هل يجب أن يتَّخذ الاتحاد الأوروبي ضد فنزويلا أيَّ مواقف أو عقوبات كتلك التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية تجاه هذا البلد بعد لوم الرئيس الفنزويللي نيكولاس مادورو واتهامه بأنَّه يسعى لإحلال نظام ديكتاتوري؟ سؤال طرحته صحيفة «بوبليكو» البرتغالية بعد صدور قرار أمريكي يمنع الأمريكيين من القيام بأي أعمال تجارية مع فنزويلا، وبعد الإعلان عن تحضير سلسلة من العقوبات تطال القطاع النفطي الفنزويلِّي. جريدة «بوبليكو» تنتقد التغطية الإعلامية الأوروبية لسلسلة الأحداث التي تدور في فنزويلَّا وتلفت إلى أن المواطن الأوروبي يجد نفسه أمام أجهزة إعلامية تضخِّم الأمور وتستخدم كل ما يرد من هذا البلد أو كل ما يرد عنه، من أجل انتقاد النظام الفنزويلي وإطلاق أبشع النعوت عليه وانتقاد حكومته المنتخبة بالطرق الشرعية، فلا ينجم عن هذه الحملات الإعلامية الانتقادية المضخَّمة أو غير الدقيقة سوى المزيد من الخلافات الاجتماعية والسياسية التي تمهِّد لتدخُّلٍ خارجي لا يدرك أحد نتائجه. تتابع جريدة «بوبليكو» البرتغالية وتشير إلى أنَّ الأخطاء التي ترتكبها حكومة منتخبة ديمقراطياً، يجب أن تعالج بالوسائل والسبل الديمقراطية. إن التوافق السياسي يصبح ممكناً أو ميسَّراً بشكل أفضل، كلما تناقص التدخُّل الخارجي. وإنَّ الجو القاتم السائد في فنزويلا يُستشَفُّ منه أنَّ الهدف ليس إصلاح مسار الثورة «البوليفارية» بل القضاء على هذه الثورة نهائياً.