الاقتصادية

المعارض الاستهلاكية.. نافذة تسويقية لرواد الأعمال تلقى إقبالا

21 يونيو 2022
مناشدات بأسعار مقبولة لاستئجار مساحات في المجمعات التجارية
21 يونيو 2022

تشهد فعاليات رائدات الأعمال العمانيات نشاطًا ملحوظًا وتنافسًا في تقديم الأفضل من المنتجات، فلا يكاد يمر أسبوع دون تنظيم معرض يحتضن ويسوِّق معروضاتهن ويلاقي إقبالًا من الجمهور.

(عمان الاقتصادي) زار أحد هذه المعارض والتقى عددًا من رائدات الأعمال العمانيات اللائي يتنافسن في تقديم منتج يعزز حضورهن في السوق، بعد رحلة من المثابرة والتميز في القطاع، وناشدن الجهات المعنية بتقديم التسهيلات والدعم من خلال تحديد أسعار مقبولة لاستئجار مساحات بالمعارض الاستهلاكية في المجمعات التجارية.

وارتأت رائدة الأعمال شهيرة المهرية أن يكون المعرض متميزًا من حيث استقطاب رواد وتجار جدد في ساحة المعرض؛ لعرض منتجات جديدة ومتنوعة فاختارت أن يحمل المعرض اسم «معرض التميز الأول»؛ ليكون مميزًا والأول كونه أول مشوار لها في تنظيم المعارض. وقد تبادرت الفكرة لديها حينما كانت تعمل في مجال تصميم العبايات، وتقطع الأميال من جبال ظفار إلى العاصمة مسقط لتشارك في المعارض لعرض وتسويق مشروعها، والوصول إلى عدد أكبر من الزبائن وكسب ثقتهم، فمن خلال خبرتها التي اكتسبتها من مشاركتها في المعارض ومعرفة ما يحتاجه رائد العمل العماني في المعارض، قرّرت أن تنطلق في مشوارها الثاني في إقامة المعارض لرواد الأعمال العمانيين.

أسعار مناسبة

تواصلت المهرية مع المشاهير والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن المعرض لاستقطاب عدد أكبر من التجار ورواد الأعمال للمشاركة في المعرض، فتوافد عليها الرواد ليصل عددهم أكثر من 70 رائدًا ورائدة عمل، كونه فرصة مناسبة قبيل العيد؛ لجذب المستهلكين للتسوّق، وشراء ما يحتاجونه لا سيما أن أسعار المنتجات في متناول الجميع، حيث تراوحت بين 5 إلى 40 ريالًا عمانيًا.

وناشدت المهرية الجهات المختصة بالتدخل في مراعاة المنظمين من رواد الأعمال العمانيين في أسعار استئجار المساحات للمعارض الاستهلاكية، وتحديد أسعار ثابتة ورمزية، حيث ترى أن تكلفة الإيجار 450 ريالًا عمانيًا يوميًا لمدة خمسة أيام لمساحة في المعرض عالية، متأملة أن تكون هناك رقابة ومتابعة لهذا الموضوع.

كسوة لمشروع عماني

وفي الجانب الخلفي لساحة المعرض تركن لائحة تحمل اسم «كسوة لمشروع عماني»، وهو مشروع متخصص بجمع الملابس المستعملة، وإعادة تدويرها لتقديم العائد المادي منها لدعم الجمعيات الخيرية بالتعاون مع جمعيات المرأة العمانية.

وتمتلك «كسوة» حاويات مبتكرة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية تقدمها خصيصًا للجمعيات، كما أنها تمتلك تطبيقًا خاصًا لخدمة الأفراد؛ لجمع الملابس المستعملة من منازلهم ووزنها، والحصول على عائد مالي منها في محافظات مسقط، وجنوب وشمال الباطنة، والداخلية وظفار في خطة للتوسع نحو جميع محافظات سلطنة عمان.

وتهدف كسوة إلى إيجاد فرص عمل للباحثين عن عمل، ودعم المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية، وتعزيز روح التعاون الاجتماعي بين الأفراد والمجتمع، وزيادة الوعي حول البيئة المستدامة، والحد من التشوّه البصري في المدن بتقليل المخلفات الصلبة.

مصنع عماني

وقالت هناء بنت مبارك الهاشمية، مديرة العلاقات العامة والاتصال بالمشروع: «نطمح لإقامة مصنع عماني مختص بإعادة تدوير الملابس المستعملة والتالفة؛ لتعزيز الإنتاج المحلي من المواد القابلة لإعادة التدوير؛ ليصبح المصنع العماني الأول المعني بإعادة تدوير الملابس التالفة، وإنتاج مواد خام منها، وإضافة قيمة محلية تسهم في الاقتصاد الوطني.

سعرات حرارية أقل

وتعرض شيماء بنت راشد الحجرية منتجاتها من مشروع «جريس فل» من الحلويات والكعك بأشكال وأحجام مختلفة ومتنوعة قليلة السعرات الحرارية في الجناح الخلفي من المعرض في ثلاجة تبريد شفافة، وتسرد بدايتها في صناعة الكعك والحلويات قائلة: «كنت باحثة عن عمل منذ عام 2010 بمؤهل بكالوريوس تخصص ترجمة، فقررت أن أتوجه لعمل خاص بي؛ لتوفير دخل مادي، وتميزت بإعداد حلويات قليلة السعرات كون العديد من أفراد أسرتي مصابين بمرض السكري، وواجهت في بداية مشواري الكثير من التحديات والصعاب لكني تخطيتها بدعم وتشجيع من عائلتي والزبائن كون منتجاتي صحية، والكثير من الأفراد يبحثون عن الوجبات الصحية.

وأردفت الحجرية قائلة: واجهتُ صعوبة في بداية مشواري من ناحية التمويل، وتوفير رأس المال، وعدم توفر الخامات التي تحتفظ بالبرودة ونقص العمّال في توصيل الطلبيات كون منتجاتي تحتاج إلى برودة، فاضطررت إلى القيام بتوصيل الطلبات بسيارتي الخاصة؛ لكسب رضا الزبائن، وتوصيل المنتج بالصورة المرضية والمطلوبة.

الكثير من التسهيلات

وأضافت الحجرية: في الوقت الراهن هناك الكثير من التسهيلات، حيث أصبحت التطبيقات الإلكترونية متوفرة بضغطة زر بالهاتف النقال كتطبيقات التوصيل مثل أكيد وطلبات، وتوفر العاملات بنظام العمل بالساعات أصبح متاحًا، حيث يمكن دفع أجورهن بنظام عمل الساعات، بالإضافة إلى مطابخ جاهزة تحتوي على طاقم عمال.

وتروّج الحجرية لمشروعها عن طريق برامج التواصل الاجتماعي مثل: الانستجرام والسناب شات، حيث كسبت قاعدة جيدة من الزبائن عن طريق الأهل والأصدقاء.

واختارت شيماء الراعي أن تحمل منتجاتها التجميلية الطبيعية التي تستخلصها من سهول وجبال محافظة ظفار اسمها حفاظًا لحقوقها وأعمالها، وتسرد قصتها قائلة: بدأت بمبلغ 6 ريالات عمانية، وقمت بعمل منتج واحد وهو الصابون وداومت على العمل، وقمت بالتسويق لمنتجاتي من خلال برنامج التواصل الاجتماعي، وكلما أعلنت عن منتج جديد أحصل على الكثير من المبيعات، كوني أحب عملي كثيرًا فهذا يجعلني أبدع فيه. وقد قمت بعمل منتجات للبشرة الحساسة، وتوفير توصيل مجاني كل أسبوع ليستفيد الجميع، وتحديد سعر مناسب لجميع الفئات، حيث يمكن للجميع اقتناؤه، وأطالب الجهات المعنية بتقديم الدعم والتسهيلات لأنني مازلت باحثة عن عمل.

ثقة الزبائن

أما وفاء عزيز حميد، صاحبة مشروع «رافيش شيلا» فبدأت العمل في مشروعها منذ سنتين وكانت تصمم العبايات، وبعد أن شاهدت انتشارًا واسعًا في الساحة لتصاميم العبايات، اتّجهت للتصاميم «الدرّاعات» والملابس العمانية المطرّزة وحصلت على إقبال كبير.

وقالت: كسب ثقة الزبائن كانت أحد التحديات والصعوبات التي واجهتها، فقمت باستئجار ركن في أحد «البوتيكات» في مسقط؛ لكي يمكن للزبائن الاطلاع ومشاهدة «الدرّاعات» والملابس عن قرب على أرض الواقع، والتأكد من جودتها، بهذه الطريقة تخطت وفاء إحدى العقبات، وكسبت رضا الزبائن، وحصلت على إقبال ومبيعات جيدة.

وتناشد وفاء وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لتخصيص أجنحة في ساحات المولات والمجمعات التجارية لرائدات الأعمال بقيمة مناسبة تتراوح بين 100 و150 ريالًا عمانيًا، حيث يمكن أن تتحول محال العلامات التجارية في المجمعات التجارية إلى محال عمانية؛ فمنتجات رواد ورائدات الأعمال العمانيين والعمانيات مختلفة ومتنوعة.

وقرّرت زكية الحضرمية بعد تقاعدها أن تتشارك مع زميلتها خالصة العدوية لافتتاح مشروع «لوم لاين» لبيع «الدرّاعات» الكويتية تقوم بجلبها من دولة الكويت بأسعار تنافسية تتراوح بين 15 و40 ريالًا عمانيًا.

وتطالب وزارة التجارة الصناعة وترويج الاستثمار بتحديد سعر معيّن وثابت لمشاهير التواصل الاجتماعي للإعلانات؛ لأن أسعار الإعلانات مرتفعة لرائدات الأعمال المبتدئات، وتأمل من الجهات المعنية تقديم كل التسهيلات والدعم من أجل الاستمرار.