facebook twitter instagram youtube whatsapp


No Image
عمان اليوم

إنشاء سد للتغذية الجوفية في « فدى » بضنك بجهود أهلية

13 مايو 2022
بسعة استيعابية 288 الف متر مكعب

الأهالي:المساهمة في زيادة المخزون الجوفي وإيجاد التوازن المائي -

يتميز الوادي بجيولوجية صخوره المناسبة لأحواض التخزين -

يستعد أهالي «فدى» بولاية ضنك لإنشاء سد للتغذية الجوفية بمنطقة «وادي خوس»، بتكلفة إجمالية تبلغ 125 ألف ريال عماني، وبسعة استيعابية 288 ألف متر مكعب، وتبلغ مساحة بحيرة السد 66 ألف متر مربع، ويقع وادي خوس في ولاية ضنك ضمن منطقة تتوسط ولايات محافظات الظاهرة حيث تحده من الشرق والجنوب ولاية عبري ومن الشمال ولاية ينقل، ويعد هذا الوادي واحداً من أكبر الأودية بمحافظة الظاهرة، وتشكل المساحات المزروعة منه ما يتجاوز الـ 400 فدان، تعتمد جميعها على آبار المياه الجوفية في ري المحاصيل، مما يجعلها عرضةً للهلاك في فترة المحل والقحط، وكانت سبباً في تقلص المساحات المزروعة والمسطحات الخضراء بالمنطقة في السنوات الماضية، ويمتد المجرى الرئيسي للوادي على خط طوله 1117كم من بداية الوادي إلى المصب، ويجمع الوادي مياه الأمطار من مساحة تزيد عن 106كم عبر سلسلة من الشعاب والمجاري الفرعية يبلغ عددها660 مجرى.

ونظراً لانعدام وجود أي سدود للتخزين على مجرى الوادي في الفترة الحالية، فإن مياه الأمطار التي تهطل عليه ينتهي بها المطاف مهدرةً في صحراء الربع الخالي، ولا يتم الاستفادة منها بأي شكلٍ من الأشكال.» وكشف عن مجموع التبرعات التي تم تجميعها، حيث بلغت تبرعات الأهالي لإنشاء سد التغذية 50% أي ما يعادل 62500 ريال عماني، وساهمت وزارة الزراعة بنسبة 20% أي بمبلغ وقدره 25000 ريال عماني، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك مساهمات من مؤسسات القطاع الخاص بنسبة 30% بمبلغ وقدره 37500 ريال عماني.

عوامل

واستعرض عمر بن سعيد الزيدي مجموعة من العوامل المساعدة لإنشاء السد بوادي خوس أبرزها الموقع الحيوي، حيث يقع الوادي ضمن منطقة استراتيجية تتوسط ولايات محافظة الظاهرة، ويُؤمل أن يساهم إنشاء السد بها في تغذية المخزون الجوفي لمختلف البلدان المجاورة، والعامل الثاني يتمثل في التضاريس المثالية، حيث يشكل وادي خوس حوض تصريف طبيعيا يجمع مياه الأمطار الهاطلة على مساحة تزيد على106 كيلومترات مربعة، و يبلغ متوسط التدفق للوادي قرابة 12مليون متر مكعب سنويا، بالإضافة إلى طبقات الصخور المثلى لتخزين المياه الجوفية، ويقع وادي خوس ضمن سلسلة من الصخور الجيرية ذات المسامية والنفاذية العالية، التي باستطاعتها تخزين كمية وافرة من المياه الجوفية.

انخفاض تكلفة الإنشاء

يتميز الوادي بوجود عدد من الخوانق الطبيعية التي لا يتجاوز عرضها الـ 30 مترا التي يمر من خلالها معظم التدفق المائي للوادي، وهو ما يجعلها نقاطا مثلى لإقامة سد متوسط الحجم بتكلفة إنشائية منخفضة، بالإضافة إلى ذلك خلو منطقة الارتداد وبحيرة التخزين من أي نشاط سكاني وعمراني، ويمكن تخزين أكبر كمية ممكنة من المياه في حوض التخزين دون أي أضرار تذكر على الحياة والممتلكات.

