Salim-2
Salim-2
أعمدة

نوافذ: في ضيافة البساط الأخضر

15 يوليو 2019
15 يوليو 2019

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

قبيل أيام ليست ببعيدة انتشر بين أوساط المجتمع شريط مصور(فيديو) ينال من المشروع الذي نفذته بلدية ظفار الخاص بالأكشاك بسهل اتين على يمين الطريق الى الجبل ، وذلك بشيء من السلبية الذي نفذته هذا العام ، ثم ردود الأفعال التي توالت بعد ذلك من العامة ، والتي أجمعت معظمها على رفض ذلك التصرف الذي نعتقد أنه غير مسؤول من البعض الذين لا يدركون حجم الجهد الذي يبذل لتحسين موقع أو معلم أو لإظهار جمالية المكان ويساهم في حفظ صحة الزوار .

الفارق في الصورة لهذا المكان بين العام الماضي وهذا العام كبير جدا ، فأولا أظهر حسن جمالية المكان ، وأصبح أكثر جاذبية ، ورفع مستوى الرعاية الصحية لمرتاديه الذين يعتمدون على شراء المأكولات منه لقربه من الجبل ، ثم استثمار المكان في توفير مغاسل ودورات مياه وممشى للممارسة الرياضة والتنزه وكذا توفير أماكن صحية لأصحاب المشاريع للشوي وتجهيز الأطعمة المقدمة .

وندرك أن ما قامت به بلدية ظفار يأتي في إطار دورها المنوط لها، اهتماما منها بتطوير كل الأماكن التي يرتادها الناس لتوفير الخدمات المطلوبة ، وندرك أيضا أن البلدية تحاول توفير الموارد من أجل تنفيذ مثل هذه المشاريع التجميلية وغيرها في المدينة ، وكذا اهتمامها المتواصل في إضافة كل عام خدمات جديدة على ضوء قدراتها المالية ، وتضع الاهتمام بزائر المحافظة ضمن أولوياتها بالذات خلال الموسم السياحي ، وندرك أيضا أن كل عمل يصاحبه اجتهاد قد يحمل الخطأ والصواب .

لكن ما لا ندركه محاولات البعض من أبناء البلد التقليل من كل تلك الجهود التي تقدم وتبذل على مستوى البلدية المعنية أو مؤسسات الدولة في تقديم الخدمات.

التعليق على بعض المشاريع بشيء من السخرية التي لا تتناسب وشخصية الإنسان العماني الذي جُبل على (تقدير المنجز) وقد نحت في الصخر خلال الخمسين عاما الماضية ، من أجل المستقبل هو هذا اليوم الذي نعيشه أنا وانت الآن، وكانت بالنسبة له إنجاز المشاريع حلما كبيرا لم يتحقق قبل الخمسين عاما الماضية، ولأنها تضيف قيمة وفارقا وتعزز المرافق وتجذب المزيد من الزوار الى المحافظة ، مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، فيأتي من يشوه كل ذلك ويقلل من حجم تلك الجهود التي يبذلها القائمون عليها، فهذا أمر غير مقبول .

لدينا قناعة أن المجتمع سيقف ضد ذلك التهريج، وضد تلك الفئة القليلة سواء كانت بقصد أو دون قصد، ولن يقبل أن تمس الجهود المخلصة والخالصة لخدمة البلد وزوارها بل سيعضدها ويدعمها بكل السبل، وهذا ما اتضح من بعض الإخوة الذين تقدر مواقفهم في إظهار الجانب الجمالي لذلك المكان ، الذين بادروا حبا منهم لكل جزء من عمان في نقل صورة أكثر إشراقا من تلك الصورة المحبطة التي ستذهب مع الأيام إلى دهاليز النسيان، وكم كنا نتمنى من نفس تلك الفئة الى تصحيح ما نشروه على اعتبار أنه (دون قصد) وأنه طيش صبياني.