تزايد الصادرات قالت وزارة الزراعة الروسية لرويترز ردا على طلب التعليق على زيادة صادرات القمح من القرم إن القطاع الزراعي في شبه جزيرة القرم تلقى حوالي 2.4 مليار روبل (38 مليون دولار) دعما من الدولة الروسية على مدار السنوات الثلاث وإن ذلك أدى إلى التوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة وزيادة الغلة. وقالت الوزارة الروسية: «بسبب النمو الكبير للمحصول استطاعت القرم تغطية الاحتياجات المحلية لمواطني الجمهورية وتصدير فائض القمح». وبالنسبة للقرم الخاضعة للسيطرة الروسية فإن التعامل التجاري مع سوريا باستخدام سفن سورية في القوائم السوداء وسفن أخرى يعني أن بوسعها تفريغ الحبوب التي لا يمكن تصديرها إلى أماكن أخرى بسبب العقوبات الغربية وفي الوقت نفسه تتيح للأسد خطا آخر للإمدادات. وتنتج القرم حوالي 1.4 مليون طن من القمح كل عام ويتبقى للتصدير حوالي مليون طن رغم أن جفاف الطقس قد يؤدي لانخفاض المحصول هذا العام. وقالت المصادر الروسية: إن روسيا تحرص أيضا على تنظيم شبه الجزيرة لتجارتها لتقليل العبء المالي عليها. وقال أحد المصادر: إن من غير الواضح مصدر تمويل الشحنات السورية التي أضاف أنها مكنت شبه جزيرة القرم من زيادة نشاطها في موانيها المطلة على البحر الأسود بعد أن توقفت الشركات الدولية عن التعامل معها عندما فُرضت عليها العقوبات. وتوضح بيانات شبه رسمية في القرم اطلعت عليها رويترز أن صادرات شبه الجزيرة من الحبوب بلغت 428500 طن أغلبها من القمح في النصف الثاني من عام 2017 بزيادة كبيرة عن صادرات موسم 2017-2016 كله والتي بلغت 288 ألف طن. وتظهر بيانات الموانئ وتتبع حركة السفن أن عددا من السفن الناقلة للحبوب من القرم أفرغت شحنات مباشرة في موانئ سورية خاصة في طرطوس التي توجد فيها قاعدة بحرية روسية. وقال مصادر ملاحية طلبت عدم نشر أسمائها إن شحنات أخرى وصلت إلى لبنان وتم نقلها بعد ذلك إلى سوريا. وأوضحت بيانات الموانئ للفترة يوليو -ديسمبر 2017 أن لبنان كان أكبر مشتر للحبوب من القرم إذ اشترى 175 ألف طن، وجاءت سوريا في المركز الثاني برصيد 75 ألف طن وتركيا في المركز الثالث، ولم تتوفر على الفور بيانات لعام 2018. ولم تتلق رويترز ردا على الفور من السلطات في لبنان وسوريا على طلبات للتعليق. وأظهرت بيانات تتبع السفن أن عدد شحنات الحبوب لسوريا كان قليلا في السنوات التي أعقبت ضم روسيا للقرم وبلغت الكمية في المتوسط 70 ألف طن في السنة.
خطوط اتصال وفي بادرة أخرى على توثيق العلاقات بين القرم وسوريا قال مسؤولون محليون في مدينة سيفاستوبول حيث يوجد ميناء هذا الشهر إنهم يعتزمون توقيع اتفاق مع طرطوس في 29 يوليو لإنشاء خط اتصال دائم. ونسب هذا الشهر إلى فلاديمير بازاروف نائب محافظ سيفاستوبول قوله بعد زيارة لسوريا «الاتصال المتواصل تحقق بالفعل بين ميناءي سيفاستوبول وطرطوس بسبب إمدادات الحبوب لسوريا». وقال إن موانئ القرم تعمل فقط بما بين 20 و30 % من طاقتها بسبب العقوبات الغربية وتريد إيجاد أسواق تصدير أكثر في الوقت الذي تحتاج سوريا فيه لمنتجات مثل المعادن ومواد البناء. وفي مناسبة نظمت في سيفاستوبول الأسبوع الماضي للترويج لصادرات القرم إلى سوريا تم تحميل 3800 طن من الحبوب على سفينة شحن. وقال ديمتري أوفسيانيكوف حاكم المدينة للصحفيين: إن من المتوقع إرسال مزيد من الشحنات إلى سوريا على أساس منتظم لتوريد 200 ألف طن من الحبوب على مدار السنة المقبلة. وقال أوفسيانيكوف: «وتيرة تطور التعاون في هذا المجال بهذا المستوى الطيب في سيفاستوبول فقط لأن لدينا الطاقة الاستيعابية في الميناء كما أن أسطول البحر الأسود يرابط في طرطوس ومن ثم فمن الأسهل لنا تنظيم هذه الأمور اللوجستية». وقال مسؤولان إنه في ضوء عدم استطاعة سوريا دفع ثمن الحبوب فإنها سترسل كميات من زيت الزيتون والخضر إلى القرم بدلا من ذلك. وتقول أوكرانيا: إن الشحنات المنقولة من القرم تنتهك العقوبات الغربية، وقد شكت للمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة في لندن وطلبت من الدول الأعضاء شطب السفن المشاركة في نقل الشحنات. وقالت ناتاليا جاليبارينكو مندوبة أوكرانيا الدائمة بالمنظمة البحرية الدولية لرويترز «لعبة القط والفأر حول نشاط الملاحة المخالف للقانون في القرم أبعد ما تكون عن النهاية». وأضافت: «الجزء الشمالي من البحر الأسود تحول حرفيا إلى «منطقة رمادية» بالنسبة للملاحة الدولية». وقال مرادوف نائب رئيس وزراء القرم: إن شبه الجزيرة لا تعترف بالعقوبات الغربية.