857509
857509
العرب والعالم

الإيطاليون يصوتون في استفتاء على إصلاح دستوري حاسم لرئيس الحكومة

04 ديسمبر 2016
04 ديسمبر 2016

بمشاركة أكثر من 46 مليون ناخب  -

روما - (أ ف ب): بدأ الناخبون الإيطاليون الإدلاء بأصواتهم أمس في استفتاء حول إصلاح دستوري تحول مع صعود الشعبويين إلى تصويت على رئيس الحكومة اليساري ماتيو رينزي.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة (06.00 ت غ) ليستمر التصويت حتى الساعة 23.00 (22.00 ت غ) لأكثر من 46 مليون ناخب بينما انتهى الاقتراع لنحو أربعة ملايين إيطالي في الخارج صوتوا بالمراسلة.

ويتوقع أن تعلن النتائج الأولية للتصويت عند مغادرة المقترعين مراكز الانتخاب، والنتائج الأخيرة ليل الأحد الاثنين.

وأكد رينزي انه سيستقيل إذا رفضت الإصلاحات.

وفي غياب بديل واضح، يثير غموض النتيجة قلقا في أوروبا وفي أسواق المال التي تخشى بعد صدمة قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي وصعود الحركات الشعبوية، مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في ثالث اقتصاد في منطقة اليورو. ويتعلق التصويت بإصلاح دستوري يقضي بتقليص صلاحيات مجلس الشيوخ بشكل كبير والحد من صلاحيات المناطق وإلغاء الأقاليم.

ويدعو جزء كبير من الطبقة السياسية، من اليمين إلى شعبويي حركة خمسة نجوم أو رابطة الشمال مرورا بكل التيارات المتطرفة وحتى «متمردين» من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه رينزي، إلى رفض هذه الإصلاحات التي يرون أنها تؤدي إلى تركيز مفرط للسلطات بيد رئيس الحكومة.

هذه المعارضة توحدها أيضا الرغبة في طرد رينزي الذي وصل الى السلطة في فبراير 2014 ويهيمن على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الإعلامي في تصريحاته للدفاع عن إصلاحاته التي تهدف الى تبسيط الحياة السياسية في بلد شكلت فيه ستون حكومة منذ 1948.

وقالت ايلينا بيكولو (21 عاما) الطالبة في نابولي: إن «رينزي اخطأ منذ البداية بشخصنته هذا التصويت عندما قال انه سيستقيل في حال فوز معارضي الإصلاحات». وأضافت انه «يركز بذلك كل الاستياء في البلاد بما في ذلك استياء الشباب، على شخصه».

وتشير الاستطلاعات الأخيرة الى فوز «اللا» بفارق يتراوح بين خمس وثماني نقاط.

لكن عدد المترددين كبير.

ونشرت نتائج هذه الاستطلاعات قبل أسبوعين لأنها محظورة قبل 15 يوما على التصويت.

وقال انديلو انجيلاتشيو (77 عاما) لوكالة فرانس برس عند مغادرته احد مراكز التصويت في العاصمة «صوت بلا». وأضاف «الدستور لا يمس.رينزي يريد مزيدًا من الصلاحيات فقط، وقضيته الاولوية هي إنقاذ المصارف وليس المتقاعدين».

اما انطونيو (84 عاما) فقد صوت بنعم. وقال بحماس «ننتظر إصلاحا منذ أربعين سنة ولم يفعل أحد شيئًا». وأضاف: «نحتاج الى حكومة تملك عددًا كافيًا من الأصوات يمكنها الاستمرار خمس سنوات، وبعد ذلك فقط يمكننا التغيير».

قال روبرتو بينيني الذي يعمل في الاتصالات في روما انه مقتنع بان «هذا الإصلاح هو خطوة صغيرة لكنها خطوة مهمة. مع النعم سيكون لدينا حكومة أقوى.

انها ليست ثورة ولا الجنة، لكن البديل هو ابقاء الوضع على حاله، وهذا اسوأ بكثير».

من جهته، بدا أنطونيو كانيستري الذي يعمل في بيع اللحوم في حي راق في العاصمة، أكثر تشكيكا. وقال «نعرف ماذا لدينا الآن ونعرف ما سيكون لدينا مع الاستفتاء، لكن لا نعرف ماذا سيكون لدينا مع الإصلاح وأخشى الفوضى الاقتصادية إذا فاز المعارضون». وأكدت كارلا ديافيريا التي كانت في محلها وستصوت «بلا» ان «هذا الإصلاح لا معنى له». وإضافت: «هناك نقاط أوافق عليها لكن كان عليهم السير خطوة خطوة».

ونظرا للقلق في الخارج، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، علنا الإيطاليين الى قبول الإصلاحات. وفي حال رفضت الإصلاحات، سيدعو حزب خمسة نجوم على الأرجح الى انتخابات مبكرة.

لكن يتوقع الا يحل الرئيس سيرجيو ماتاريلا البرلمان قبل تعديل القانون المتعلق بانتخاب النواب.

وكان مؤسس هذه الحركة بيبي غريلو دعا الجمعة الإيطاليين الى رفض الإصلاحات دفاعا عن حرياتهم واستقلالهم.

ومسألة استقالة رينزي تتعلق بنسبة التأييد له في الاستفتاء.

وحتى إذا قدم استقالة حكومته، يمكنه البقاء على رأس الحزب الديموقراطي والعودة حتى الى رئاسة الحكومة.

لكنه أكد مرارا أنه لن يترأس حكومة «تقنية» مكلفة تعديل القانون الانتخابي فقط.