العرب والعالم

18 قتيلا في ضربات قرب أوديسا وكييف تسترد جزيرة استراتيجية

01 يوليو 2022
الجيش الروسي يعلن سيطرته على مصفاة ليسيتشانسك الاوكرانية
01 يوليو 2022

عواصم "وكالات": قتل 18 شخصا في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا بحسب كييف، في حين استعاد الجيش الأوكراني من الروس جزيرة صغيرة استراتيجية للسيطرة على الطرقات البحرية.

وقالت أجهزة الطوارئ الأوكرانية ان صاروخين أُطلقا الليلة قبل الماضية من "طائرة استراتيجية" فوق البحر الأسود وأصابا مبانيَ.

وأعلن المسؤول الثاني في الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو على تلغرام حصيلة جديدة بلغت 18 قتيلًا بينهم طفلان و30 جريحًا، فيما تتواصل عمليات الانقاذ التي يعقدها اندلاع حريق.

في وقت سابق، قال المتحدّث باسم الإدارة العسكرية في منطقة أوديسا سيرغي براتشوك إنّ "صاروخًا أصاب مبنى سكنياً من تسع طبقات يقع في منطقة بيلغورود-دنييستر" التي تبعد حوالى 80 كيلومترا نحو مدينة أوديسا.

وانتقد الناطق رواد الانترنت الذين يبلغون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تحركات القوات الأوكرانية وأجهزة الاغاثة.

وأضاف في تصريح للتلفزيون المحلي "ثمة عملية انقاذ جارية لا تكتبوا أين ومَن وكيف!" لعدم تعريض العسكريين للخطر من دون أن يوضح المكان المحدد للضربة.

دعم الأطلسي الثابت

أتى الهجوم الصاروخي في حين وعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أوكرانيا بدعم ثابت في ختام قمته في مدريد الخميس.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس "سنبقى الى جانب أوكرانيا وكل الحلف سيبقى الى جانب أوكرانيا طالما لزم الأمر لضمان أنها لن تهزم من قبل روسيا"، وقال بايدن "لا أعرف كيف ومتى سينتهي الأمر. لكن الحرب لن تنتهي بهزيمة أوكرانيا".

وأعلنت دول عدة في الناتو مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا. فتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون توفير مساعدة إضافية قدرها مليار جنيه استرليني (1,16 مليار دولار) فيما وعد بايدن بمساعدة إضافية تصل إلى قيمتها إلى 800 مليون دولار.

وردت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافرورف بقوله إن "الواقع أن الستار الحديدي يرتسم"، مستعيدا العبارة الشهيرة التي ولدت مع الحرب الباردة وتلاشى استخدامها مع سقوط جدار برلين في 1989.

أتى كلام لافروف ردا على خارطة الطريق الاستراتيجية التي أقرها الناتو واعتبرت روسيا "التهديد المباشر الأكبر على أمن الحلفاء" فيما ندد الحلف بمحاولات موسكو وبكين توحيد جهودهما "لزعزعة استقرار النظام العالمي".

انسحاب روسي من جزيرة الثعبان

على جبهة القتال، رحبت اوكرانيا الخميس بانسحاب القوات الروسية من جزيرة الثعبان التي هيمنت عليها في ساعات الهجوم الأولى في انتصار له دلالات رمزية كبيرة لكييف.

وقالت موسكو إنها سحبت قواتها في "بادرة حسن نية" بعدما حققت أهدافها ولتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وتقع الجزيرة جنوب غرب أوديسا التي تضم أكبر مرفأ أوكراني تتكدس فيه ملايين الأطنان من الحبوب قبالة مصب نهر الدانوب.

إلا أن رواية الجيش الأوكراني مختلفة تماما. فهو يعتبر أن الجيش الروسي غادر الجزيرة لأنه "بات عاجزا عن مقاومة نيران مدفعيتنا وصواريخنا وضرباتنا الجوية".

وأوضح أن "العدو فر على متن زورقين سريعين" تاركا الجزيرة عرضة "للنار" حيث "لا يزال يُسمع دوي انفجارات"، مشيرا إلى أنه سيقيم مجددا فيها نقطة تواجد.

وقال الجيش الأوكراني إن "الروس خلال انسحابهم فجروا" معداتهم العسكرية "وفقدوا مروحية في البحر".

وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيليسكي مساء الخميس "جزيرة الثعبان نقطة استراتيجية وما حصل يغير بشكل كبير الوضع في البحر الأسود.. هذا لا يعني ان العدو لن يعود. لكن ذلك يحد بشكل واسع من تحركات المحتلين".

في المقابل أقر زيلينسكي بأن الوضع يبقى "صعبا للغاية" في مدينة ليسيتشانسك الواقعة في حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا حيث يتركز الجزء الأكبر من المعارك.

