صحافة

اليونانية: حملة ضد وزير مالية ألمانيا

03 ديسمبر 2016
03 ديسمبر 2016

الصحف اليونانية تناولت بإسهاب موضوع الديون اليونانية والاجتماعات القائمة في أثينا بين ممثِلين عن الحكومة اليونانية ومجموعة الدائنين وهي اجتماعات تمهيدية لقمَّة مجموعة اليورو التي ستُعقَد في الخامس من ديسمبر. الاجتماعات التمهيدية تبحث مسألة تخفيف أعباء الديون اليونانية أو شطب قسم منها. لأجل بلوغ هذا الهدف، كانت الحكومة اليونانية بحاجة الى دعم خاص وقد أتاها هذا الدعم بالفعل من قِبَل المفوض الأوروبي للشؤون المالية بيار موسكوفيسي الذي أثنى على الإصلاحات الهيكلية التي تقوم بها تدريجيا الحكومة اليونانية. لكن وزير مالية ألمانيا فولفغانغ شويبليه ألمح إلى أن الحكومة اليونانية تبدو مترددة في إصلاحاتها. جريدة «آفجي» اليونانية كتبت في هذا المجال أنَّ وزير مالية ألمانيا يتَّهم اليونانيين بالعيش بطريقة تفوق إمكانياتهم. الجريدة تَرُدُّ وتلفت إلى أن ثلاثة أرباع الشعب اليوناني قابع في الفقر أو مهدد به، وهذه الحالة ليست إلاَّ نتيجة لسياسة التقشف التي وضعت معاييرها الحكومة الألمانية وفرضها الدائنون على اليونان طوال سبعة أعوام.

كما أن الفقر المتزايد في اليونان ناجم عن البرامج الإنقاذية التي وصفها رئيس الوزراء اليوناني السابق بالأدوية المميتة. تتابع جريدة «آفجي» اليونانية وتكتب أنَّ وزير مالية ألمانيا فولفغانغ شويبليه يعطي الانطباع بأنه فقد كل الروابط مع الواقعية المالية، ليس فقط تلك اليونانية الحقيقية بل إن الوزير الألماني فقد الحس الواقعي الأوروبي لدرجة بات البعض يعتقد أنَّ فولفغانغ شويبليه يحاول الانتقام. لكن ممن يريد الوزير الألماني شويبليه أن ينتقم ولماذا؟ وكيف لا يستطيع الوزير الألماني أن يُدرك هول المآسي التي تسببت بها سياسته المالية على الصعيد الأوروبي. من جهتها جريدة «إفيميريديا تون سينتاكتون» اليونانية كتبت أيضا أنَّ وزير مالية ألمانيا بات بعيدا كل البعد عن الواقع وبرهن أنه بات مهووساً بالسياسات التقشفية، وها هو يتَّخذ مواقف معاكسة لكل آراء نظرائه الأوروبيين والأمريكيين ولكل المنظمات المالية الدولية.

كما أنَّ الوزير الألماني بات بعيدا عن كل ما تقترحه العلوم الاقتصادية. هنا، اليومية اليونانية تأسف أن تبتعد عن الواقع شخصيةٌ بهذا الوزن. إن المصاريف العامة في اليونان قد تمَّ تخفيضها بنسبة خمسة وثلاثين بالمائة كما أن مخصصات المتقاعدين قد خُفِّضت الى النصف. البطالة عن العمل لم تزد نسبتها طوال السنوات السبع الماضية. فمن يستطيع القول إن الإصلاحات الهيكلية في اليونان لم تعطِ ثماراً؟ ومن يستطيع القول إن الشعب اليوناني يرفض هذه الإصلاحات؟ بهذين السؤالين ختمت تحليلها جريدة «إفيميريديا تون سينتاكتون» اليونانية.