1247261
1247261
العرب والعالم

إيران تدين انتهاك مجالها الجوي بعد إسقاطها طائرة أمريكية مسيرة وواشنطن تنفي

20 يونيو 2019
20 يونيو 2019

مستشار ماكرون في طهران لخفض التصعيد -

طهران- واشنطن- عمان - محمد جواد الأروبلي -(وكالات):-

اختلفت الروايتان الأمريكية والإيرانية حول مكان ونوع الطائرة الأمريكية المسيرة التي أعلن الحرس الثوري إسقاطها فجر أمس فوق إيران.

وقال الحرس الثوري الإيراني إنه أسقط طائرة تجسس أمريكية من طراز «غلوبال هوك» في منطقة كوه مبارك بمحافظة هرمزكان جنوب إيران. مشيرا إلى أنه تم إسقاط الطائرة بعد أن اخترقت مجال إيران الجوي.

ونشرت وسائل إعلام إيرانية صورًا توضح المنطقة التي قالت إن الطائرة أسقطت فيها في منطقة كوه مبارك، وهي إحدى مدن محافظة هرمزكان جنوب إيران وتقع هذه المدينة في القسم الصحراوي من منطقة جاسك على ضفة بحر عمان.

بينما نفى الجيش الأمريكي اختراق أي طائرة تابعة له الأجواء الإيرانية، حيث قال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي بيل أوربان: «لم تكن هناك أي طائرة أمريكية تعمل في المجال الجوي الإيراني اليوم».

فيما أكد مسؤول أمريكي آخر لـ«رويترز» أن الطائرة تابعة للبحرية الأمريكية وهي من طراز MQ-4C Triton، وأنه تم إسقاطها بصاروخ أرض -جو إيراني في الأجواء الدولية فوق مضيق هرمز.

هذا وقد أدانت وزارة الخارجية الإيرانية، ما وصفته بأنه «انتهاك للمجال الجوي الإيراني» من قبل طائرة أمريكية مسيرة من دون طيار، محذرة من عواقب مثل هذه الإجراءات «الاستفزازية».

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي: إن «أي انتهاكات من هذا القبيل لحدود إيران مدانة بشدة. ونحذر من عواقب مثل هذه الإجراءات.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر أمس: إن الولايات المتحدة غير صادقة بشأن إسقاط بلاده للطائرة المسيرة في المياه الدولية. وأضاف: إن طهران ستطرح الأمر على الأمم المتحدة.

وكتب ظريف على تويتر: «أمريكا تشن إرهابا اقتصاديا على إيران ونفذت عملا سريا ضدنا والآن تتعدى على أراضينا. لا نسعى للحرب لكننا سندافع بحماس عن مجالنا الجوي وأراضينا ومياهنا الإقليمية. سنطرح هذا الاعتداء الجديد على الأمم المتحدة ونظهر أن الولايات المتحدة تكذب بشأن المياه الدولية».

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين أمس ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستضرب إيران ردًا على إسقاط طائرة أمريكية مسيرة «ستعرفون قريبا». وأن إيران ارتكبت خطأً كبيرًا والطائرة الأمريكية المسيرة كانت في المجال الجوي الدولي ولدينا ما يوثق ذلك. من جانبها، قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أمس: إن الولايات المتحدة لا ترغب في خوض حرب مع إيران، وذلك بعدما أسقطت طهران طائرة استطلاع عسكرية أمريكية مسيرة فوق مضيق هرمز. وأبلغت بيلوسي، وهي أكبر عضو ديمقراطي في الكونجرس، الصحفيين في إفادة دورية بأن 20 مشرعًا سيحصلون على إفادة بشأن الواقعة.

وقالت بيلوسي: «أعتقد أنه وضع خطير يجب أن نكون أقوياء واستراتيجيين بشأن كيفية حماية مصالحنا. لا يمكن أن نكون متهورين فيما نقوم به، لذلك سيكون من المهم أن نرى ما يجب أن يقولوه». وأضافت: «لا أعتقد أن الرئيس يريد الحرب. لا توجد رغبة في بلادنا لخوض حرب». وقالت بيلوسي: إن التوترات شديدة في المنطقة وإنها تخشى من أن «يؤدي سوء التقدير على أي من الجانبين إلى أمر سيئ للغاية».

من جانبه جويتيريش قلق من إسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة ويحث كل الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

في سياق متصل وصل كبير المستشارين الدبلوماسيين للرئيس الفرنسي، إيماويل بون، إيران، لإجراء مفاوضات مع المسؤولين المحليين في إطار الجهود الأوروبية لخفض التصعيد في منطقة الخليج العربي.

وأفاد قصر الإليزيه، في بيان أصدره بهذا الشأن، أن المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، «وصل إيران أمس الأول لإجراء مفاوضات بهدف الإسهام في خفض التوتر في المنطقة».

وأكد الإليزيه بالتالي المعلومات التي ذكرها سابقا مسؤولان مطلعان بشأن زيارة بون، الذي يعتبر خبيرا في شؤون الشرق الأوسط، وسبق أن عمل في إيران.

وهذه الزيارة تأتي على خلفية تصعيد التوتر في الخليج العربي بين إيران والولايات المتحدة، التي انسحبت يوم 8 مايو 2018 من الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية وفرضت عقوبات اقتصادية موجعة عليها، إضافة إلى إرسال تعزيزات لقواتها العسكرية في المنطقة بسبب ما وصفته بالتهديدات الإيرانية، ما زاد من مخاوف حول اندلاع نزاع مباشر بين الطرفين.

من جانبها، أعلنت إيران تعليقها تطبيق بعض الالتزامات «الطوعية» في إطار الاتفاق النووي، ووعدت بمواصلة هذه الخطوات حال عدم وفاء الدول الأوروبية المشاركة في الصفقة النووية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بتعهداتها للحفاظ عليها.