وتعتبر ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة خارج سيطرة الروس في منطقة لوغانسك إحدى محافظتي منطقة دوبناس التي تريد موسكو السيطرة عليها كليا.

في خيرسون جنوبا، ضربت مروحيات أوكرانية "تجمعا للقوات والعتاد العسكري عائدة للعدو" قرب بلدة بيلوزيركا على ما أفاد الجيش الأوكراني امس الجمعة.

وأوضح المصدر نفسه أن الهجوم أسفر عن سقوط "35 قتيلا" في صفوف الجنود الروس وأدى إلى تدمير دبابتين وعدة مدرعات أخرى.

السيطره على مصفاة ليسيتشانسك

في المقابل، أعلن الجيش الروسي أنه يحرز تقدما في مدينة ليسيتشانسك المحاصرة بشرق أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، امس الجمعة، إن مصفاة النفط في المدينة، التي تركز حولها القتال خلال الأيام القليلة الماضية، باتت الآن تحت سيطرة القوات الروسية والانفصاليين الموالين لموسكو. وذكر الجانب الأوكراني أن القتال ما زال مستمرا على مصفاة النفط صباح امس.

وذكر كوناشينكوف أن الجانب الأوكراني يتكبد خسائر فادحة في المدينة وحولها، وقال إن نحو 200 جندي أوكراني يلقون حتفهم يوميا، مضيفا أنه "يمكن للمرء أن يلاحظ تراجعا غير منظم لوحدات منفردة من القوات الأوكرانية من ليسيتشانسك". ولم يتسن التحقق من ذلك بصورة مستقلة. وتعد ليسيشانسك آخر مدينة كبيرة في منطقة لوهانسك لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا.

كييف تصدر الكهرباء إلى اوروبا

على صعيد الطاقة، بدأت أوكرانيا تصدير الكهرباء بكمية "كبيرة" إلى الاتحاد الأوروبي عبر رومانيا، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة عبر الفيديو، مشيرًا إلى أن ذلك "ليس سوى مرحلة أولى".

وقال زيلينسكي الذي وافق الاتحاد الأوروبي على ترشيح بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأسبوع الماضي "قطعنا مرحلة مهمة في تقاربنا مع الاتحاد الأوروبي".

وأضاف "نستعد لزيادة الامدادات"، مشددا على أن "الكهرباء الأوكرانية يمكنها تعويض جزء كبير من الغاز الروسي الذي يستهلكه الأوروبيون"، وأكد "هذه ليست مسألة عائدات من الصادرات بالنسبة لنا بل مسألة أمن أوروبا برمتها".

ربطت شبكة الكهرباء الأوكرانية بالشبكة الأوروبية في منتصف مارس ما يساعد البلاد على مواصلة عملها رغم الحرب.

وكانت الشبكة الأوكرانية موصولة بالشبكة الروسية حتى بدء العمليات الروسية لها في 24 فبراير وعملت بعدها بشكل مستقل.

وغردت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس قائلة "اعتبارا من اليوم تريد أوكرانيا تصدير الكهرباء إلى سوق الاتحاد الأوروبي. ... سيوفر ذلك مصدرا إضافيا للكهربا للاتحاد الأوروبي وعائدات مهمة جدا لأوكرانيا. الطرفان يكسبان".

ودعت فون دير لايين صباح امس الجمعة، أوكرانيا إلى تسريع تنفيذ إصلاحاتها لمكافحة الفساد، في إطار ترشّحها لعضوية الاتحاد الأوروبي التي وافق عليها قادة الدول الـ27 الأعضاء في التكتل.

وأشادت بالإصلاحات التي سبق أن نُفّذت وبـ"ماكينة مكافحة فساد مثيرة للإعجاب". واعتبرت أن "هذه المؤسسات باتت بحاجة إلى وسائل عمل وأشخاص صالحين في مراكز المسؤولية"، مطالبةً بأن "يتمّ في أسرع وقت ممكن تعيين مدع عام جديد متخصص في مكافحة الفساد ومدير جديد للمكتب الوطني الأوكراني لمكافحة الفساد".

وأشادت أيضًا بتبني قانون جديد يهدف إلى الحدّ من "التأثير المفرط للأثرياء على الاقتصاد"، والذي ينبغي على أوكرانيا الآن أن تضمن "تطبيقه بطريقة متينة قانونيًا".

وطالبت فون دير لايين أخيرًا بتبني "قانون حول وسائل الإعلام، يجعل القانون الأوكراني يتطابق مع معايير الاتحاد الأوروبي ويمنح الهيئة الناظمة المستقلة لوسائل الإعلام الأدوات اللازمة".