عمان اليوم

الأمراض الحرارية تسبب الوفاة .. وتزايد أعداد الإصابات في الصيف !

01 يوليو 2022
يجب نقل المصاب بضربة شمس من موقعه فورًا وتبريده
01 يوليو 2022

شهدت عدد من الولايات في سلطنة عمان تزايدا في حالات الإصابة بما يسمى بالأمراض الحرارية الناتجة عن تأثر جسم المصاب بمستوى غير طبيعي من درجات الحرارة، التي يمكن تصنيفها بدرجات متفاوتة على «نطاق أو طيف»، أهونها هو انتفاخ الجلد بالسوائل المحتبسة (الوذمة) والطفح الجلدي، وأشدها ضربة الشمس (تسمى أيضا بضربة الحر)، وتعد من الأمراض القاتلة إن لم تعالج.

وأكد الدكتور عبدالمجيد بن صالح القطيطي طبيب طوارئ مقيم في المجلس العماني للاختصاصات الطبية: أن درجات الحرارة قد تصنع بيئة غير صالحة للعمل ولا حتى للعيش، ويكون أسوأ عواقبها الوفاة، وتطرق إلى بيئة سلطنة عمان رغم تكيفنا معها يجعلنا أكثر تحملًا للحرارة، وما زلنا نصادف حالات أمراض حرارية كالإنهاك الحراري، وضربات الشمس التي تصل للوفاة.

وقال القطيطي: في الصيف وخلال أقل من 10 دقائق فقط تصل درجة الحرارة الداخلية للمركبة من غير تهوية إلى 60 درجة سيليزية، وهذا ما يجعل نسيان الأطفال في السيارات أمرًا خطيرًا جدًا، كما أن الجسم البشري يبدأ بالتعطل والخلايا بالموت متى ما ظل الإنسان في درجات حرارة فوق الـ40 درجة، ويكون موت الخلايا فوريًا متى ما وصلت درجة حرارة الجسم إلى أعلى من 49 درجة، وبحكم تكيفنا في سلطنة عمان مع درجات الحرارة العالية فنحن لنا قدرة على تحملها إلى حد ما، لكن كلما زادت درجات الحرارة وطالت مدة البقاء في مكان حار جدًا زادت نسبة حدوث هذه الأمراض.

وتناول القطيطي أسباب وأعراض الأمراض الحرارية التي تنتج عندما يتعرض الجسم لدرجات الحرارة العالية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة المحيطة وعندما يفشل الجسم في تبريد نفسه بشكل كافٍ، فدرجة حرارة الجسم ترتفع بشكل مطرد مع ارتفاع درجات الحرارة المحيطة، فالجسم بحاجة لأن يكون في نطاق درجة حرارة داخلية محددة حوالي 36 إلى 38 درجات سيليزية، ومتى ما تخطى ذلك النطاق بشكل كبير فإن وظائف الجسم وخلاياه تكون عرضة للفشل والموت كلما استمرت درجة الحرارة بالارتفاع أو أطالت في ارتفاعها، مشيرًا إلى أن أهم الخلايا التي تبدأ بالتعطل هي خلايا الدماغ التي تؤدي للتغير في الوعي وحدوث الهلوسات، كما أن خلايا القلب تتأثر مما يؤدي إلى حدوث فشل قلبي أو حتى ذبحة صدرية، وتأثر خلايا الكلى تسبب ضعف وتكسّر في الخلايا العضلية وما يتبعها من عواقب.

وأوضح القطيطي أنه يمكن للأمراض الحرارية أن تحدث نتيجة التدريب أيضا، وهذا ما يجعل الرياضيين عرضة للإصابة حيث إن عضلات الجسم توّلد حرارة عند التمرن مما قد يسبب أمراضا حرارية حتى في درجات الحرارة المعتدلة في بعض الحالات، لافتًا إلى أن الجسم يعتمد على التعرق بشكل أساسي لتبريد نفسه، ومتى ما زادت رطوبة الجو وتشبعه ببخار الماء، قلت قدرة العرق على التبخر من على الجسم وتبريده، لذا تترطب الملابس بالعرق في الأيام الحارة والرطبة، حيث إن العرق لا يتبخر، وهذا يجعل الشخص عرضة أكبر للأمراض الحرارية.

أعراضه وطرق العلاج

وأوضح القطيطي أنه في الدرجات العليا من طيف الأمراض الحرارية يأتي الإنهاك الحراري على شكل شعور بالتعب والانزعاج، وخفقان القلب، وصداع، وعدم القدرة على التركيز، وتشنجات عضلية، وجفاف، ومتى ما اشتدت الأعراض ووصل الشخص إلى قمة طيف هذه الأمراض، يكون قد تعرض لضربة شمس، وهي عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة سيليزية يحدث معه تغير في وعي المريض، وقد يكون التغير في أشكال مختلفة كعدم معرفة المريض لنفسه والمكان المحيط به، والتصرف بغرابة، والهلوسة، والعدوانية في التصرفات، ونوبات الصرع، أو حتى فقدان الوعي تماما.

ونوه القطيطي إلى أن طرق العلاج تعتمد على قوة درجة الحرارة، فمتى ما تبين إصابة شخص بإنهاك حراري أو ضربة شمس، فيجب نقله فورًا من المكان الحار وتبريده، مشيرًا إلى أن هناك عدة طرق لتبريده أكثرها شيوعًا التبخير وهو رش المريض بماء بارد ونفخ هواء دافئ عليه بهدف تبخير الماء من على الجسد لتبريده، وبالإمكان أيضا غمس المريض في ماء بارد لتبريده، أما في الحالات الشديدة والمستعصية نقوم في المستشفيات بإدخال أنابيب في الصدر (فغر الصدر) مع استخدام قسطرات شرجية ومثانية وضخ ماء بارد عن طريقها بهدف تبريد الجسم داخليا.

ودعا القطيطي إلى أهمية تجنب التعرض لدرجات حرارة مرتفعة ولمدة طويلة، وعدم التمرن في الأماكن الحارة ذات الرطوبة العالية، والترطيب مهم جدًا، حيث إن التعرق -طريقة التبريد الذاتية الأساسية- تعتمد على وجود ماء وملح كافيين في الجسم، ومن المهم أيضًا الترطيب بمشروبات غنية بالأملاح في حالة التعرق الشديد لتعويض ما تم فقده من أملاح، حيث إن الترطيب بالماء فقط يؤثر على ما نسميه طبيًا بـ(إسمولية البلازما).