صحافة

الوفاق : المواجهة الإيرانية الأمريكية: كرة الثلج المتدحرجة

23 يونيو 2019
23 يونيو 2019

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (الوفاق) تحليلاً نقتطف منه ما يلي:

لا أحد يعلم إلى أي مدى قد يتطور الصراع الحالي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، الاحتمالات عديدة: مواجهة عسكرية، استمرار في التصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي، أو التسوية التي يسبقها بطبيعة الحال مفاوضات طويلة ومعقدة، لكن قراءة سريعة في الأحداث والتصريحات الصادرة عن الطرفين قد ترجح احتمالاً على آخر، أقلّه في المرحلة الراهنة.

وأضافت الصحيفة: منذ دخوله رسمياً إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير 2017، بدأت تتضح ملامح السياسة التي يريد الرئيس «دونالد ترامب» انتهاجها تجاه إيران والتي تقاطعت إلى حدّ كبير مع ما سبق أن صرّح به أثناء حملته الانتخابية. في 8 مايو حيث حدث ما كان متوقعاً: أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، الذي كان من أبرز إنجازات سلفه باراك أوباما، لكن الحدث لم يقتصر فقط على «الانسحاب»، القرار أتى مقروناً بـ«فرض أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على إيران»، ومن هنا بدأت الحرب، بحسب الصحيفة.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول: في خطاب الانسحاب الشهير، الذي رفضته الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق (روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا)، برّر ترامب قراره بأن بلاده «لا تستطيع تنفيذ الاتفاق أو العمل به»، مما أظهر أن المشكلة بالنسبة له لا تكمن في مبدأ التفاوض مع إيران بل في مضمون هذا الاتفاق، أي أن الرئيس الأمريكي يريد اتفاقاً جديداً، تكون فيه إيران «مغلوبة على أمرها»، بعد إرهاق اقتصادها وبيئتها الداخلية تحت وطأة العقوبات.

وأردفت الصحيفة: العقوبات الأخيرة على إيران، خصوصاً تلك التي هدفت إلى تصفير صادراتها النفطية، كانت ضاغطة بإقرار الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أعلن في الوقت عينه، هو والعديد من قيادات الصف الأول على رأسهم المرشد الأعلى «علي خامنئي» أن الاستسلام غير مقبول؛ بناءً عليه، بدأت إيران بإحداث تغييرات جوهرية في البنية الاقتصادية الداخلية، وذلك بـتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط ، مقلصةً اعتماد الموازنة السنوية على البترول إلى نسبة 25 %، إضافة إلى الرهان على خطط لبيع النفط في السوق الرمادية، وإشراك القطّاع الخاص في هذا الملف لكسر هدف واشنطن المتمثل بتصفير الصادرات النفطية، إضافة إلى اعتماد «صندوق التنمية الوطنية الإيرانية» كإحدى أوراق المقاومة الاقتصادية، وقد أسّست إيران هذا الصندوق قبل 10 سنوات، وخصّصت له ما يقارب 34% من عوائد الصادرات النفطية في البلاد.

وتابعت الصحيفة: بموازاة قرار الصمود الاقتصادي، حرصت طهران على التصعيد السياسي باتجاه واشنطن وحتى العواصم الأوروبية، حيث أعلنت بدء الانسحاب تدريجياً من الاتفاق النووي، الأمر الذي ترجمته بسلسلة من الخطوات بلغت ذروتها بالإعلان على لسان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية «بهروز كمالوندي» بأنها ستتخطى مستوى 300 كجم من اليورانيوم المخصب في غضون 10 أيام. وختمت الصحيفة مقالها بالقول: إذاً، لا تسوية أو مفاوضات، أقلّه في المرحلة الحالية، فهل هي مرحلة المواجهة العسكرية؟ مضيفة: تصريحات القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية والأمريكية تشير إلى أن احتمال وقوع الحرب يعد ضئيلاً إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار النتائج الكارثية لهذه الحرب من جهة، وصعوبة إيقافها من جهة أخرى، واحتمال توسعها إلى مناطق أخرى من جهة ثالثة.