
857765
العرب والعالم

موسكو مستعدة لإجراء محادثات مع واشنطن والمعارضة ترفض ترك حلب

04 ديسمبر 2016
04 ديسمبر 2016

دعوة لجلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا -

دمشق - «عمان»- بسام حميدة - وكالات:

أبدت روسيا استعدادها لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة السورية من شرق حلب حيث يحقق الجيش السوري - بدعم روسي- مع حلفائه تقدما مطردا يهدد بتوجيه ضربة ساحقة للمعارضة المسلحة، وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن نظيره الأمريكي جون كيري سلمه في روما حزمة من المقترحات حول التسوية في حلب تختلف عن مناهج واشنطن السابقة وتنسجم مع المواقف التي يتمسك بها الجانب الروسي، وذكر لافروف بأن الأمريكيين كانوا يسعون إلى طرح بنود تتيح تجنيب مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الذي يقود الفصائل المسلحة في الجزء الشرقي من حلب الضربات. ورد زكريا ملاحفجي المسؤول الكبير بالمعارضة السورية إن جماعات المعارضة أبلغت الولايات المتحدة أنها لن تترك حلب ردا على دعوة موسكو لإجراء محادثات مع واشنطن بشأن انسحاب كامل لمقاتلي المعارضة من الأحياء الشرقية المحاصرة في المدينة. وقال ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع فاستقم الموجود في حلب «نحن ردينا على الأمريكان كالآتي: نحن لا يمكن أن نترك مدينتنا وبيوتنا للمليشيات المرتزقة التي حشدها النظام في حلب.» وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين سألوا مقاتلي المعارضة «هل تريدون الخروج (أم) الصمود؟» وقال «سمعوا الجواب ولم علقوا بأي شيء.»

الى ذلك دعت تركيا والسعودية وقطر والإمارات أمس إلى عقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا، وذلك على خلفية التصعيد العسكري في مدينة حلب والذي أسفر عن مقتل وجرح مئات المدنيين. وأصدرت الدول الأربع بيانًا مشتركًا، نشرته وكالات انباء، رحبت فيه بالرسالة التي بعثها الممثلون الدائمون لكل من كندا، كوستاريكا، اليابان، هولندا، وتوغو إلى رئيس المنظمة الأممية بشأن ضرورة عقد جلسة لمناقشة الوضع في سوريا.

وانتزع الجيش السوري المدعوم من روسيا السيطرة على مناطق كبيرة من شرق حلب من أيدي مقاتلي المعارضة في أحدث مراحل حملته لاستعادة السيطرة على حلب بالكامل. ولم تعلق الولايات المتحدة بعد على الاقتراح الذي طرحه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لإجراء محادثات بشأن انسحاب كل مقاتلي المعارضة «دون استثناء» من حلب.

وفي الوقت نفسه دعت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، سكان الأحياء الشمالية الشرقية لمدينة حلب للعودة إلى منازلهم بعد أن أعاد الجيش السيطرة عليها وتأمينها. وعادت خلال اليومين الماضيين مئات العائلات إلى منازلها في مساكن هنانو بعد أن أعاد الجيش السيطرة عيها بالتوازي مع استمرار الجهات المعنية تأهيل المرافق والخدمات فيها. وأكد محافظ حلب، حسين دياب، أن جميع المؤسسات الخدمية تعمل على مدار الساعة لإعادة ترميم وإصلاح ما خربته التنظيمات المسلحة في مدينة حلب، لافتا إلى ضرورة الاستنفار الكامل لتقديم جميع الخدمات إلى الأحياء التي أعاد إليها الجيش والقوات المسلحة الأمن والاستقرار لتسهيل عودة الأهالي.

