المنوعات

مهرجان الجزائر الدولي للسينما يفتتح بـ«ميلاد أمة»

02 ديسمبر 2016
02 ديسمبر 2016

الجزائر «الأناضول»: أعطى فيلم «ميلاد أمة» للمخرج الأمريكي نات باركر مساء أمس الأول إشارة افتتاح مهرجان الجزائر الدولي للسينما (أيام الفيلم الملتزم) في طبعته السابعة التي تحتضنها قاعة الموقار بالجزائر العاصمة، (1-8 ديسمبر الجاري) بحضور وجوه سينمائية جزائرية وعربية وأجنبية.

ويسلط «ميلاد أمة» الضوء على العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية قبل 1831 التي شهدت انتفاضة قام بها العبيد من ذوي الأصول الإفريقية على البيض ملاكهم. بحيث لم تكن هذه الواقعة معروفة من قبل لكن تعد المرة الأولى التي تنقل فيها على الشاشة قصة تمرد العبيد السود على البيض بقيادة نات تيرنر.

وتدور أحداث الفيلم الذي قدم في زمن قدره 110 دقائق قبل نحو 33 سنة من الحرب الأهلية التي أدت إلى قيام الانتفاضة ضد العبودية، حيث كان نات تيرنر عبدا متعلما وواعظا مؤثرا، واستغله صاحبه (مالكه) للتأثير وإقناع باقي العبيد ذوي البشرة السوداء بطاعة البيض مالكيهم وعزل العبيد الأكثر عنادا.

وعندما رأى تيرنر المعاملة البشعة والقاسية التي يعاملون بها من طرف البيض انقلب في الأخير على ملاك الرقيق وأتباعهم، وحدثت الانتفاضة ضد العبودية في العام 1831 أي بنحو 33 عاما قبل إقرار الكونجرس الأمريكي للتعديل الثالث عشر للدستور الأمريكي الذي يقضي بتحريم الرق في جميع الولايات الأمريكية. ويؤدي بطولة فيلم «ميلاد أمة» لمخرجه وكاتبه لنات باركر عدد من الممثلين، مثل بينلوب أن ميلر، كاتي جارفيلد، إيثير سكوت، آجا ناعومي كينج، جاكي إيرل هاري وأونجانو إيلز.

يشار إلى أن عنوان الفيلم مقتبس من الفيلم الأصلي «ميلاد أمة» الصادر في 1895 لمخرجه الأمريكي دي دبليو غريفيت. ‎ وقالت محافظة (مديرة) المهرجان «زهيرة ياحي» في كلمة الافتتاح إن بلوغ المهرجان إلى طبعته السابعة دليل على تجذره في الثقافة الجزائرية لاسيما في السينما.

وأضافت « المهرجان أثبت حضوره في خارطة المهرجانات بالعالم على مستوى انتقاء الأفلام المشاركة ونوعية المشاركين السينمائيين من مختلف دول العالم».

وأشارت «ياحي» إلى أن البرنامج السينمائي الذي تقدمه الدورة السابعة ثري ومتنوع يمكن عشاق الفن السابع ورجال السينما الجزائريين والأجانب من متابعة واكتشاف الإبداعات الدولية الجديدة. ولفتت إلى أن من الأفلام المشاركة هناك أفلاما حديثة لم توزع بعد في صالات العرض وأغلبها مرشحة لنيل أهم الجوائز في العالم (السعفة الذهبية، الأوسكار، الدب الذهبي. . وغيرها».

وتميزت سهرة الافتتاح التي غاب عنها وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي بتكريم الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو (13 أغسطس 1926-25 نوفمبر 2016)، عبر الوقوف دقيقة صمت إكراما لروحه وعرض شريط وثائقي قصير عن مسيرته النضالية التحررية. ويشارك في المنافسة الرسمية للمهرجان 17 فيلما (8 أفلام روائية طويلة و9 أفلام وثائقية»، تمثل 21 بلدا مشاركا من القارات الخمس على غرار «أبطال غير مرئيين» (إسبانيا)، «آخر رجال الفيلة» (فرنسا، كمبوديا، كندا)، « خذوا أحبائي» (المكسيك)، «حب سرقة ومشاكل أخرى» (فلسطين) وغيرها، بالإضافة إلى عرض فيلمين خارج المنافسة الرسمية هما «ميلاد أمة» (أمريكا) و«معلم الكمان» (البرازيل).

وتكرم الطبعة السابعة المخرجة جميلة صحراوي الوجه النسائي المعروف في السينما الجزائرية والعربية والعالمية، أخرجت عديد من الأفلام الوثائقية قبل أن تهتم بصناعة الأفلام الطويلة، وأخرجت فيلمين روائيين طويلين «بركات» (2006) و«يما» (2012) الحاصل على عدة الجوائز في المهرجانات داخل وخارج الوطن.

ومهرجان الجزائر الدولي للسينما (أيام الفيلم الملتزم) فعالية سنوية تنظمها وزارة الثقافة الجزائرية، وأسست أول طبعاتها في 2009م. ويمنح المهرجان جائزة كبرى في فئة الأفلام الطويلة والوثائقية، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة.