facebook twitter instagram youtube whatsapp


عمر العبري
عمر العبري

يحدث في رمضان

18 مارس 2023

1 - أيام معدودات وتبدأ ليالي شهر رمضان المبارك الذي يُفترض أن نستدرج فيها أنفسنا المضطربة إلى منطقة الهدوء والسكون بعد شهور طويلة من المعارك والصراعات مع الحياة والمناكفات التي سممت الكثير من علاقاتنا مع الآخرين دون طائل. أيام قليلة وتتاح فرصة ثمينة أخرى للجم النفوس عن الشطط والغرق في الملذات والانجرار خلف الدنيا.. أيامُ طُلب منا فيها تذكر من أضنتهم الفاقة وشتتت جمعهم المِحن وأقضت راحتهم الملمّات والكروب.

2- قبل رمضان تكثر العروض والتخفيضات فيتسابق الفقير قبل الغني للمحلات التجارية لشراء ما يلزم وما لا لزوم له وكأننا مقبلون على مجاعة أو أزمة غذاء أو حرب استنزاف لا يُعرف متى ستنتهي. قبل قدوم شهر رمضان لن تتوفر لك أنت الباحث عن سلعة أو سلعتين في «المول» التجاري الكبير فرصة التسوق إلا إذا كان لديك صبر أيوب فالأولوية لصاحب العربتين والثلاث عربات وما زاد على ذلك.

3 - من الضروري أن نُعيد النظر في فكرة «إفطار صائم» وإحضار الإفطار إلى داخل بيوت الله واستبدالها بفكرة تقوم على البحث عن الصائم المواطن المُستحق أولا وإرسال الإفطار إلى منزله فهو أولى من شخص لا نعرف إن كان مُسلمًا صائمًا أم مُستغِلًا لحلول هذه الفريضة. لا يعني تجمهر الأيدي العاملة عند موائد الإفطار بالمساجد أنهم جميعًا صائمون ولا تعني ندرة وجود المواطن بينهم أنه مُكتفٍ وقادر على توفير وجبة الإفطار لأبنائه فبيننا مُعسرون كُثر متعففون «لا يسألون الناس إلحافًا». عادة كهذه حولت بيوت الله إلى مطاعم تضج ببقايا وروائح الأكل وإلى نقطة تجمع للأيدي العاملة تضمن وجبة يومية مدتها شهر وهي لا علاقة لها بالصيام.

4 - ما يدعو للغرابة بحق أن من بين أسباب الأمر الرباني بصوم شهر رمضان الذي يأتي مرة واحدة في العام تجويد الصحة الجسدية والنفسية للصائم من خلال الاقتصاد في الأكل والشرب وتمثلِ حال الفقراء المحتاجين الذين لا يجدون قوت يومهم لكن الحاصل الآن هو عكس ذلك تمامًا ففي شهر رمضان تزيد الأوزان ويتنافس الفقير والغني على رمي الطعام .. في رمضان الآن تقلَلَ الأعمال وتُؤجل مصالح الناس وتُختصر الأوقات فتفتر هِمم الموظف ويتسلل الخمول إلى نفسه فيتراجع الإنتاج وكأنه شهر فُرض للنوم والكسل والأكل بنهم.

آخر نقطة..

عندما نتوقف في شهر رمضان عن التدخين والغيبة والنميمة وتداول البذاءات فإننا نعترف من خلال ذلك بأننا كُنا سيئين ومُذنبين.. عندما يختفي المكياج والعباءات المُلفتة ويسود الاحتشام فإننا نُقر بأن هناك شيئا ما يحتاج إلى مراجعة.. عندما تكتظ المساجد بالمصلين الجُدد الذين يظهرون فجأة ويعمرون المساجد خلال أيام الشهر فإن ذلك دليل أن بيننا مقصرين وغافلين لا يدركون أن الله سبحانه موجود في كل يوم وحين.

عمر العبري كاتب عماني

أعمدة
No Image
في الشباك :غياب الأنشطة الرمضانية 
تمثل الأندية محورا مهما في احتضان الشباب لممارسة هواياتهم وميولهم في مختلف الأنشطة سواء كانت رياضية أو ثقافية أو اجتماعية لأن الهدف الأسمى من إشهار هذه الأندية خدمة المجتمع، وأدّت الأندية دورا مهما وأساسيا في تنمية قدرات الشباب الإبداعية في مختلف الأنشطة الثقافية والرياضية وبرزت أسماء كانت لها مساهمات فاعلة...