facebook twitter instagram youtube whatsapp


عمان اليوم

سلطنة عمان تتطلع إلى مستقبل مزدهر للمناطق الحضرية والريفية

26 مايو 2023
مدن ذكية وتجمعات سكانية نابضة بالحياة

- تنمية مستدامة للمحافظات في البنى الأساسية والبيئة الجاذبة للاستثمارات

- توجيه النمو المستقبلي والاستثمارات لضمان فرص اقتصاديــة مناسبة

- تطبيق تقنيات المدن الذكية في تعزيز اللامركزية واقتصاد المحافظات

-إيجاد الحلول الذكية للتخفيف أو التكيف مع آثار تغير المناخ

أولت سلطنة عمان اهتماما بالغا بالتنمية العمرانية وتجسد ذلك فيما تضمنته خطط رؤية عمان 2040 والاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية من إدراك مبكر لأهمية البعد المكاني للتنمية الشاملة والعمل على توزيع الاستثمارات جغرافيا ودعم المراكز السكانية والمحافظة عليها وتحقيق التوازن بين أبعاد التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وترمي سلطنة عمان إلى توجيه التخطيط العمراني المستقبلي مع التوسع الحضري المستمر للسكان وتطور المراكز الحضرية الرئيسية؛ إلى إيجاد فرص اقتصادية جديدة مهمة ما يستدعي الحاجة إلى تطويرها بطريقة أكثر استدامة ومرونة كمدن ذكية مستدامة ويحتاج التطوير الجديد إلى دمج مجموعة من المبادئ والمفاهيم الذكية في مقترحات التخطيط والتطوير الوطنية والمحلية لإنشاء مجتمعات جاذبة للعيش حيث تم إعطاء الأولوية للسكن الجيد والنقل المستدام عبر الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومرافق المجتمع التي يمكن الوصول إليها والمساحات المفتوحة والبنية الأساسية الفعالة والمبتكرة من التقنيات الذكية لقياس المياه والطاقة والألواح الشمسية، فضلا عن إيجاد الحلول الذكية للتخفيف من آثار تغير المناخ أو التكيف معها لتجاوز المخاطر الطبيعية المحتملة..

وتسعى سلطنة عمان إلى أن تكون دولة متقدمة تبنى اقتصادا منتجا متنوعا قائما على الابتكار وتكامل الأدوار وتكافؤ الفرص واستثمار الميزات التنافسية وفي تطلعاتها مستقبلا تعمل على تبنى المدن الذكية والمستدامة ذات البنية التقنية المتطورة ما يعزز الازدهار الاجتماعي والاقتصادي في المناطق الحضرية والريفية.

تنمية مستدامة

وفي هذا النهج وضعت رؤية عمان 2040، في أولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة، توجها استراتيجيا يختص بوضع تنمية شاملة جغرافيا تتبع نهجا لامركزيا وتطور عددا محدودا من المراكز الحضرية الرئيسة، وباستخدام أمثل ومستدام للأراضي حيث إن التصور المستقبلي لشكل المدن الرئيسة في سلطنة عمان يأتي انطلاقا من التوجهات الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية لرؤية عُمان 2040، فإدارة المدن تساعد على تسريع وتيرة النمو والانفتاح على الأسواق العالمية من خلال تهيئة بيئات إنتاجية لجذب الاستثمارات العالمية، وزيادة الكفاءة الاقتصادية، وتهيئة بيئات ملائمة للعيش، والحفاظ على نهضة المدن بيئيا واجتماعيا، ويمكن التنسيق بين التجمعات الاقتصادية وقطاعاتها المختلفة في المدن؛ مثل تعزيز الإنتاجية وتحفيز الابتكار وتنويع مصادر الاقتصاد والنمو، كما أن التطوير الشامل والمتناغم للبنى الأساسية بمكوناتها كافة، كفيل بصنع تنمية عادلة موجَّهة إلى المناطق الحضرية والريفية؛ لتعزيز الازدهار الاجتماعي الاقتصادي.

كما يتبنى منهج إنشاء مدن سلطنة عمان الذكية التي تتسم بتوفر الخدمات الأساسية المتطورة، والمعتمدة على التقنية الحديثة، وإنشاء المدن الاشتمالية ثلاثية الأبعاد، التي تتضمن الاشتمال المكاني، والاجتماعي والاقتصادي في الوقت ذاته، على أنّ ذلك كله يرتكز على التشاركية مع القطاع الخاص، والاستثمار من خلاله في عملية تمكين المجتمعات الحضرية؛ لتصبح المدن العُمانية الذكية والمتطورة مصدرا لتحفيز النمو، وموطنا آمنا للعيش.

