854473
854473
العرب والعالم

400 ألف نازح والغذاء الأممي يكفي 150 ألف شخص مع تعذر الوصول إلى 200 ألف

01 ديسمبر 2016
01 ديسمبر 2016

روسيا تقترح إقامة ممرات إنسانية إلى شرق حلب وتتفق مع تركيا لوقف القتال -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

اقترحت روسيا إقامة أربع ممرات إنسانية إلى شرق حلب للسماح بدخول المساعدات وإجلاء مئات الحالات الطبية الطارئة، كما أعلنت الأمم المتحدة أمس.

وقال يان ايجلاند رئيس مجموعة العمل حول المساعدة الإنسانية في سوريا التابعة للأمم المتحدة للصحفيين إن «الاتحاد الروسي اعلن رغبته بإقامة أربعة ممرات إنسانية بالتعاون مع مجموعتنا هناك» وأن يبحث «كيف يمكننا استخدام الممرات الأربعة لإجلاء الناس». إلى ذلك قالت تركيا وروسيا أمس إنهما اتفقتا على الحاجة لوقف القتال وتوفير المساعدات في مدينة حلب السورية لكن الخلافات بينهما فيما يتعلق بالصراع ما زالت عميقة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو: إن سيرجي لافروف ونظيره الروسي الذي يزور تركيا حاليا اتفقا على الحاجة لوقف إطلاق النار في حلب لكنه أضاف أن موقف تركيا إزاء الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغير.

وضرب حصار على المعارضين في شرق حلب بعد تقدم سريع للقوات الحكومية السورية خلال الأيام الماضية مما جعل مقاتلي المعارضة على شفا هزيمة ساحقة.

وقال تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك في مدينة ألانيا التركية على البحر المتوسط «يجب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في كل أنحاء سوريا وخصوصا في حلب».

وأضاف أن تركيا متفقة مع روسيا بشأن الحاجة لوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والانتقال السياسي.

وقال لافروف: إنه يجب وضع نهاية لإراقة الدم في سوريا والمنطقة وإن موسكو مستعدة لإجراء محادثات مع كل أطراف الحرب، وستبقي على تعاونها مع تركيا. لكنه تعهد أيضا بأن تواصل روسيا عملياتها في شرق حلب وتنقذ المدينة السورية من «الإرهابيين». من جانبه قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا أمس إن 30 ألف شخص يتلقون المساعدات بعد أن فروا من منطقة شرق حلب المحاصرة في الأيام القليلة الماضية ليصل إجمالي النازحين في المدينة إلى 400 ألف.

وقال يان إيجلاند مستشار دي ميستورا للشؤون الإنسانية: إن الأمم المتحدة لديها غذاء يكفي 150 ألف شخص جاهز في غرب حلب لكن لا يمكنها حتى الآن الوصول إلى نحو 200 ألف شخص ما زالوا في المنطقة التي نفذت بها مخزونات الغذاء وتجرى بها العمليات الجراحية في أقبية المباني بدون مخدر.

وقال دي ميستورا: إن سوريا وروسيا رفضتا طلبا من الأمم المتحدة لوقف مؤقت للقتال لإجلاء نحو 400 مريض ومصاب في حاجة للعلاج لكن موسكو تريد مناقشة فكرة إقامة ممرات إنسانية.

من جانب آخر قالت جماعتان مسلحتان: إن مقاتلي المعارضة في حلب اتفقوا على تشكيل تحالف عسكري جديد لتحسين تنظيم دفاعاتهم في أجزاء من المدينة التي يسيطرون عليها في مواجهة حملة شرسة تشنها الحكومة وحلفاؤها.

وأجبر هجوم القوات الحكومية السورية مدعومة بفصائل متحالفة معها مقاتلي المعارضة على الانسحاب من أكثر من ثلث الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في شرق حلب مهددين بسحق المعارضة المسلحة في أهم معقل حضري لها.

وقال المسؤولان اللذان تحدثا من تركيا: إن التحالف الجديد سيسمى «جيش حلب» ويرأسه قائد جماعة الجبهة الشامية وهي واحدة من الجماعات الرئيسية التي تحارب في شمال سوريا تحت لواء الجيش السوري الحر.

وأكد مسؤول في جماعة معارضة ثانية أن أبو عبد الرحمن نور من الجبهة الشامية اختير لقيادة التحالف.

وفي مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي دعا نور إلى مزيد من المساندة من الدول الأجنبية الداعمة للمعارضة.

وقال مسؤول بالجبهة الشامية لرويترز: إن التحالف الجديد سيساعد في مركزية عملية اتخاذ القرار.

وتلقت الجبهة الشامية دعما من تركيا ودول أخرى تريد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن العملية العسكرية التركية في سوريا ليست موجهة ضد أحد باستثناء الإرهابيين، متراجعا بذلك بشكل واضح عن تصريحاته السابقة حول «إنهاء حكم الأسد»، وأوضح أردوغان في اجتماع عقده مع مخاتير قرى تركية في القصر الرئاسي بأنقرة أمس: «الهدف من عملية «درع الفرات» ليس دولة أو شخصية معينة، بل التنظيمات الإرهابية فقط.