الدراسة الفنية

وتعد سدود التغذية واحدة من أنجح السبل المتبعة للحفاظ على مستويات المياه في أحواض المياه الجوفية، لا سيما في المناطق الجافة وشبه الجافة، التي تزيد فيها معدلات التبخر عن معدلات هطول الأمطار، كما هو الحال في معظم مناطق سلطنة عمان، وإدراكاً للأهمية الاستراتيجية لهذه السدود في توفير الأمان المائي المنشود سعت الحكومة إلى إقامة مجموعة من سدود التغذية بلغ عددها 44 سداً حتى يناير2019.» وأوضح عمر الزيدي أن وادي خوس يعد واحدا من المواقع المثلى لهذا النوع من السدود، نظرا لتضاريس أوديته الضيقة وجيولوجية صخوره المناسبة لأحواض التخزين، مشيرا إلى أن كمية المياه الخارجة من الوادي تتجاوز 12 مليون متر مكعب سنويا، ولا يتجاوز عرض الوادي 30 مترا، ويمكن للسد أن يخزن قرابة 50% من جريان الوادي، أي ما يعادل 934 ألف متر مكعب، في بحيرة يبلغ ارتدادها 118 كيلومترا وبعمق يبلغ أقصاه 10 أمتار.

تحديات

وقال راشد بن سليمان البادي: واجهنا مجموعة من التحديات أبرزها تمويل المشروع لكونه مشروعا أهليا والمساهمة الحكومية محصورة بنسبة 20% من إجمالي التكلفة، ونسعى إلى استقطاب جزء من التمويل عبر مساهمة مؤسسات القطاع الخاص عبر مبادرات المسؤولية المجتمعية، وبالنظر إلى السدود المقامة في محافظة الظاهرة، يمكن لهذا السد أن يخزن كمية من الماء تفوق ما يخزنه سد وادي الكبير في ولاية عبري وهو أكبر سدود محافظة الظاهرة، ونتمنى أن يتم تبني هذا المشروع الوطني الذي سيكون علامةً فارقةً بإذن الله في مشاريع الأمن الغذائي في سلطنة عمان، و مشروعاً حيوياً يرفدُ قطاع الثروة الزراعية ويُسهم في استدامته.

وأضاف على كلامه رائد بن راشد الزيدي: «من التحديات أيضا أن هناك تحديا هندسيا، لكون السد يقع على واحد من أكبر الأودية في محافظة الظاهرة لذلك تم تصميمه على معايير متانة عالية بقاعدة يبلغ عرضها 14 مترا.»

الجدير بالذكر، أن هناك مشروعا مصاحبا وهو الحزام الأخضر​، لتحقيق الاستفادة المثلى من المياه التي سوف يخزنها السد، تبنى القائمون على المشروع مبادرة أهلية تهدف إلى زراعة خمسين ألف شجرة برية، في منطقة مفيض السد وذلك في نطاق يبلغ طوله 1 كم وبعرض 5 كم، وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الغطاء النباتي في المنطقة و توفير البيئة المناسبة لمربي النحل المحليين، بالإضافة إلى توفير مساحات خضراء تسهم في دعم السياحة المحلية، وبدأ العمل في هذا المشروع المصاحب في شهر أكتوبر من العام الماضي، وذلك عبر تجهيز ما يربو على ألفي شتلة لتكون جاهزة للزراعة مع اكتمال المرحلة الأولى من إنشاء السد.

أعمدة
No Image
نوافذ :كثيرٌ من الظن..
shialoom@gmail.comأنشطتنا اليومية تقع بين مظنتي الشك أو الظن، واليقين، ومنهما تتفاوت الأحكام، والمواقف، والرؤى، ولأن اليقين أمره مفروغ منه، فلا يحتاج إلى كثير من الجهد، فهو واضح للعيان، لا يتنازع في شأنه اثنان، فيبقى الظن في هذه الحالة هو ما يثير التساؤلات، ويستنفر الأنفس ويقلقها إلى حد بعيد، مع...