متنزها القرم والنسيم يشهدان إقبالا كبيرا
"عمان": تشهد فعاليات ليالي مسقط 2023 إقبالا كبيرا من الزوار، وسط حضور جماهيري وأجواء بهية، وتواصل الفعاليات تألقها وإمتاعها للحضور وذلك بتقديم البرامج والأنشطة المتنوعة التي تجذب مختلف الفئات العمرية، وجاءت الأنشطة والفعاليات موزعة على أربعة مواقع لتحتضن أكبر عدد من الزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها، حيث توزعت الفعاليات على متنزه القرم الطبيعي، ومتنزه النسيم العام، والجمعية العمانية للسيارات، ومركز عمان للمؤتمرات والمعارض وذلك يوميًا من الساعة الرابعة عصرًا حتى الحادية عشرة مساءً .
ويتزين متنزه القرم الطبيعي بشكل يومي بعدد من الفعاليات التي لاقت رضا من قبل الزوار، حيث تنوعت الفعاليات في محيط البحيرة بالحديقة بعروض الهيليوم، وعروض بحيرة القارب، مع عروض فنية للإبهار والليزر، كما تزينت الحديقة بعروض الماء الضوئية، التي تمتزج بتناغم وإيقاعات النوافير والأضواء الباهرة ، كذلك يتضمن محيط البحيرة عربات لعرض الأغذية المتنوعة وسلسلة من المطاعم الراقية والمنتجات المختلفة ، كما يتضمن المتنزه على قاعة سينما بشاشة عرض واستراحات مجهزة ، وكذلك فعالية التصوير الكامل بدرجة 360 ، وفعالية عروض الساحات والكرنفال، وعروض الخيل .. وغيرها من الفعاليات التي استحدثت في ليالي مسقط 2023
أما متنزه النسيم فاحتضن ألعاب الأطفال الهوائية والكهربائية والإلكترونية، بالإضافة إلى مختلف العروض التي تخص مهارات كرة القدم والأشعة فوق البنفسجية التراثية، ومسرحًا لعرض "رقصة الهولوجرام" وغيرها من الفعاليات الرياضية، وعروض السيرك وكرنفال الساحات، مع الفرق الفنية والاستعراضية.
معرض استهلالكي
كما احتضن متنزه النسيم العام معرضًا استهلاكيا يحتوي عددًا من العلامات التجارية المشاركة في أقسام بيع المنتجات المتخصصة، والسلع الاستهلاكية من مصوغات وملابس، وعطور، ومنتجات العناية، والمعروضات المنزلية وغيرها من المشاركات التي حرصت على التنافسية في عرض ما لديها بصورة تجعل لها منافسة في القوة الشرائية عن غيرها، وقد تم تخصيص متنزه النسيم كمكان للمعرض الاستهلاكي بحكم المساحة مترامية الأطراف للمتنزه والتي تسمح بامتداد المعرض وإعطائه مداخل ومخارج تسهم في تنظيم عملية الدخول والخروج، وكذلك الولوج بين ممرات المعرض متنوع البضائع والسلع التي شارك بها عدد من المشاريع المتوسطة والصغيرة، ورائدات الأعمال ممن حرصن على صفّ تصاميمهن من الملابس والحلي، ونشر عبق الروائح المصنع بها زجاجات العطور والمنتجات المميزة بروائح أخذت من الطبيعة التي تغني عن المنتجات المصنعة بمواد حافظة.
وبشكل عام فإن تجربة الزائر للمعرض الاستهلاكي عبارة عن تسوق لا يخلو من عنصر الاستمتاع، والشمولية لما يحتويه المعرض من خيارات متعددة إذ يحتوي المعرض كثيرا من المنتجات والمصوغات الجلدية المتنوعة والتي عادة ما تلاقي إقبالاً لافتاً من قبل زوار متنزه النسيم مثل الملابس الجاهزة والتصاميم المميزة من مناطق متعددة بسلطنة عمان، التي تحاكي موروث بعض الولايات العمانية، ومن جانب آخر تبرز عدة مشاركات لمنتجات يمنية وشامية وتركية تضم أنواعاً عديدة من التوابل العربية والعسل الطبيعي والمصوغات اليدوية التي يشتهر بها كل بلد.
من جانب آخر خصص بمتنزه النسيم جناحًا تراثيًا يضم بين جنباته مجموعة من البضائع والسلع والمشغولات اليدوية والتراثية مثل البخور واللبان الظفاري، والكحل وأنواعًا من المشغولات الصوفية التي تشتهر بها محافظة الوسطى وظفار، وبعض التحف والفخاريات البسيطة، التي انسجمت مع المكان المخصص لأصحاب هذه المشاريع لوضع بصماتهم المميزة تحت سقفها، بما يوحي بانتقائية عالية في تخصيص أماكن التسوق وتوزيعها بما يتلاءم مع خصوصيتها.
تجسيد للتراث
وخلافًا للنمط السابق لما تحتويه القرية التراثية فقد قدمت بلدية مسقط تجربة مختلفة في استعراض التراث العماني وتقديم الهوية والإرث الحضاري لسلطنة عمان؛ من خلال ركن مميز احتوى على مشاركة مميزة وثلاثية الأطراف من قبل مؤسسات عمانية رائدة في مجال التكنولوجيا وتعزيز الواقع الافتراضي، حيث قدمت كل من "شيزكا" لتنظيم الفعاليات، وشركة "عزم للبرمجة" ، وشركة "منفذ" التي تختص في الرسم ثلاثي الأبعاد، من خلال الركن المميز في القرية التراثية بمتنزه النسيم على تجربة متفردة وخارجة عن المألوف؛ حيث تستهدف المشاركة تعريف زوار ليالي مسقط عن طريق استخدام تقنية الواقع الافتراضي ومحاكاتها لستة مواقع من سلطنة عمان، وبهذا تتيح لزوار ليالي مسقط تجربة النظر إلى هذه الأماكن من خلال عدسات تعكس الإحساس بالزمن والتاريخ وتنقله إلى واقع افتراضي، يجعلك تشعر وأنت في متنزه النسيم كأنك كنت جزءا من ذلك المكان الذي نظرت إليه من خلال عدسة تستحضر تفاصيل المكان بتقنية ذكية ومرئية تسمى تقنية الواقع الافتراضي والحقيقة الافتراضية محاكاة معالم سلطنة عمان بصورة رقمية ومحتوى بصري يعزز من مفهوم المواطنة، الهوية والتراث.
وقد جاء الاهتمام بإدخال هذا الركن كأحد الأركان الملفتة للانتباه في القرية التراثية من منطلق اهتمام بلدية مسقط بتبني التقنيات الناشئة في تقديم معالم سلطنة عمان بصور حية، لتغير من الصورة النمطية المستخدمة سابقا في تعريف الأجيال والزوار بالتراث والقرية التراثية التي تتضمن موروثاتنا الشعبية، ومناطقنا الفريدة ومعالمها الأصيلة، ولتشجع وتروج لزيارة المناطق بسلطنة عمان، ومنها الأسواق والمعالم الحضارية والسياحية، وبشكل عام فإن هذا الركن يقدم ممكنات تقنية بما من شأنها جذب الزوار لتجربته واختبار عوالم بصرية تثري التجربة من جانب، وتؤسس فكرة التقنية على مستوى أعلى، وتسهم هذه التجربة في تعزيز وتنشيط زيارة المواقع التاريخية وإثراء المعالم السياحية.