ولا يجوز أن تكون لدى أحد شكوك بشأن هذا الموضوع الذي أكدنا عليه تارة بعد أخرى، ولا يجوز أن يعلق أحد على الموضوع بأسلوب مختلف أو أن يحاول تشويهه»، وجاءت تصريحات أردوغان السابقة المثيرة للجدل في كلمة ألقاها في ندوة مكرسة للقدس في إسطنبول الثلاثاء الماضي، وكانت روسيا قد عبرت عن دهشتها من تصريحات أردوغان حول دخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية ودعت موسكو أنقرة إلى توضيح موقفها، بينما نصحت مصادر في مكتب الرئيس التركي بعدم تفسير تصريحاته «حرفيا»، وفي هذا السياق أكد الكرملين أن الرئيسين الروسي والتركي تطرقا خلال مكالمتهما الهاتفية يوم أمس الأول إلى تصريحات الأخير (أردوغان) حول أسباب التدخل العسكري التركي في سوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن القوات الروسية والقوات المسلحة السورية لم تنفذ هجوما على جنود أتراك في شمال سوريا الأسبوع الماضي، وإن روسيا مستعدة للحوار مع كل أطراف الصراع في سوريا.

على الصعيد الميداني: أفاد مصدر عسكري لعمان أن الجيش السوري سيطر على السكن الشبابي في الأحياء الشرقية بمدينة حلب، وأن وحدة مقاتلة تصدت لمحاولات تقدم المسلحين على نقاطه عند شركة الكهرباء في الشيخ سعيد جنوب حلب وكبدها خسائر في الأرواح والعتاد، ورغم الأمطار الغزيرة التي تعم سوريا منذ يوم أمس فقد واصل الجيش عملياته العسكرية في مدينة حلب؛ لبسط سيطرته على باقي المناطق من أيدي الفصائل المسلحة، وتمكن أول أمس من استعادة السيطرة على حي الشيخ سعيد في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة بعد معارك عنيفة.

وأوردت وسائل إعلام معارضة سقوط قتلى وجرحى جراء قصف طال حي المعادي ومدينة عندان بريف حلب، وعن تقدم الجيش شرق المدينة وسيطرته على السكن الشبابي.

وأشارت المصادر إلى تعرض كل من أحياء الأنصاري والجزماتي والمشهد وصلاح الدين بحلب القديمة لقصف أدى إلى دمار كبير في الممتلكات دون ورود أنباء عن إصابات.

وفي سياق متصل قالت معلومات متطابقة من مصادر عدة إن قتلى وجرحى قتلوا بانفجار سيارة مفخخة عند مدخل قرية السحارة بريف حلب الغربي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «المعارض» وعاملون بالدفاع المدني إن السحب الكثيفة والأمطار حالت دون شن ضربات جوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب أمس وإن كان القصف المدفعي والاشتباكات العنيفة استمرا.

وتحاول جماعات المعارضة منع القوات الحكومية من تحقيق المزيد من المكاسب بعد أن سيطرت على أكثر من ثلث الأراضي الخاضعة للمعارضة بمدينة حلب في الأيام القليلة الماضية حسب رويترز، وقال الجيش السوري والفصائل الموالية للحكومة: إنهم اشتبكوا مع مسلحي المعارضة على مشارف الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة خاصة في حي الشيخ سعيد في الجنوب وفي شرق المدينة قرب المطار.

في حين أكد مصدر ميداني ومن الأهالي في حلب عن بدء عودة أهالي حي مساكن هنانو بحلب إلى بيوتهم بعد تطهيره من الإرهابيين، والمحافظة تقوم بتأمين الخدمات لهم، وتعمل على تأهيل وصيانة البنى الأساسية والمرافق الخدمية فيه.

وفي سياق آخر جدد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن الحكومة السورية تسعى إلى حل سياسي أساسه الحوار السوري-السوري دون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة» مشيرا إلى أن الحكومة لا تزال تنتظر دعوة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا لاستئناف الحوار الذي تم إيقافه منذ مايو 2016م، وقال الجعفري في كلمة له في جلسة لمجلس الأمن: إن «العشرات من المدنيين الذين حاولوا اليوم الخروج من الأحياء الشرقية في حلب إلى الأحياء الغربية قتلوا من قبل الجماعات المسلحة». وأشار الجعفري إلى أن «تحرير ما يزيد على 80 ألفا من سكان حلب بمن فيهم عشرات الآلاف من الأطفال لم يكن في يوم من الأيام جزءا من خطط وزارات الخارجية الفرنسية والأمريكية والبريطانية.

وأوضح الجعفري أن «الحكومة السورية طلبت من مكتب الممثل المقيم للأمم المتحدة في دمشق المساهمة في الجهد الإغاثي الذي تبذله الحكومة السورية للتخفيف من معاناة عشرات الآلاف في مدينة حلب وأن يقوم الممثل المقيم باستعمال مخزون مستودعات الأمم المتحدة في مدينة حلب وأي مساعدات أخرى تسهم في سد الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وأن الممثل المقيم سيذهب إلى حلب لأن السلطات الحكومية السورية وافقت على ذلك أمس».