مكافحة الاتجار بالبشر.. نداء من أجل الإنسانية والعدالة
احتفل العالم بمناسبة مهمة جدا، وإنسانية، وهي اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر. وجاء الاحتفاء في وقت يواجه فيه البشر الكثير من التحديات تتجاوز الفهم التقليدي لموضوع الاتجار بالبشر.
واحتفلت سلطنة عُمان بالمناسبة، وهي التي ما فتئت تبث الكثير من الرسائل للداخل والخارج حول خطر هذا النوع من الانتهاك لإنسانية الإنسان.
وتولي سلطنة عمان أهمية كبرى بتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وتوسيع المدارك تجاه التحديات والجرائم التي تلامس كرامة الإنسان، وهي تؤمن أن هذا لا ينبع من كونه التزامًا دوليًّا فقط، وإنما لكونه التزامًا دينيًّا وواجبًا وطنيًّا متجذرًا في الهوية العمانية.
وصدّقت سلطنة عمان وانضمت إلى العديد من الاتفاقيات والمواثيق والصكوك والبروتوكولات الدولية المشتملة على أحكام وتدابير ذات صلة بمكافحة استغلال الأشخاص وبخاصة النساء والأطفال، وقد أصبحت تلك الاتفاقيات جزءًا من القوانين المحلية ولتسهيل تطبيقها وإنفاذ الأحكام الواردة فيها.
ورغم التقدم الذي شهده العالم والثورات التكنولوجية إلا أن تحدي الاتجار بالبشر ما زال أحد شواغل البشرية حتى اليوم، ويعاني منه ملايين الناس المحرومين من كرامتهم وحريتهم وحقوقهم الإنسانية الأساسية.
ويتعرض ضحايا الاتجار للاستغلال بأشكال مختلفة، بما في ذلك العمل القسري والاستغلال الجنسي والاتجار بالأعضاء. وتتمثل الرؤية الإنسانية للاحتفال بهذا اليوم في تسليط الضوء على محنة هؤلاء الأفراد، ورفع مستوى أصواتهم حتى تسمع في كل مكان.
كانت رحلة مكافحة الاتجار بالبشر رحلة شاقة وطويلة عبر التاريخ وشهدت الكثير من الفصول والصراعات أثبت الكثير منها نجاحه فيما ما زالت هناك الكثير من التحديات التي تستحق أن يقف عليها وعلى أشكالها الناس في كل مكان. ويشكل إحياء ذكرى هذا اليوم تذكيرا تاريخيا بالنضال المستمر من أجل الحرية والعدالة.
ويدعو اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر إلى تأمل أعمق في القيم التي تحدد إنسانيتنا، وإلى النظر في الحقوق الأساسية التي يحق لكل إنسان أن يتمتع بها: الحق في العيش خالياً من الخوف والاستغلال والإساءة. ويمكن النظر إلى هذا اليوم وخاصة في هذه المرحلة التي تشهد الكثير من الانتهاكات وعلى كل المستويات، باعتباره بوصلة أخلاقية تذكرنا بأن قيمة الحياة البشرية تتجاوز أي مكسب مادي، كما يدعونا إلى التضامن والرحمة والعزم الجماعي على دعم كرامة الإنسان في كل وقت وآن.
ويعد اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر تذكيرًا مؤثرًا بالنضال الدائم من أجل الكرامة الإنسانية والعدالة، إنه يوم لتجديد التزامنا بحماية الفئات الأكثر ضعفًا بيننا وضمان استمرار نور الإنسانية في التألق بقوة ضد ظلام الاستغلال خاصة ذلك الذي يحدث في الحروب والنزاعات الطائفية والقومية.