وفي المرحلة القادمة من مستقبل سلطنة عمان سيكون العمل على تحقيق التنمية المستدامة لمحافظات سلطنة عمان كافة في البنى الأساسية، والخدمات الحكومية، والمرافق العامة، والبيئة التنظيمية الجاذبة للاستثمارات، بما يحقق زيادة سلسلة القيمة المضافة في ربط المحافظات بعضها ببعض، ويضمن مستوى معيشة متقدما. وسوف تقوم عملية التخطيط التنموي وبناء المخططات الشمولية للمحافظات على أساس استثمار الموارد المتاحة، وسبل توسيع الاستفادة من المرافق العامة والخدمات الموجودة أو التي تقام مستقبلا ضمن سياق متكامل، يأخذ بالاعتبار الفوارق الموجودة بين المحافظات. ويسهم في عملية تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بين المحافظات، وإيجاد الإدارات والقيادات المحلية القادرة على تطبيق مبادئ اللامركزية. بحيث تتمتع هذه القيادات بالقدرة على التخطيط، واتخاذ القرارات المناسبة التي تتواءم مع التوجهات المستقبلية للدولة، وتسهم في تنمية مجتمعاتها المحلية، وإيجاد فرص العمل الموائمة، وتعزز من تطبيق مبادئ الابتكار والتطوير في بناء المنظومة المحلية في كل محافظة، وتشجع على استخدام التقنية الحديثة، والاستخدام الأمثل والمستدام للأراضي والموارد الطبيعية والمتاحة، واستثمارها بطريقة متميزة وفاعلة.

مسقط الذكية

أما خطة التنمية الخمسية العاشرة فقد وضعت ضمن أهدافها الاستراتيجية إيجاد مدن ذكية ومستدامة نابضة بالحياة وريف حيوي بجودة عالية للمعيشة والعمل والترفيه...

وفي قائمة البرامج الاستراتيجية ضمن هذا الهدف لأولوية تنمية المحافظات والمدن المستدامة؛ برنامج الريادة في تقديم نموذج للمدينة المستدامة النابضة بالحياة حيث يستهدف البرنامج تعزيز الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المدينة لتكون مسقط نابضة بالحياة، وذلك عبر إعداد استراتيجية مسقط الذكية وتطوير البنية الرقمية والمعلوماتية مما يتماشى مع توجهات الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية لتكون مسقط من ضمن المدن الرائدة إقليميا ووضع خطط تنفيذية من الجهات كوزارة الإسكان والتخطيط العمراني بوضع مخططات التحول الحضري للمدن الذكية والخطط الهيكلية وتختص بلدية مسقط ممثلة بمكتب المحافظ بوضع القوانين والآليات الممكنة لاستخدامات المدن الذكية وتضطلع وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بوضع خارطة الطريق للتطبيقات الذكية للمدن المتمثلة في إدخال التقنيات الذكية، ووضع خطط تنفيذية للمشروعات المتعلقة برفاهية السكان في محافظة مسقط.

أما البرنامج الاستراتيجي الآخر فاختص بالمدن والمحافظات الذكية حيث يستهدف البرنامج تطوير السياسات والتطبيقات والبنى الأساسية والمشروعات والقدرات والمهارات المتعلقة بالمدن والمحافظات الذكية، التي تقدم خدمات ومنتجات تعتمد على التقنيات الحديثة لتحسين جودة الحياة في المدن والمحافظات وتعزز بيئة التنافسية فيما بينها. ويسهم تطبيق تقنيات المدن الذكية في تعزيز اللامركزية واقتصادات المحافظات وخلق بيئة جاذبة للعمل والإبداع والابتكار داخل المدن والمحافظات، مما يسهم في دفع الحركة الاقتصادية وتوفير فرص العمل، وذلك عبر تصميم إطار وسياسة موحدة للمدن الذكية في سلطنة عمان من خلال دراسة التحديات والإشكالات التي تعانيها المدن والمحافظات، والعمل على تصميم معايير للمدن الذكية في السلطنة يتم فيها قياس تقدم المدن سنويا، وتفعيل التعاون الدولي مع المؤسسات العالمية للاستفادة من تجارب المدن الذكية إقليميا ودوليا، وتدريب وتمكين المحافظات والمدن في المجالات المختلفة للمدن الذكية من خلال سفراء المدن الذكية، وتأسيس شراكات بين المحافظات والمبتكرين والباحثين في مجالات المدن الذكية لتطوير الخدمات والتطبيقات المطلوبة، وتنفيذ مشروعات في مجالات المدن الذكية بالشراكة مع القطاع الخاص، وتطوير بنية أساسية تقنية تجريبية للبحث والتطوير في تطبيقات المدن الذكية وإجراء تجارب لتقنيات المدن الذكية في المناطق الخاصة والحرة والعلمية في السلطنة.

