الاحتلال يرتكب المذابح في قطاع غزة.. والمقاومة تتبنى عملية "أرئيل" شمال الضفة الغربية
غزة "وكمالات": استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون في أنحاء قطاع غزة المنكوب مع تصعيد جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على النصيرات والمغازي ودير البلح ومدينة غزة.
وقالت مصادر طبية إن 45 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم، 24 منهم بمخيم النصيرات، فيما قالت القناة 12 الإسرائيلية إن جيش الاحتلال يوسع نطاق العمليات في شمال القطاع.
وفي الضفة الغربية المحتلة، تبنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كمينا استهدف دورية للاحتلال وحافلة قرب مستوطنة أرئيل شمال الضفة، وأدى إلى إصابة 9 إسرائيليين بينهم جنود.
وقال مسعفون اليوم إن ضربات للجيش الإسرائيلي قتلت 30 فلسطينيا على الأقل ليلا في غزة معظمهم في مخيم النصيرات في وسط القطاع وذلك بعد أن انسحبت بعض الدبابات من منطقة داهمتها.
وذكر المسعفون أنهم انتشلوا جثامين 19 فلسطينيا استشهدوا في المناطق الشمالية من النصيرات، أحد مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في القطاع.
وأوضح المسعفون أن الباقين قتلوا في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة. وبقيت بعض الدبابات في المنطقة الغربية من المخيم، وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن فرقه لم تتمكن من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من سكان محاصرين داخل منازلهم.
وعاد عشرات الفلسطينيين اليوم إلى المناطق التي انسحب منها الجيش لتفقد الأضرار التي لحقت بمنازلهم وانتشل بعضهم جثث قتلى.
وغطى مسعفون وأقارب جثثا، بعضها لنساء، كانت ملقاة على الطريق بالبطانيات أو بأكفان بيضاء وحملوها على نقالات.
وقال رجل وهو يبكي بجانب جثمان زوجته المسجاة على نقالة على الأرض "سامحيني يا مرتي، سامحيني يا ابتسام، سامحيني يا غالية".
وقال مسعفون إن طائرة إسرائيلية مسيرة قتلت في وقت لاحق من اليوم أحمد الكحلوت رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا في أقصى شمال قطاع غزة، حيث ينفذ جيش الاحتلال عمليات منذ أوائل أكتوبر.
وقال مسؤولان طبيان في المستشفى لرويترز إن الكحلوت قتله صاروخ أطلقته طائرة مسيرة أثناء عبوره بوابة المستشفى. وقالت وزارة الصحة في غزة إن مدير المستشفى و12 مسعفا أصيبوا في هجمات مماثلة في وقت سابق من الأسبوع.
ومستشفى كمال عدوان واحد من ثلاثة مرافق طبية تقع في أقصى شمال قطاع غزة تعمل بالكاد الآن في ظل نقص الإمدادات الطبية والوقود والغذاء. وقال مسؤولون صحيون إن معظم أفراد الطاقم الطبي في المستشفى إما اعتقلهم الجيش الإسرائيلي أو طردهم.
نزوح
وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس إن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أسابيع في أقصى شمال قطاع غزة أدى إلى نزوح نحو 130 ألف شخص.
وأفرجت السلطات الإسرائيلية عن نحو 30 فلسطينيا اعتقلتهم في الأشهر القليلة الماضية خلال الحملة العسكرية المتواصلة. وقال مسعفون إن المفرج عنهم وصلوا إلى مستشفى في جنوب غزة لإجراء فحوصات طبية.
وتحدث فلسطينيون محررون، اعتقلوا خلال الحرب، عن تعرضهم لسوء المعاملة والتعذيب في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية.
ولم تثمر مفاوضات استمرت لأشهر من أجل وقف إطلاق النار في غزة عن تقدم يذكر. والمحادثات متوقفة الآن.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أدى إطلاق نار على حافلة قرب مستوطنة إسرائيلية إلى إصابة ثمانية أشخاص على الأقل بجروح اليوم، وفق ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية "نجمة داوود الحمراء".
وأعلنت كتائب عز الدين القسام "مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار قرب مغتصبة أرئيل المقامة على أراضي محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي باغت فيها أحد مجاهدينا الأبطال عددًا من الجنود والمغتصبين الصهاينة داخل حافلة"، معرّفة عن المهاجم على أنه سامر حسين (46 عاما) المتحدر من قرية عينبوس جنوب نابلس.