وأفاد مصدر عسكري لـ ($) أن وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة أعادت الأمن والاستقرار إلى دوار الجزماتي ودوار الحلوانية وصولا إلى طريق هنانو في الأحياء الشرقية لمدينة حلب بعد تدمير تحصينات الارهابيين وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد ولفت المصدر إلى ان وحدات الجيش تواصل تقدمها في الأحياء الشرقية وتلاحق فلول الإرهابيين الفارين من المنطقة”. وتجدر الإشارة إلى أن وحدات من الجيش السوري تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من إعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى مناطق السكن الشبابي ومساكن البحوث العلمية وأحياء الحيدرية والصاخور والانذارات والشيخ خضر والشيخ سعيد وجبل بدرو ومنطقة الهلك ومعامل المحالج ومحطة سليمان الحلبي ومحيطها وإلى جزء كبير من حي بستان الباشا وأجزاء كبيرة من أحياء الحلوانية والجزماتي وطريق الباب وكرم القاطرجى شرق حلب، وأن الجيش تمكن من السيطرة على حي كرم القاطرجي شرق حلب. ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشطين معارضين سوريين أن الجيش السوري عزز مكاسبه بشرق حلب بعد فرض سيطرته على حي طارق المجاور لمدينة الباب لتبلغ المساحة الإجمالية الخاضعة للجيش بشرق حلب 60%. ونقلت «رويترز»، عن شهود عيان في غرب حلب الخاضع للحكومة السورية إنهم شاهدوا سبعة أعمدة دخان على الأقل تتصاعد من المناطق الخاضعة للمسلحين إضافة إلى تحليق طائرات بالمنطقة. وتمكن الجيش من اكتساب مزيد من الأراضي في الطرف الشرقي من حلب التي كانت في السابق خاضعة للفصائل المسلحة، الأسبوع الماضي، في حملة شرسة تهدد بهزيمة كبيرة للمسلحين هناك.

وقال مسؤول من المعارضة لرويترز، إن قائدا بالمعارضة السورية المسلحة تم تكليفه مؤخرا بقيادة تحالف عسكري جديد في حلب أصيب بجروح خطيرة خلال الحملة التي تقودها الحكومة على المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة بالمدينة. وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع فاستقم المعارض إنه سيتم تكليف شخصية أخرى بقيادة «جيش حلب» الذي تم تكليف عبد الرحمن نور برئاسته الأسبوع الماضي. وأكد مسؤول من فصيل الجبهة الشامية الذي ينتمي له نور إصابته يوم السبت.

وقتل 46 شخصا غالبيتهم من المدنيين أمس جراء غارات نفذتها طائرات «يرجح انها روسية» على مناطق عدة في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأفاد مصدر عسكري لـ«$»، عن استهداف الطيران الحربي لتجمعات مسلحي داعش بمناطق عنق الهوى وأبو جريص ومناطق متفرقه بريف حمص الشرقي، وأن دورية هندسة للجيش السوري في منطقة القريتين بريف حمص تمكنت من قتل مسلح حاول تفجير نفسه بحزام ناسف بالقرب من الدورية دون وقوع إصابات بين عناصرها. واستهدف الطيران الحربي منذ قليل مواقع المجموعات المسلحة في مدينة الرستن ومحيطها والسمعليل بريف حمص الشمالي بعدة ضربات جوية، واستهدف سلاح الجو الحربي مواقع للمجموعات المسلحة في محيط حوش الضواهرة بعدة ضربات في الغوطة الشرقية، وفي سياق متصل، أعلن مصدر مطلع في القيادة العسكرية الروسية حسب مواقع إعلامية ان مقاتلات حاملة الطائرات الروسية الادميرال كوزنيتسوف السوخوي 33 قد تدعم عملية عسكرية برية للجيش العربي السوري من أجل تحرير كامل منطقة الغوطة الشرقية وستقوم بتدمير المقرات المحصنة التابعة لإرهابيي جيش الاسلام وسيشارك في دعم الهجوم صواريخ كاليبر عالية الدقة والموجهة بالأقمار الصناعية والتي سبق وأطلقها الفرقاطة الروسية الادميرال «غريغوروفتش».