الاستراتيجية الوطنية

وفي سياق متصل أكدت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني عبر الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية 2040 أن التنمية العمرانية تلعبا دورا مهما في تحقيق التنمية المستدامة، حيث تمثل الاستراتيجية العمرانية إطارا لتحقيق التوازن بين الأبعاد المختلفة للاستدامة: الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لذا انعكست أهداف الاستدامة في الاستراتيجية بشكل عام، وفي حجم ومواقع التنمية المقترحة، وكذلك في السياسات التي تضمنتها والتي تعد نتاجا لمختلف المبادئ والقيم والموجهات والمدخلات التي استندت عليها الاستراتيجية.

ووضع سياسات التخطيط العمراني والغايات المنشودة تدور حول تطوير مجتمعات حيوية مرنة وصامدة بأماكنها وأناسها في مختلف أنحاء السلطنة، وتحقيق نمو اقتصادي قوي يرتكز حول استغلال الإمكانات التنافسية لكل إقليم، وحماية وتعزيز الموارد البيئية ومواجهة التغيرات المناخية والاستهلاك المستدام للموارد الطبيعية، وتدور حول أنماط نقل مستدام تقلل من الاعتماد على المركبات الخاصة.

لذا يبدو جليا اهتمام الاستراتيجية العمرانية بتحقيق استدامة التنمية من خلال السياسات العمرانية بشكل عام وباستحداث سياسات تتعلق بالاستدامة والتغير المناخي بشكل خاص بحيث تتكامل مع توجه السياسات الأخرى ضمن الإطار الوطني للسياسات العمرانية

السياسات العمرانية

وأوضحت الوزارة أنه تم تحديد الإطار الوطني للسياسات العمرانية الذي يعد الموجِّه الأساسي لتنفيذ استراتيجية التنمية العمرانية على المستوى الوطني ومستوى المحافظات في المرحلة القادمة، وهو يشمل57 سياسة، وتعدّ تلك السياسات حزمة متكاملة لتحقيق رؤية وأهداف الاستراتيجية العمرانية.

ويتم تحقيق التنمية العمرانية الاستراتيجية من خلال العمل على التسلسل الهرمي للتجمعات السكانية حيث تعمل الحكومة على تطبيق نظام هرمي للتجمعات السكانية في سلطنة عمان لتحديد الوظائف الاجتماعية والاقتصادية للتجمعات السكانية، وتوجيه النمو المستقبلي واستثمارات القطاعين الحكومي والخاص من أجل ضمان فرص اقتصادية مناسبة ومتوفرة للجميع والاحتياجات اللازمة من الأراضي للتنمية المستقبلية بالإضافة إلى ضمان توفير المرافق والخدمات الاجتماعية اللازمة في مواقعها المناسبة ضمن التسلسـل الهرمي.

والعمل على متطلبات التنمية المستقبلية حيث تعمل الحكومة على ضمان تخصيص الأراضي الكافية لاستيعاب الطلب المستقبلي المتوقع والناجم عن النمو الاقتصادي والسكاني، كما سيتم إعطاء الأولوية لتنمية الفراغات العمرانية والمواقع المتدهورة ضمن المناطق الحضرية، أما في حالة التوسع العمراني في الأراضي الجديدة فينبغي الأخذ بمبادئ التخطيط القائمة على كفاءة الكثافة السكانية مما يسهل من توفير مختلف المرافق المجتمعية، وإيجاد مدن ذكية وجاذبة للعيش وذلك بالعمل على إدراج مبادئ ومفاهيم المدن الذكية في التخطيط والتنمية من خلال تطويع التكنولوجيا المتقدمة لتوفير مرافق وبنى أساسية تتسم بالكفاءة والابتكار وتوفر حلولا ً ذكية لمعالجة التحديات التي تواجهها المدن بحيث تسهم في بناء تجمعات سكانية جاذبة للعيش.

وأوضحت وزارة الإسكان أنه لتحقيق التنمية العمرانية لابد أيضا من تعزيز عمليات التحول الحضري وتعزيز إقامة مشروعات لتطوير الأحياء المتهالكة في المناطق الحضرية القائمة عن طريق عمليات التجديد وإعادة التطوير والتحسين بحيث يتم تنمية هذه المناطق لخلق مجتمعات جاذبة تحتوي علي خدمات ومرافق عالية الجودة تتوفر فيها الأماكن العامة وتضم أنشطة متعددة الاستخدامات كالخدمات التجارية والترفيهية والسكنية.

أعمدة
No Image
كلام فنون: موشحات البلد في ليون الفرنسية
في النصف الأول من شهر مايو الماضي، تشرفنا أنا وأعضاء فرقة البلد الموسيقية الغنائية بدعوة كريمة من إدارة المتحف الوطني العُماني لإحياء حفلتين في متحف الفنون الجميلة بمدينة ليون الفرنسية بمناسبة الاحتفال بيوم عُمان «رحلة إلى أرض اللبان».كانت هذه تجربتنا الأولى خارج عُمان، قدمنا خلالها أعمالنا الموسيقية الجديدة في إطار...